وجهات نظر

دكتوراة فخرية لـ"سلمان".. يا آل سعود "أليس فيكم رجل رشيد"

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_طارق ابراهيم

من النوادر الغريبة والطريفة، أن جامعة بيل (1701م)الامريكية، ثالث أقدم جامعة في الولايات المتحدة الامريكية، منحت درجة الدكتوراه الفخرية لـ"بغل"، تقديراً لجهوده في مساعدة فريق من علماء الجيولوجيا بنقل صخور مخصصة للبحث العلمي، وتبعتها جامعة الملك سعود في أرض الحجاز، بنادرة مستهجنة لدي غالبية الرأي العام العربي والدولي بمنحها اللقب نفسه لملك بني سعود سلمان بن عبد العزيز الذي ثبت بالوثائق الطبية أنه معتوه.

منح الملك المعتوه الشهادة في الدراسات التاريخية والحضارية، أثار السخرية والجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يمض وقت طويل على التقرير الذي كشفته صحيفة "السفير اللبنانية" بعدما تمكنت من الاطلاع على تقارير طبية تفيد بأن “النافذة الصحية والذهنية التي تسمح لـ"سلمان" بمواصلة القيام بمهماته على رأس المملكة، تضيق يوميا"، مؤكدة أنه لن يكون قادراً خلال عام ونصف من الآن، بسبب تدهور حالته الذهنية وقدراته الفكرية، على اتخاذ أي قرار سياسي من تلقاء نفسه، والاحتمال الأخطر أنه لم يكن في الأصل قادراً على اتخاذ كل القرارات التي نسبت إليه منفردا منذ أعوام".

الحاصلون على الدكتوراه الفخرية، عادة ما يحصلون عليها من جامعات مرموقة ليضيف هو للجائزة وليست هي التي تضيف إليه.. ولا ضير هنا بأن تمنح جامعة سعودية لولي نعمتها "سلمان" باعتباره يتمتع بخصوصيات استثنائية، فهو يطبق ذات النهج بقتل أطفال سورية وتدميرها بـ"ثورة مزيفة"، وقتل أطفال اليمن بحجة حماية الشرعية، وعليه فهو مستحق لهذا اللقب وفق مناهج تهتم بثقافة القتل أكثر من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة التي تدعو لها الشريعة المحمدية.

كما أن سلمان قد حقق شروط المنح باعتباره شخصية معروفة ذات طابع نضالي ورسولي، فهو "داعية سلام" بالنسبة لقتلة أطفال فلسطين، بينما يناضل على الطرف الآخر لإلغاء البشر مقابل سيادة "وهابيته" أرجاء المعمورة، ومن المفترض أن قيمة الدكتوراه الفخرية هي بقيمة المانح وقيمة الممنوح، ويجب أن يراعى في إعطائها دور الشخص في العلوم والابداع والاختراعات والتضحية في سبيل الخير، وهنا لسنا بحاجة إلى أدلة على الخير الذي قدمه سلمان وجامعة الملك سعود من خير للبشرية، وباعتبار أن أحد التصنيفات اعتبرت تلك الجامعة الاولى عربياً فقد حان الوقت ليسقط هذا الترتيب.

هنا تصبح الصورة أيضاً واضحة حول منح جامعة قطر لسلطان العثمانيين أردوغان نفس اللقب، وزيادة على ذلك طبّق حماة فرع الوهابية الثاني(الاخوان) على قائد "الجيش الانكشاري" المثل العامّي "ادفشوا وشوف ما أجحشوا.."
بالرجوع الى سلمان الضائع.. تساؤلات كثيرة طرحها المراقبون كان أبلغها أن جامعة "الملك سعود" أرادت من وراء ذلك غطاء لضياع ملك لا قدرة له على الكلام أو التركيز، فالخبير الاميركي في السعودية سايمون هندرسون قال إن "الملك السعودي يمر بأيام جيدة وسيئة".

ختاماً.. لاضير من منح الشهادة لجلالته، ولكن أعتقد أيضا أن التراجع عن الخطأ فضيلة، وسحب الدكتوراة الفخرية هي حق للجامعات التي منحتها، خاصة اذا ما ترافقت تلك الفضيلة مع دعم وتأييد شعبي أطل برأسه عبر سخرية وسائل التواصل الاجتماعي، وخارجياً من المنظمات الاممية المدافعة عن حقوق الانسان بسبب منح الشهادة لقتلة الاطفال.. فهل تعمل الجامعة على كسب حسنة والتحلي بفضيلة قلت هذه الايام في مملكة الرمال.. ولكشف التزوير التاريخي يبقى القرار لكم من خلال المشاركة في حملة ضد المانح والممنوح؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=33233