الإعلام تايم - الوطن ظل وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور الجعفري إلى حوار سوري سوري في جنيف3 صابراً حتى نهاية الجولة فقد واجه بالحكمة محاولات اللعب على المفردات والمصطلحات وتمسك بقرارات مجلس الأمن الدولي وبياني فيينا وميونيخ في مواجهة العبث بهما وإخضاعهما لشروط وأجندات محور الإرهاب السعودي التركي القطري ما دام اللعب على الشكل يصب في خدمة المصالح الأميركية و"الإسرائيلية".
ولا شك بأنه حتى الصمت الذي يتلطى خلفه المبعوث الدولي دي ميستورا، الميسّر لأعمال جنيف3 يصبح خطيراً وتداعياته كارثية في لحظة ما. عندما يصمت على الفاجر وهو يتطاول على قرارات دولية المنوط به تطبيقها ما دامت عينه على جائزة نوبل. فيصبح جنيف3 رهين الانتظار والوقت المهدور بين حيادية سلبية وقطب مخفيه تكشّفت عوراتها وانفضحت مراميها؟
فنسأل. كما أي مراقب ألا تنتفي الحيادية وتتحول إلى مفارقة مضللة عندما يصمت المبعوث الدولي دي ميستورا وطاقمه الأممي حيال ادعاءات معارضة الرياض، تمثيل المعارضة السورية في الداخل والخارج وإقصاء المعارضات الوطنية. إلا إذا كان يعتقد في داخله أن الإرهاب الذي يمثلونه في داخل سورية من قتل المدنيين وقصف السفارات مسوغ لهؤلاء للجلوس إلى طاولة حوار السوريين في جنيف3. ما يشكل خروجاً عن القرار الدولي 2254 وتجاهلاً للقرار الدولي 2253 وتمرداً على القرار الأخير 2268 الذي شرع الاتفاق الروسي الأميركي لوقف الأعمال القتالية في سورية وبالمحصلة فإن الصمت حيال ذلك كله لن يقود إلى جائزة نوبل!؟
وأما البحث في القطب المخفيه فإنه يضع المراقب أمام استنتاجات مفتوحة من بينها:
2- هل يسعى دي ميستورا إلى تمرير مقاعد للإرهابيين على طاولة جنيف3 تضع الإرهاب المسيس في موقع من يفرض الشروط والأجندات لتنفيذ مصالح وأحقاد مشغلي هؤلاء الإرهابيين مثل السعودي والتركي والقطري وهو ما رفضه بشدة رئيس وفد الجمهورية العربية السورية بقوله لا يشرفنا الجلوس مع إرهابي في محادثات مباشرة؟
حيث يظل المبعوث الدولي دي ميستورا في موقع حارس هذا السيف بما يعنيه من خطر دائم ومهدد، ليس للإرهاب الذي يتكفل الجيش العربي السوري بعملية القضاء عليه بدعم روسي مباشر وغير مباشر ومساندة الحلفاء والأصدقاء، بل لتعطيل أو تفجير العملية السياسية في جنيف3 تبعاً لمواعيد يحددها دي ميستورا وما يرافقها من آمال متفائلة أو متشائمة لن يكون الصبر حيالها من دون مواعيد أو حدود.
بلا شك، فإن عدم تقديم الميسر دي ميستورا إجابات عن ورقة العمل السورية سوف ينعكس تأخيراً لحوار سوري سوري، واحتمال بحسب مراقبين غربيين أن يجعل منه طرفاً وليس ميسراً بما يفتح مساحة للتفاؤل والتشاؤم ولاشك أن مباحثات الوزير كيري مع القيادة الروسية في موسكو وما أسفرت عنه من نتائج قد تتيح لدي ميستورا إمكانية قراءة ما هو خارج تطبيق القرارات الدولية وآخرها القرار 2298 وإلزام الجميع بتنفيذها ليترك للمراهنين والمتضررين في جنيف3 فرصة ملء الوقت الضائع بأوراق استعراضية تراوح بين الاجتهادات والتفسيرات لحساب خريطة لمصالحهم السياسية وأدواتها الإرهابية وهي خريطة وقفت لها بالمرصاد وما تزال إرادة السوريين بقيادة الرئيس بشار الأسد سواء فيما يتعلق بتصاعد المصلحة الوطنية واتساع رقعة انتشارها أو بالانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب بدعم منسق ومتعدد الأشكال تقدمه روسيا الصديقة (وآخرها النصر المدوّي في تدمر) ثم لن تكون آخرها الانتخابات التشريعية في الثالث عشر من نيسان القادم التي تؤكد حق السوريين في تعزيز تجربتهم الديمقراطية إن في بناء أسس المجتمع الديمقراطي العلماني التعددي الذي قدموا التضحيات وأشكال الصمود لإنجاحه، وإن لجهة تأكيد أن أياً من مخرجات حوار جنيف ستكون خاضعة لقرار السوريين في استفتاء شعبي، وعدا ذلك من أوهام يرسم لها البعض في مخيلته أو على أوراق مشبوهة فإن السوريين جيشاً وشعباً قادرون على إسقاطها وإن غداً لناظره قريب. |
||||||||
|