وجهات نظر

باختصار: تكريم سورية


الإعلام تايم - الوطن العُمانية

 

ما استطعت قراءته من مقالات حول بنود دي ميستورا ال 12 جاء في بعضه أن الرئيس السوري بشار الأسد هو خارج الحل المقبل في سورية.. لا أعرف كيف يقرأ المحللون نصوصاً وبنوداً أعتقد أنها واضحة ولا لبس فيها، ومع ذلك، لابد من الاعتراف للرئيس السوري بالكثير من الكلام الذي يليق به وبدوره وبصموده وبتمسكه بسوريا الموحدة، وبالحفاظ على جيشه وحدة وهدفاً وعقيدة.

لا يمكن الكتابة في المؤامرة على سورية دون أن نعطي للرئيس الأسد ماهو حق في هذا التاريخ الصعب الذي مرت به بلاده.. لقد آمن منذ بداية المؤامرة على بلاده كيف يكون الصمود في البداية من أجل استعادة القدرة على الخروج إلى النصر.. تلك الأفكار الصعبة التحقق، تجاوزها الرئيس بما لا يمكن تصوره من قوة ذاتية ورباطة جأش وسهر ليالي والتنقل بين جنوده وهو أمر لا يعرفه كثيرون، عايش الأزمة أربعاً وعشرين ساعة في اليوم الواحد ولم يتراجع لحظة واحدة عن أفكار قيادية في جيشه المقدام الذي سيأتي يوم تدرس فيه خططه في الزمن الصعب، ولوجستيته كامل.

ومع أنه كان الهدف على مدار الأزمة وحتى الآن، بل كل ما تعرض له لم يحن هامته، ولا فكر لحظة واحدة كما كان يشار في بدايات الأزمة الى انه ترك العاصمة دمشق وانتقل إلى مكان آخر، أو أنه تعرض لمؤامرة، وربما يكون قد تعرض لكنه خرج منها. عايش الرئيس الأزمة بفكر ثاقب، دون ان يتخلى عن أمل محوره جيشه وشعبه، بل ظل ممسكاً بمؤسسات الدولة التي حافظ على وحدتها وما زال، بل ظلت امور الدولة على يسرها كما كانت في الزمن ماقبل الأزمة.

أن من كتبوا حول أن الرئيس خارج الحل في سورية إنما يتمنون أمراً لن يحصل، وبدل أن يتحدثوا عن أمنياتهم في هذا المجال، كان عليهم ان يكتبوا عن تكريمه، بل اعطاءه جوائز عالمية لحربه ضد الإرهاب وصموده وحيداً في وجهه، ومقاتلة جيوش منه ومن أكثر من ثمانين دولة وصل به الأمر إلى استباحة جزء كبير من الأراضي السورية قبل أن يعود ويتمكن الجيش من فرض سيطرته من جديد على ماتنازل عنه لأسباب عسكرية، وكان الرئيس يردد دوماً، أن الجيش حين يريد أن يعود إلى أي مكان في سورية فلن تقف اية قوة في وجهه، وخير دليل على معاركه الاخيرة، بل على ماوصلته معارك تدمر التي تعتبر مفخرة في العمل العسكري.

ونقولها صراحة أن وجود سورية التي يتحدثون عن وحدتها وعن جيشها المنتصر وعن مؤسساتها وعن اية عملية انتقالية، فإن ذلك لايعني شيئاً في أي تغييب للرئيس مهما كان نوعه. لابد أن يظل على رأس كل المراحل، فوجود سورية مرهون بوجوده بكل صراحة القول، وليجري استفتاء شعبي في هذا الصدد، ليسمع العالم إصرار شعبه عليه، ولتكون الأمم المتحدة هي من يجري الاستفتاء لتعرف كيف يتسك السوريون برئيسهم الذي خبروه في السلم وفي الحرب من أجل سورية ومن أجلهم وأجل أجيالهم المحتاجة إليه

أي تحليل خارج هذا النص كأنما ينزع عن سورية أملها بغدها الذي وحده الرئيس بشار الأسد يمكن أن يكتبه بفرادة نعرفها تماماً.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=33194