تحقيقات وتقارير

يهود اليمن.. هروب بالنفس أم تهريب للآثار؟


الإعلام تايم _ لبانة علي 

لقد تناولت وسائل الإعلام العالمية خبر نقل  يهود  اليمن إلى "إسرائيل"، متجاهلة أمرًا مهمًا تم أثناء عملية نقل اليهود، وهو تهريب مخطوطات قيمة وتاريخية من "التوراة" يعود عهدها إلى أكثر من 800 سنة ، وتعد هذه العملية جزء

من جرائم الحرب ، حيث يمتلك اليهود اليمنيون إرثاً ثقافيا نادراً ومخطوطات من التوراة القديمة النادرة كما يتكلمون لهجة عبرية قديمة جداً.

مصادر مطلعة على عملية ترحيل 17 يمنيًا يهوديًا من صنعاء إلى تل أبيب ، كشفت أن العملية استغرقت وقتًا وجهدًا كبيرًا، إذ انطلقت رحلتهم من محافظة عمران وصنعاء حتى وصلوا إلى تل أبيب، بعد ترتيبات بوساطة أطراف

دولية، وذكرت مصادر واسعة الاطلاع، أن رئيس أركان الجيش السعودي ورئيس جهاز الاستخبارات التابع للمملكة الوهابية، بمشاركة قائد القوات الاماراتية التي تواصل عدوانها في إطار التحالف السعودي التكفيري على الشعب 

اليمني بإشراف أمريكي، نفذوا خطة نقل المجموعة اليهودية اليمنية، حيث نقلت أفرادها طائرة مروحية خاصة، من مكان تجميعهم على مقربة من مدينة عدن الى قاعدة الظهران السعودية، وكشفت المصادر أن النظام الوهابي

السعودي، سلّم أفراد المجموعة اليهودية، ومن بينهم الحاخام، هدايا عينية باسم الملك التكفيري سلمان بن عبدالعزيز، بعيد وصول هؤلاء اليهود الى قاعدة الظهران العسكرية، قادمين من الاراضي اليمنية، ومن هناك أقلتهم طائرة

اسرائيلية الى مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمان، وجرى نقلهم، في رحلة أخرى إلى داخل "إسرائيل".

وسائل اعلام أكدت أن اليهود اليمنيين الذين انتقلوا إلى "إسرائيل"، هم أسرة المواطن اليهودي الحاخام "سليمان يعقوب النهاري "من منطقة خارف في محافظة عمران  بشمال صنعاء، المكونة من 7 أشخاص.

وكشفت مسؤولة الوكالة اليهودية التي قادت عملية تهريب اليهود اليمنيين إلى إسرائيل "أرئيلا دي فورتو"، أن "الخطة استهدفت ترحيل جميع اليهود الباقين في اليمن والعراق وسورية ولبنان"، وأنه خلال الأشهر الأربعة الأخيرة 

نجحت في ترحيل 49 يهوديًا من أصول عربية. لكن نحو 100 يهودي آخرين رفضوا التجاوب مع الحملة وفضلوا البقاء في دولهم العربية.

وقالت أرئيلا إن العمل على خطة الترحيل بدأت قبل سنة كاملة، وشملت اتصالات دولية كثيرة، وواجهت صعوبات، لكنها استطاعت الوصول إلى جميع اليهود في الدول العربية، ورفضت الحديث عن مسار ترحيل اليهود اليمنيين

بالتفصيل، لكنها وافقت على القول إنه منذ عام 2008، بعدما قتل المواطن اليهودي اليمني موشيه نهاري، تمكنت إسرائيل من ترحيل 200 يهودي يمني إلى تل أبيب.

وبحسب ادعاءاتها بيّنت أرئيلا  أنه بعد سيطرة الحوثيين على معظم مناطق اليمن، بدأ اليهود يتعرضون للاضطهاد، والضغط عليهم لكي يُسلموا، وروت "دي فورتو"، أن محاولة سابقة جرت لترحيل المجموعة الأخيرة من يهود اليمن

قبل شهرين، لكنها فشلت وكاد الحوثيون يكشفونها.

إلى ذلك كشف القاضي "فهيم محسن الحضرمي" رئيس المحكمة الاستئنافية في عدن في تصريح صحفي، أن مخطوطة "التوراة" التي هربها يهود اليمن إلى إسرائيل تم أخذها من المعبد اليهودي بمدينة عدن بجنوب اليمن في ستينات

القرن الماضي، عند تهريب اليهود من عدن بعد نكسة 1967، وأضاف فهيم أن تهريب المخطوطة الأثرية لـ"التوراة" تعد جريمة تضاف إلى جرائم الحرب .


يشار أنه في عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تمت عملية خاطفة لنقل رفات اليهودي "شالوم الشبزي"، وهو أشهر يهودي يمني ذاع صيته حول العالم، له 15 مؤلفًا بالعبرية" من تعز إلى إسرائيل، ومع الرفات تم نقل

مخطوطات قيمة وتاريخية كان يحتفظ فيها "شالوم الشبزي".

ثمة اسئلة كثيرة تطرح نفسها عقب تهريب يهود اليمن إلى "اسرائيل" وتهريب مخطوطة التورات.. هل هي  المخاوف المتراكمة من عدم استقرار البلاد والحرب المشتعلة، أم أن وراء الاكمة ما وراءها   ...؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33126