تحقيقات وتقارير

عشتار.. تولد من جديد في سورية


الاعلام تايم - فاطمة فاضل

 

تُعرف عشتار بأنها ربة الخصب و الحب و الجمال، هي المركز و الرحم و الأم الوالدة، هي الربة النساجة الصافة العاملة المعلمة، ربة الحرفيين و أصحاب المهن، هي ربة الطبيعة و خصب الأرض و دورة الزراعة، هي الربة المعينة، و هي الربة الحامية الحارسة للمدن و للناس.. باختصار هي "الأم السورية".


وأجمل الأمهات السوريات هي التي انتظرت ابنها ..وعاد إليها شهيداً لتزفه عريساً جديداً بين الملائكة.


ففي هذا اليوم تغصُّ معظم الأمهات السوريات بدموعهن، فمنهن من اشتاق لفلذة كبدها الذي يرابض على حدود الوطن لحمايته، ومنهن من بكين ألماً على فراق الأحبة المغتربين في بلدان مختلفة.


أما الأم التي تستعد للاحتفال بعيدها ضمن ربوع الوطن فهي تحتفل خائفة من لحظة يسرق بها الموت ولدها..


معاناة لا تنتهي للأمهات السوريات.. فكما أمهات سورية حزينات داخل الوطن فاللاجئات منهن أكثر همّاً، إذ تحمل المرأة عبء إعالة الأسرة في بلدان اللجوء، بسبب فقدان الزوج أو الابن، أو بقائه داخل سورية، وهذا ينطبق على قرابة 25% من النساء اللاجئات تقريبًا.


بلدي.. سرق منه الموت أعياده فلم تعد الفرحة تظهر على أي كان وخاصة "الأم"..أوليست هي منبع الشعور والأحاسيس؟؟ فكيف لها أن تفرح وفي قلبها غصّات على الوطن.، فاقتصرت الاحتفالات بهذه المناسبة الرسمية على توجيه رسائل معايدة للأم السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والقيام ببعض حفلات التكريم لأمهات الشهداء للتخفيف من أوجاعهن.


ولكن ورغم الجراح و الاّلام يبقى الأمل هو الخيط الذي نتمسّك به في سورية.. ليخرجنا الى عالم أكثر انسانية ودفئاً وأمناً.. ففي 21 اّذار يبدأ الانقلاب الربيعي الذي تلد فيه الأرض كل ما اختزنته من خير طيلة أيام الشتاء القاسية، فلعله يكون انقلاب على مستوى الأزمة السورية، لتولد أمّة جديدة مليئة بالمحبة والسلام ولتعود أعيادنا من جديد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33020