حوارات ولقاءات

الأحمد لـ"الإعلام تايم" القرار الروسي مقدمة لتسوية شاملة في سورية


ربى شلهوب  - الإعلام تايم 

السوخوي الروسية لم تغب عن السماء السورية، لكن الواقع الميداني الجديد يحتّم خلطاً في الأوراق، ميدانياً وسياسياً، لذا أعلنت موسكو سحب جزء من قواتها في سورية، فأزالت فقط فائض القوة الذي قلب ميزان الميدان لمصلحة الجيش العربي السوري وحلفائه، وهي تنتظر المقابل من الولايات المتحدة  بدفع لعملية السلام فأعلنها بوتين  قائلاً: إن آوان التسوية قد حان.

 

فهل حان فعلاً أوان التسوية في سورية؟ هو سؤال إضافة لعدد من الأسئلة أجاب عليها الاستاذ طارق الأحمد عضو المكتب السياسي في الحزب القومي السوري الاجتماعي في لقاء مع موقع "الإعلام تايم".

 

روسيا تريد حلاً سياسياً ولن تتخلى عن سورية

 

أكد الاستاذ طارق الأحمد أنه من الخطأ الذهاب بالتحليل أننا أمام عملية مدحلة عسكرية تستطيع أن تعمل بمعزل عن السياسة، لأن هناك اشتباك دولي وإقليمي على الأرض السورية ، وأضاف الأحمد أن روسيا  تريد عمل سياسي ولكنها  بكل الأحوال لم تتخل عن سورية، فالعامل الأكثر حسماً بالعملية العسكرية هي الغطاء الجوي "منظومة الدفاع الجوي" والرئيس بوتين قال إن منظومة " اس400" بقيت في سورية وهذا التفوق الأكبر  وهذا يتيح للطائرات السورية العمل بأمان وبحرية أكبر، وبالتالي لا تجرأ الطائرات التركية أو غيرها على اختراق المجال الجوي السوري بوجود الطائرات السورية.

 

وأضاف الأحمد نحن نجهز أنفسنا لكي يكون الجيش العربي السوري وحلفائه كـ" نسور الزوبعة التي هي قوات الحزب السوري القومي الاجتماعي" إضافة إلى "حزب الله" لعملية صد الإرهاب ومكافحته واستمرار التقدم إلى جانب الرغبة الروسية وهي استمرار عمليات المصالحات و الجانب السياسي، فنحن أمام مسارين الأول مسار المصالحات على الأرض والمسار الأخر سياسي هو في العملية السياسية نفسها.

 

وأشار الأحمد خلال زيارته الأسبوع الفائت لمطار حميميم باللاذقية أنه لاحظ أن معظم الطائرات كانت جاثمة في المطار، فبعد تطبيق اتفاق "وقف إطلاق النار" لم يعد هناك ذلك النشاط الذي كان موجوداً في السابق للطائرات العسكرية، وأضاف أن روسيا قالت إن "القوات الرئيسية" ستغادر وهذا ما حصل فعلاً، وهذه رسالة أيضاً إيجابية جابية باتجاه محادثات جنيف 3  بأنها يمكن أن تمضي بها قدماً.

 

الذهاب إلى مجلس الأمن مطلب سوري

 

وحول تصريح ديمستورا عن أنه لا وجود للخطة "ب" وإنما العودة للحرب، وإحالة الملف السوري لمجلس الامن في حال فشل محادثات جنيف، أكد الأحمد أنه " هذا التصريح جيد جداً بل ممتاز لأن من طرح الخطة "ب" هو الطرف السعودي- الأميركي على لسان نائب رئيسها جون بايدن وهذا رد حقيقي ليس على الطرف السوري، وإنما هو رد على هذه الأطراف، مضيفاً أنه بالعودة إلى مجلس الأمن لا يضر بسورية لأنها هي الطرف الذي يطبق قرارات مجلس الأمن.

 

وأكد الأحمد أن جميع التقارير التي تصدر عن مكاتب الامم المتحدة بحق سورية فيما يتعلق بالالتزام هي في جلّها تقارير إيجابية أما السلبية فهي بحق تركيا، التي حتى اليوم هي طرف معطل في الحل، وحتى الامريكان ليسوا مسرورين من السياسة التركية هم يريدون التفاهم مع روسيا والاستمرار به ليكتمل.

 

وأشار الأحمد أن الدفع في المرحلة المقبلة يجب أن يكون باتجاه تقديم شكوى ضد تركيا في مجلس الأمن، وإن حصلت ستشكل ورقة ضغط على تركيا وتساعد الروس والامريكان.

 

وأضاف الأحمد" أنا أفرق بين الموقف السعودي والخليجي والموقف التركي ولا أضعهما في مركب واحد، وعلينا أن نساعد روسيا على اتمام عملية انضمام من يستطيع الانضمام من دول الخليج إلى مسار التسوية الإقليمية لأننا لا نريد حرباً شاملة في المنطقة، وروسيا تريد تحييد هذه الجبهات عن القتال التي هي جبهات الخليج ولا تريد جزها في قتال آخر في سورية، لكن تركيا بهذا المعنى لم تركب في قطار الحل و روسيا أدركت هذا الأمر، مؤكداً أن "دول الخليج ارتكبت جرائم بحق سورية ولكننا نحن لسنا قبائل انتقامية، نحن سوريون شعارنا مصلحة سورية فوق كل مصلحة".

 

جولة جنيف 3 للتركيز على وفد الرياض

 

وعن جنيف 3 أكد الأحمد أن هذه الجولة هي جولة للتركيز على وفد الرياض، مضيفاً أن هناك اشتباك اقليمي في المنطقة ونحن بحاجة إلى حل هذا الاشتباك بالعمل السياسي، وايصال السعودية و الخليج لإقرار حقيقي من قبل السعودية في الدرجة الأولى بفض الاشتباك بالإقليم، ويقطعون دابر التمويل ويأمروا الجماعات التابعة لهم بالذهاب إلى ما يشبه المصالحات التي تجري، مضيفاً "أن السلاح الموجود بين أيدي الجماعات التابعة لدول الخليج والسعودية ستصبح عبأ عليها وخصوصاً بوجود اتفاق "وقف اطلاق نار" و لابد لأهل هذه المناطق أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية وبالتالي سيسود منطق الدولة، صحيح أنه ليس بشكل فجائي لكنه سيكون بشكل تدريجي.

 

وأكد الأحمد أن هذا ليس بالجديد لأن روسيا أوصلت السعودية إلى إقرار في فيينا 1 و 2 إلى التوقيع الذي يلغي تماماً التداول في مسألة شخص الرئاسة، مضيفاً "جميعنا نعلم ما قامت به السعودية لكن منطق الدول الكبرى لا تتعامل بهذه الأشياء التي تعتبرها صغيرة، لكن منطق السياسة هو تعامل مع الواقع و المصالح العليا وليس الأمنيات.

 

الشريط الشمالي كله غير واضح

 

وعن الشمال السوري أكد الأحمد عن الرؤية الضبابية فهو لا يرى أفق للشمال بالعملية السياسية قائلاً: "الشريط الشمالي كله غير واضح، فلا الأكراد دخلوا في العملية السياسية إلى الآن ولا الأتراك أي اردوغان أقر بأنه يريد التعاون، وهو حتى الآن مراهن على أشياء مجهولة، ولا هو منسجم مع حلفائه في ذلك، حتى الان علاقته بقيت مقتصرة على طرفين أساسيين على الاتحاد الاوروبي بعملية ابتزازية مستخدماً سلاح اللاجئين ضد أوروبا، وعلاقتة مع إيران جيواستراتيجية، أما علاقته مع الخليج والسعودية علاقة واهية وكل ما قيل عن عاصفة الشمال وقوات إسلامية ليس لها أي مستقبل وهي عملية غير ذات قيمة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=32879