الاعلام تايم_الاهرام المصرية

تتوافر الارادة الدولية الآن لإنجاح مؤتمر جنيف(3) لإنهاء الازمة السورية الذى يبدأ أعماله بعد غد الاثنين في إطار جدول أعمال واضح ومحدد، نقطة البداية فيه التزام كل الاطراف بما في ذلك المعارضة بسريان وقف أطلاق النار والجلوس إلى مائدة التفاوض دون شروط مسبقة، وتشكيل هيئة تنفيذية من الحكم والمعارضة، تملك سلطات واضحة تمكنها من كتابة دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في غضون فترة زمنية لا تزيد على 18شهرا، ويبدو أيضا أن الرئيس الروسي بوتين نجح أخيرا في إقناع معظم الدول الاوروبية بأن روسيا جادة في سعيها لإنهاء الحرب السورية أملاً في تسوية سياسية للازمة، والواضح من تصريحات المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي نظمت اتصال الرئيس بوتين برؤساء دول وحكومات فرنسا وايطاليا وانجلترا، أن الروس والغرب والامريكيين مصممون على ضرورة بدء العملية السياسية لتسوية الازمة لأسباب واضحة ومحددة.

أولها نجاح اتفاق وقف اطلاق النار الذى تلتزم به الآن 37جماعة مسلحة إضافة إلى الحكومة السورية وحليفها موسكو في تخفيض مستوى العنف في معظم ارجاء سورية رغم بعض الخروقات، ووصول قوافل الاغاثة إلى العديد من المواقع المحاصرة رغم شكوك قوى المعارضة المسلحة، وثانيها الالتزام العلني المشترك الذى قدمه الروس والامريكيون من خلال تصريحات وزيري الخارجية الروسي والامريكي بإطلاق العملية السياسية في اسرع وقت ممكن، في إطار سياسي محدد يحفظ وحدة الدولة والتراب السوري كي لا يتكرر ما حدث في العراق، بما يعنى استبعاد كل خطط التقسيم التي كانت تهدد بها الادارة الامريكية ولو إلى حين، ثالثا توافق الغرب والامريكيون على حصار الدور المخرب الذى يلعبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  في الازمة السورية، وتقليص الدور التركي في حراسة بوابة الهجرة عبر الحدود التركية، ومنع افواج المهاجرين السوريين من التدفق إلى بحر إيجه مع مضاعفة أجر تركيا إلى حدود 6مليارات يورو، الامر الذي أكد لكل أطراف الازمة أن الشعب السوري يقدر على حسم هذه المشكلة التي لا ينبغي أن تكون مسمار جحا لإعاقة التسوية السلمية.