وجهات نظر

صوت تل أبيب من الرياض

ديب علي حسن


الإعلام تايم - الثورة 

بمقدمات أو دونها، سقطت أوراق التوت الأخيرة عن ممالك الرمال منذ أن أعلنوا حربهم وعدوانهم المفتوح على سورية ودعم الإرهاب العالمي بكل ما يحتاجه من مال وسلاح، وتنصيب أنفسهم ناطقين باسمه، واستمرارهم في غيهم هذا بلا وازع من ضمير، بل تفاخرهم بكل ما يرتكبونه من أفعال إجرامية تتجاوز حدود الخطأ لتكون الخطيئة والموبقات الكبرى حرباً على اليمن لم تترك حجراً على حجر، وسط صمت عالمي لم يفكر للحظة واحدة أن يعلن موقفاً واضحاً وصريحاً تجاه هذا العدوان.

 

ولايغير بالأمر شيئاً تصويت البرلمان الأوروبي على قرار حظر بيع السلاح لمهلكة بني سعود، فهو قرار غير ملزم، وحتى لو كان ملزماً فإن الدول الأوروبية تستلذ بنهب المال الخليجي من خلال صفقات السلاحن وما يليها من نتائج غير الحصاد المالي.‏‏

 

دول التآمر الخليجي التي أوغلت في الوقوف ضد إرادة الأمة العربية وشعوبها وارتمت دفعة واحدة في الحضن الصهيوني، أثبتت أن نظرية المؤامرة ليست خيالاً ولا هي عابرة، إنما غيرت أوراقها ومخططاتها، وجددت الفعل والحراك، وقطف الثمر ليس ببعيد أبداً، فما أن أعلنت مهالك الخليج ومن لف لفيفها تصنيفها، حزب الله منظمة إرهابية، حتى سارعت تل أبيب إلى الترحيب بالأمر واعتباره خطوة هامة في الاتجاه الصحيح ، وهي التي أعلنت أيضاً ان طياريها قد راكموا خبرات كبيرة من خلال مشاركتهم التحالف السعودي في حربه على اليمن.‏‏

 

تل أبيب التي تعيش أفضل حالاتها لأن ثمة من ينوب عنها في تنفيذ ما تسعى إليه،  تقرع طبول الحرب على حزب الله بعد القرار الخليجي، صحيح أنها حين تريد شن عدوان ما لاتحتاج إلى ذرائع، ولكن الأصح أن كل المقدمات التي تحتاجها جاءتها من القرار الخليجي، وهي لن تدع الفرصة تفوتها أبداً ,فالأمر بدا واضحاً أنه تخطيط صهيوني وتنفيذ خليجي، ومن باب رد الجميل للصهاينة في مشاركتهم الحرب على اليمن، سيكون للخليجيين ومهالكهم دور في العدوان على أي بلد عربي يقف بوجه "إسرائيل" ، لن يترددوا أبداً لحظة واحدة في التنفيذ إذا ما تم أمرهم بفعل ذلك، لا لأنهم أقوياء أبداً إنما لأنهم اعدوا لمثل هذه الأدوار وليس بإمكانهم أبداً أن يخالفوا الأوامر.‏‏

 

طبول الحرب "الإسرائيلية" يرافقها مزمار النشاز السعودي ممثلاً لكل مهالك الخليج، ولكن السؤال:هل كل من بدأ عدوانا سيكون منتصراً فيه، فمهما كان صوت الطبل عالياً فثمة حقيقة أعلى وأرفع شأناً أن من واجه كل هذا العدوان لن يضيره أن يواجه ما تبقى.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=32476