ربى شلهوب - طارق ابراهيم - الإعلام تايم 

في الحرب لا استثناءات، فالسياحة كغيرها من قطاعات الدولة، تعرض لاستهداف ممنهج من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة،  فكان أول ما استهدفته الحضارة الإنسانية لسورية، بدءاً بالآثار والمنشآت السياحية لما لها من دور في الاقتصاد الوطني، إضافة للتضليل الإعلامي الذي صوّر سورية على أنها بلد المخاطر والسفر إليها مغامرة ،  في وقت كانت تحتل المراتب الأولى بين أكثر دول العالم أماناً واستقراراً.

 

تلك كانت مقدمة الحوار الذي أجراه موقع "الإعلام تايم" مع وزير السياحة المهندس بشر يازجي، الذي أكد أن القطاع السياحي بدأ بالتعافي، مشيراً إلى أن  العائد السياحي لخزينة الدولة، تجاوز هذا العام مليار و 44 مليون.

 

 إغلاق أي منشأة لا تلتزم بالتسعير القانوني

   الوزير يازجي وفي حديثه عن هموم السياحة الداخلية، وشكاوى المواطنين السياحية ، أكد أن كل منشأة تخالف التسعير المقرر وفق قرار وزارة السياحة ذات الرقم 1660عام 2015، يجب إغلاقها ، مشيراً أن هناك 12عنصراً بالضابطة العدلية، مهمتهم تفقد المطاعم من ناحية الأسعار والخدمات والجودة.

 

واعتبر السيد الوزير أن بعض المخالفات لا تأتي بنتيجة، لذا بدأنا بإغلاق المنشآت التي تتكرر فيها المخالفة.

 

وفي سياق الحديث تم عرض فاتورة لأحد مطاعم دمشق القديمة، استنكر الوزير يازجي ما جاء فيها مبدياً اهتمامه ووجه الشخص المسؤول بالمتابعة.

 

وأشار الوزير يازجي إلى أن الوزارة وضعت رقم الموبايل 0934137137 حيث يقوم صاحب الشكوى بتصوير المخالفة ويرسلها إلى الرقم عبر خدمة "الواتس اب" وهي "غير مكلفة" للمواطن مرفقة بصورة عن هويته والضابطة تقوم بالتواصل معه و تتخذ الإجراءات اللازمة، مشيراً إلى أنه تم الإعلان ذلك عن طريق الإعلام .

 

الإرهاب والقطاع السياحي

 

يازجي أكد أن ما يقارب /1257/ منشأة سياحية خرجت من الخدمة، كما بلغ عدد المنشآت المدمرة بشكل كامل أو جزئي /419/ منشاة، وتوقّف العمل في تنفيذ /544/ مشروعاً سياحياً ضمنها /45/ مشروعاً، تمّ التعاقد بِشأنها مع المستثمرين تبلغ الكلفة الاستثمارية العقدية لها /637/ مليار ل.س، إضافة  الى خسارة /262/ ألف فرصة عمل في المنشآت السياحية ، نتج عن ذلك هجرة المئات من الكوادر الوطنية السياحية .

 

خطط للتخفيف من تداعيات الازمة

 أشار الوزير يازجي أنه في ظل الاستهداف وعلى مدار سنوات خمس، كان لابد من خطة منهجية  للتخفيف من تداعيات الازمة كعقد سوق الاستثمار السياحي وتطوير البيئة التشريعية للاستثمار والعمل لإيجاد حلول للمنشآت المتعثرة وتخفيف الأعباء المالية عليها، مؤكداً أن الإرهاب حالة غريبة عن شعبنا ووطننا ومصيره إلى الزوال بفضل تضحيات الجيش العربي السوري لتعود حركة السياحة تعم بلدنا، والوزارة مستمرة في تنمية السياحة رغم الأضرار الكبيرة، اعتماداً على منهجية لاحتواء الأزمة والتخفيف من تداعياتها ".

 

وأضاف الوزير يازجي إلى أنه تم اعتماد التخطيط السياحي وتشجيع الصناعات والحرف اليدوية في التنمية السياحية المحلية، إضافة لتشجيع التدريب والتأهيل السياحي، والعمل على تطوير العمل الإداري والتنظيم المؤسساتي باستكمال إعادة الهيكلية التنظيمية ومعالجة تراكمات من الظواهر والعوامل السلبية.

 

وأكد الوزير يازجي أنه تم التركيز على السياحة الداخلية وتفعيل السياحة منخفضة التكاليف بتبنّيها كسوق استراتيجي متوسط التأثر بالأزمات للاعتماد عليه، واستثمار الموسم السياحي، من خلال خلق نشاط اقتصادي محلي عبر أنشطة وفعاليات كمهرجان الوادي السياحي ومهرجان السائح الصغير وصيف السويداء بيجمعنا، وملتقيات النحت على الخشب، والرمل، والتصوير الزيتي، والملتقى الوطني الخامس للفن والإبداع من تدمر إلى دمشق إضافة لفعاليات اجتماعية.

 

وأشار الوزير يازجي إلى أنه تم إدراج السياحة الدينية مع السياحة الداخلية في قمة الاهتمامات كونها الأكثر قابلية للاستقطاب والتعافي بالنظر للدوافع الروحية والثقافية لارتياد المزارات الدينية، كما تم دعم التواصل بين الهيئات والمرجعيات الدينية ومنظمي الرحلات السياحية في الدول الصديقة، فالإرهاب لن يمحو مواقع ومسارات الإيمان والمحبة التي خطتها الحضارة عبر آلاف السنين وسنستمر بالترويج لها ونعيد بناء ما أصابها من أضرار، فنحن خسرنا آثار ولكن لن نخسر سياحة في المستقبل.

 

واكد الوزير يازجي أنه لإعادة الثقة والصورة السياحية الإيجابية لسورية في جميع دول العالم تم إعداد خطة ترويجية لما بعد الأزمة تتضمن تكثيف أنشطة الترويج السياحي والتوجه نحو أسواق جديدة بما يحقق تنوع العرض والطلب والتركيز على أسواق المغتربين، وإقامة أنشطة سياحية ترويجية تساهم في دعم السياحة الداخلية والترويج للمنتجات البديلة والمنخفضة التكاليف.

 

تعافي التدريجي للقطاع السياحي

أكد الوزير يازجي أن القطاع السياحي بدأ بالتعافي بشكل مقبول فخلال عامي 2014 - 3015 بدأنا ندخل لخزينة الدولة من خلال عوائد المنشآت الفندقية في دمشق واللاذقية وحلب حوالي 500 مليون وهذا العام حوالي مليار و 44 مليون وكلها فنادق مملوكة للوزارة.

 

وأضاف الوزير يازجي أن معظم المجموعات السياحية التي تزور سورية تأتي ضمن إطار السياحة الدينية، حيث بلغ عدد السياح القادمين لهذا الغرض /69587/ سائح بعدد ليالي /361886/ ليلة سياحية ، وبلغت الإيرادات المباشرة وغير المباشرة قرابة 2.714مليار ل.س خلال عام 2015ن مضيفاً أن عدد القادمين العرب والأجانب الذي وفدوا إلى سورية، وفق بيانات إدارة الهجرة والجوازات 755 ألف قادم بزيادة 12% عن عام 2014 ، مما يبشر ببدء عودة تدريجية للقادمين الى سورية ، بالإضافة إلى وفود تمثل الجاليات السورية في المغتربات وأصدقاء سورية الذين يزورون سورية بهدف الاطلاع على الواقع الراهن ونقل حقيقة ما يجري إلى شعوب بلدانهم.

 

دمشق مدينة مبدعة

 

أشار الوزير يازجي إلى أن الوزارة تعمل حالياً على ملف ترشيح مدينة دمشق ضمن شبكة المدن المبدعة التي أطلقتها اليونسكو في عام 2004 لتطوير التعاون الدولي بين المدن ذات الطابع الإبداعي ، وستكون المبادرة الرئيسة التي ستتعهد مدينة دمشق بتنفيذها ضمن مجال الحرف التقليدية والفنون الشعبية.

 

وأكد يازجي إلى أنه تم تطوير أدوات الترويج لتتلاءم مع التكنولوجيا الحديثة، إضافة لاعتماد التسويق الإلكتروني بإطلاق حسابات لوزارة السياحة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم إعداد بروشور ترويجي إلكتروني لإيصال الرسالة الترويجية بطرق أكثر تأثيرا على الشريحة المستهدفة وعلى نطاق محدد من سياح ومستثمرين ورجال الأعمال .

 

وأضاف الوزير يازجي إلى إنجاز الدليل السوري للسائح والمستثمر بنسخة الديجيتال والذي يتضمن معلومات حول مقومات الجذب السياحي لكل المحافظات والمشاريع السياحية الحالية والمستقبلية وسينتج عن ذلك دليل خاص بكل منتج ، إضافة لإنجاز كافة البيانات والمعلومات الوصفية المتعلقة بالخارطة الاستثمارية ليتم إظهارها بالنوافذ  البرمجية عند الاستعلام عن أي موقع سياحي .

 

"انتمي" لحماية التراث الإنساني

وقال الوزير يازجي أن الوزارة أطلقت مبادرة " انتمي " لحماية التراث الإنساني ومقومات السياحة، بهدف تأمين القطع الأجنبي، بما يدعم أهداف هذه المبادرة الوطنية، ويساهم في إعادة الأعمار وإفساح المجال للمغتربين السوريين ولكافة المعنيين في العالم من محبي التراث، للتعبير عن دعمهم لسورية، لترسيخ الصورة الحضارية والترويج لها في الخارج  حيث يتم  حاليا التحضير لإطلاق هذه المبادرة في الخارج.

وأشار الوزير يازجي إن "هناك الكثير من السوريين الذين تركوا البلاد يريدون بشكل أو بآخر التعاون والمشاركة بإعادة إعمار البلاد، من هنا جاءت مبادرة "أنتمي" التي تتمثل بمجسمات يتم عرضها وبيعه،  وكان أول مجسم يصور أول "معاهدة سلام" في العالم التي جرت في سورية ، تم عملها كأيقونة مع شهادة برقم تسلسلي تمنح للشاري أو المتبرع "بسعر الف دولار".

 

وأضاف الوزير يازجي أنه تم التواصل مع بعثاتنا الدبلوماسية والجاليات السورية في الخارج للقيام بدورها في الدفاع عن أصالة شعبنا وقيم الحياة المفعمة بالإيمان والتسامح والمحبة التي لاقت ترحيباً كبيراً حيث تم إقامة فعالية يوم السياحة السوري حول العالم في عدة مدن، تضمنت  معارض صور ضوئية لمواقع التراث السوري قبل وبعد التخريب ، بالإضافة لنشاطات تعبر عن هوية سورية الثقافية وحالياً يتم التحضير لإقامة هذه الفعالية في بلدان جديدة، وتفعيل دور الجالية السورية في الخارج من خلال إشراكهم في عملية الترويج السياحي الإيجابي لسورية بالترويج عبر الكلمة (word of Mouth marketing) من منطلق محبتهم ودعمهم لوطنهم الأم سورية .

 

وبالنسبة للحرف اليدوية هناك الكثير من الحرفيين الذين غادروا البلاد ويعملون في الخارج و ينتجون ونحن في وزارة السياحة نعمل على إعادة هذه الكوادر إلى سورية وذلك من خلال توفير المناخ المناسب للعمل و تصدير منتجاتهم إلى الخارج ولكن بتكالف أقل على المنتج من ناحية المعيشة، وبالنسبة لمن بقي فنحن قمنا بإنشاء موقع على النت يعرض المنتجات السورية مع أسعارها.

 

"إسرائيل" المستفيد من تدمير التاريخ لتغييره

وزير السياحة أكدان استهداف الحضارة يتم بشكل ممنهج ومخطط له من قبل أطراف خارجية، وشدد على  أن المستفيد الأكبر من تدمير الآثار السورية هو "إسرائيل" لتغير التاريخ والمعالم، موضحاً أنه خلال الفترة الماضية تم نقل الآثار الهامة من بعض المناطق بالتعاون مع المسؤولين والجيش العربي السوري.

 

وأضاف الوزير يازجي أن كل شيء موثق سيتم استرجاعه فيما اعتبر أن الخوف هو على الآثار الغير موثقة إضافة لبعض الآثار التي دمرت بشكل كامل،  وقريباً ستشهد استرجاع لبعض الآثار من بعض الدول وهناك قانون دولي يحكم ذلك.

تصوير أوس سلامي