وجهات نظر

باختصار: لبنان المقاومة والجيش والشعب

زهير ماجد


الوطن العمانية - الإعلام تايم 

مامن عربي إلا وتعرف على لبنان بطرق مختلفة، أما بالزيارة المباشرة أو عبر الإعلام أو من خلال الكلام المقال عنه، وخصوصاً أنه البلد الذي عانى حرباً طويلة في الوقت الذي كان فيه بقية العرب على استرخاء تام، حتى وصل به الأمر إلى احتلاله من قبل "إسرائيل" والدخول إلى عاصمته بيروت كأول احتلال لمدينة عربية ذات تأثير كبير في الشؤون العربية.

 

لكن لبنان لم يكن مجرد موقع سياحي أو خدماتي أو أنه كان مصرف العرب، فلقد احتضن أنبل ظاهرة عربية هي المقاومة الفلسطينية، ودافع عنها في كل ساعات الشدة وخصوصاً عندما اندلعت مؤامرة عليها فتقدم بتاريخه العربي والوطني وبكل مايملك لحمايتها إلى أن تمكنت "إسرائيل" من إخراجها من لبنان، إلا أن نبتاً قوياً هو في خزين الخلية اللبنانية ظهر إلى الحياة، فكانت المقاومة اللبنانية بكل أشكالها الحزبية والوطنية إلى أن تمكن حزب الله وكان لاعباً أساسياً فيها إلى طرد "الجيش الإسرائيلي" من جنوب لبنان، وبذلك أسدل الستار على مفهوم أن لبنان قوي بضعفه فكان قوياً بمقاومته، بل تلاشت إلى الأبد فكرة الصهيوني الذي كان يكرر أن لبنان يمكن أن تحتله فرقة كشفية.

 

من أهم ماأثبتته ملحمة المقاومة اللبنانية أنه رغم الفعل المدوي الذي أداه نضال اللبنانيين ضد الاحتلال ووصل إلى تلك النتيجة المرضية لهم، إلا أن "إسرائيل" العدو التاريخي ستظل اطماعها به قائمة، ولهذا كان لابد أن تكمل المقاومة وجودها زيادة في الحماية والأمان، ومع ذلك اعتدى الصهيوني على لبنان عام 2006 إلا أنه سقط في وحل هزيمته أيضاً، فكان عليه أن يعيد ترتيب قدراته وإمكانياته ليعيد تكرار محاولاته الفاشلة بإمكانية النجاح، ولهذا استوجب من المقاومة اللبنانية أن تزيد من تسليحها ومن تعدادها ومن إمكانياته ومن تفوقها في كافة المجالات من أجل أن تصل إلى توازن في القوى مع "إسرائيل" مما يمنع قيامها بأي حرب جديدة.

 

مثلت المقاومة اللبنانية بشخصية حزب الله حضوراً عربياً وعالمياً كونها تجاوزت قدرات الجيوش العربية في تصديها للاعتداءات "الإسرائيلية" وتلقين "الإسرائيلي" هزائم لم يسبق أن حصلت منذ قيام كيانه الغاصب، ولاقى وجود المقاومة في الداخل اللبناني ترحيباً من قبل أكثرية الشعب إضافة إلى وقوف الجيش بكل إمكانياته معها ، فكانت وحدة متراصة، ويوم جاء النداء لمؤازرة سورية في حربها ضد الإرهاب ، لم تتوان المقاومة عن الدعم والقتال المباشر إلى جانب الجيش العربي السوري في أروع ملحمة قومية.

 

لكن "إسرائيل" مازالت تزبد وترغي، تريد الانتقام والثأر من لبنان، عيونها عليه وعلى مقاومته تحديداً، ولو أثبتت المقاومة ولو قليلاً من الضعف لم يتوان "الإسرائيلي" عن الحرب عليه فوراً .. فكيف إذن يستمر لبنان بدون تلك المقاومة الشريفة التي تحميه من شرور عدوه ومما يخطط ضده وضد مستقبل أبنائه، وهو الذي يهدد يومياً بقتل اللبنانيين وتدمير لبنان بأسره وإعادته إلى القرون الوسطى.


ببساطة لانريد من أحد مساعدة لبنان إن هو أراد ذلك، بل الكف عن تهديد مقاومته، فلدى اللبنانيين قدرة هائلة على تصنيع الحياة اللائقة إذا مارفعت عنه الضغوط من أي مصدر كان .. خصوصاً وأنهم ينظرون إلى العرب بمنظار الإخوة وجامعها العروبة ويعرفون جيداً مصالحهم وما يترتب عليها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=32117