وجهات نظر

اختصار: نصف وقف للنار

زهير ماجد


الوطن العمانية -الإعلام تايم

قبلت القيادة السورية بوقف للنار سيكون نعمة على السوريين، لكنه لن يسمح لحالمين من الإرهابيين ومن داعميهم تغيير الخارطة في تفاصيلها الأخيرة، وفي الأقرب هنالك انتخابات نيابية سورية في أبريل … خطوات متدحرجة ستحيي نتائج مؤتمر فيينا بكل ايجابياته.

 

لكن ذلك لايعني اندحاراً نهائيا للإرهاب الذي تتزايد أعداد المقاتلين الأجانب فيه ليصل الى ما بين 23 ألفاً و31 ألفاً، في وقت كان بارزاً كما يقول أحد التقارير تراجع أعداد الأجانب في ” داعش ” بنسبة 20 بالمائة. من المؤسف القول إن التونسيين يشكلون القوة الكبرى الملتحقة ب ” داعش ” و ” النصرة “.

 

بريطانيا من جهتها منعت أكثر من 600 بريطاني من التوجه لسورية بعدما ثبت لديها أنهم يريدون الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية .. وآخر الأرقام التي نشرها تقرير بريطاني يقول إن هذا التجمع الإرهابي في سورية والعراق جاء من 86 بلدا من أبرزهم 4700 ارهابي من الجمهوريات السوفييتية السابقة ، في حين كما يضيف التقرير ما بين 20 و 30 بالمائة الى بلادهم لتنفيذ عمليات فيها .

 

هذه الأرقام مهما كانت صحتها فإن لدى السوري أرقاما أكثر دقة .. قدراته التجسسية الاستخباراتية متجذرة في الواقع الارهابي القائم على مستوى القطر السوري كله. هو يعلم بالتفاصيل كم الأعداد الحقيقية ومن أي بلدان تتشكل .. ويعرف أكثر عن نوعية أسلحتها وأحجامها، وأمكنة مخازنها .. لايمكن للجيش العريي السوري أن يخوض معركة دون أن يكون أجرى قبلها مسحاً استخباراتياً دقيقاً.

 

إذن يوم السبت القادم من المقرر أن يبدأ سريان وقف النار يستثنى من ذلك ” داعش ” و ” النصرة”، فهو بالتالي أقل من وقف للنار، اذا عرفنا أن التنظيمين المشار إليهما يشكلان العمود الفقري للمسلحين على الأراضي السورية. فهل تنجح هذه الخطوة لأيام، وهل من يضمن داعمي الإرهابيين من تنفيذ خطط يقوم بموجبها الإرهابيون بالهجوم على الجيش العربي السوري في سبيل العودة إلى المواقع التي خسروها والتي صارت بالجملة .. لكن الجيش متنبه تماما، ونكاد نجزم استحالة حصول ذلك من مفهوم قدرة الجيش على تثبيت انتصاراته الأخيرة.

 

تفصلنا إذن أيام عن الموعد الذي سينشط فيها المسؤول الأممي دي ميستورا ولجانه المتخصصة لهذه الغاية. وسيكون أمام الدول الراعية لإرهابييها في سورية أن تعلن منذ الآن أن الدنيا تغيرت، وأن لا تجرب من جديد أعمالاً من إرهابييها تكون بمثابة انتحارية سواء جماعية أو فردية .. فلقد ولى الزمن الذي تمكنت فيه تلك الدول من تحقيق إرهابها كما تتمناه أو كما خططت له منذ أن رعته ضمن آمال عريضة بأنه سيحقق لها مبتغاها.

 

مهما تكاثر الأعداء في سورية فالجيش المقدام بدأ حسم الجبهات المتعددة ، وبانتظار ما يقال عن المصالحات التي تجري في محافظة درعا، فإن خطوة كبرى تكون قد تحققت في جنوب سورية من أجل سورية كلها، وسيكون لها تأثير واضح في مسيرة الحرب التي بتنا نثق أنها مهما طالت فقد تشكل حسماً واضحاً على مختلف الجبهات ..

تلك هي إطلالات الأمل رغم الإعداد الغفيرة التي يشكلها الإرهابيون فوق أراضي سورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=32085