وجهات نظر

باختصار .. جيش يحار عدوه فيه

زهير ماجد


الوطن العمانية - الإعلام تايم

في لحظاتهم الصعبة وهزائمهم المتتالية، لم يستطع الإرهابيون في سورية سوى الاختباء وراء كذبات متتالية، أبرزها ماقاله أحد قيادييهم إنهم اضطروا للانسحاب من ثلاثين موقعاً في ريف حلب، وإنهم قد ينسحبون من الرقة .. لكن في حالة إثبات صحة الوقائع، يتبين لنا أن الحقيقة تقول بأن هزائمهم أمام الجيش العربي السوري هي التي تتالت، ولم يعد بإمكانهم سوى البحث عن مخارج خوفاً من القتل أو الأسر سوى الهرب.

 

هذا الجسد الإرهابي الذي بات متعفناً حيثما وجد في سورية، سوف يلقى نهايته حيثما وجد .. يمكن القول ببساطة، أن طعم المكاسب التي حققها الإرهاب ذات مرة قد انتهى أجله، وعلى داعمه أن يتحقق من هذا الأمر إن أراد التجربة المباشرة بديلاً عن الدعم البعيد كما يتراءى له .. سمعت كلاماً من بعض السوريين الفاعلين يتمنون حصول تدخل مباشر من أي كان، فإن جاء برياً ستتحطم قواته، وإن أراد جوياً فثمة من يتكفل به .. لقواعد اللعبة الجديدة آثارها حتى على الإسرائيلي الذي مازال يبدي تخوفاً من انتصارات سورية في المستقبل .. معظم قيادييه يعربون عن خشيتهم من التحولات التي طرأت على الجيش العربي السوري فصار أكثر من محترف، فإن أضفنا عليه عقائديته، كنا أمام قوة لاتقهر.

 

يتدارس "الصهانية في إسرائيل" كل المشاهد التي تتراءى أمامهم في سورية .. جيش يتقدم في كل ساحة، يحارب على جبهات عدة، يستخدم في اليوم الواحد أو في الساعة الواحدة أطناناً من الذخائر، فمن أين له كل هذا المخزون، هذا إذا تجاوزنا تدريبه الجديد القائم على أرقى أنواع القتالات والخطط العسكرية إضافة إلى الروح المعنوية التي يتمتع بها الجندي السوري وكفاءاته الواضحة في الميدان .. والأهم هو الثبات الشعبي السوري، فمن أين حقق النظام هذه الإمكانية برأي "الإسرائيليين" حتى كأننا لانسمع همسة واحدة غير مؤيدة للرئيس بشار الأسد، وحتى أولئك النازحون خارج سورية فقد سمعنا كلامهم وقد كان تحسراً على سورية ولم نسمع منهم كلمة واحدة بحق دولتهم ورئيسهم كما تضيف أفكار "الإسرائيلي" الذي يراقب عن كثب، ويكتب تقاريره الدائمة وأفكاره واقتراحاته.

 

جيش عربي سوري إذن يحار عدوه فيه، بات يغير وجه الحرب على سورية إلى الحد الذي يكاد صبر داعمي الإرهاب أن ينفلق، فيما نكاد نلمح إعجاباً أميركياً حتى لو اختبأ بين السطور أو بين الجمل الرنانة، من الواضح أن رحيل وزير خارجية فرنسا فابيوس واحدة من تلك النتائج الباهرة للصمود السوري وللقدرات الفذة المبهرة التي ستدفع بكثيرين من الداعمين والممولين للتنبه إلى مصيرهم ايضاً.

 

نحن إذن أمام انكفاء لقوى الإرهاب أما بالقوة او انسحاب تلقائي سيؤدي إلى مزيد منه في المواعيد المقبلة .. وكلما حدث هذا الأمر، سنسمع المزيد من الكلام المتطاير عن التدخل البري والجوي، فإذا به يخف في الأيام الأخيرة ، وإذا بالقائلين يسحبون كلامهم من التداول ، وإن عادوا وفعلوها فليس أمامهم سوى ممارسة اليوجا قبل أن يتصرفوا من أجل أعصاب باردة يمكنها التحكم بنقلات الكلام المناسب خوفاً من الانزلاق في مستنقع لن يخرجوا منه أبداً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=32021