تحقيقات وتقارير

الجمهورية العربية المتحدة..دولة كبرى أشعلت مؤامرات الغرب


عروب الخليل –الإعلام تايم

 

لمصر أم لربوع الشام تنتسب ؟         هنا العلا وهناك المجد والحسب


لقد كانت الوحدة العربية هاجساً وحلماً يشغل الشعوب العربية الحرة.


مع بداية الخمسينات من القرن الماضي بدأت المؤامرات الاستعمارية والأجنبية وتركزت على سورية بالذات ، ولهذا أسبابه. أولاً لموقعها من التيارات العالمية المتصارعة في المنطقة. وثانياً لأنها البلد العربي الذي حمل لواء فكرة الوحدة العربية عندما كانت بقية الدول العربية لا تعرف معنى الوحدة إلا على أساس من السيطرة والتسلط والحكم.

ومع خريف عام 1955 اشتدت الدعوة لحلف بغداد وبدأت العراق وتركيا تمارسان ضغطاً عنيفاً على سورية للدخول في هذا الحلف، و لكن الوعي الشعبي والجيش السوري وبعض الأحزاب التقدمية أتلفوا التأثيرات والضغوط العنيفة.

وأمام الوضع المتفاقم من تأثير حلف بغداد و ضغطه على سورية جرت في أوائل أيلول عام 1955 مفاوضات بين مصر وسورية أدت الى توقيع ميثاق  دفاع عسكري مشترك بين الدولتين. وبعد أحداث شهدها الوطن العربي من تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، والحشودات العسكرية التركية على الحدود السورية، والاتجاه الاجتماعي للثورة في مصر  ومحاربة الاقطاع بشكل جدي، أكسبت الثورة وقائدها جمال عبد الناصر احتراماً عظيماً في سورية إضافة للوزن الذي تمثله مصر بشرياً وجغرافياً وحضارياً.

وضمن هذه المعطيات بدأت دعوة حزب البعث العربي الاشتراكي للاتحاد بين سورية ومصر فقام عدد من قادة الألوية في الجيش السوري بمفاوضة الحكومة المصرية.

في 18 تشرين الأول 1957 اجتمع مجلس النواب السوري والمصري في جلسة مشتركة وأصدروا بياناً بالإجماع يدعوان فيه الى الاتحاد بين الدولتين.

وفي 22 من شباط 1958 أعلن توحد القطرين في دولة واحدة يكون نظامها رئاسياً وديمقراطياً

وجرى استفتاء شعبي على الوحدة وتم انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة، ووضع دستوراً مؤقتاً واتفق عل إنشاء قيادة عسكرية ومركزها دمشق.

وفي منزل الرئيس شكري القوتلي ألقى الرئيس جمال عبد الناصر أول خطاب بعد إعلان الوحدة قال فيه: "النهاردة أزور سورية قلب العروبة النابض ،سورية التي حملت دائماً راية القومية العربية.

ولم تدم هذه الوحدة طويلا فقد لعبت السفارات الغربية دوراً في الانفصال  التي كانت منذ الأساس ضد هذه الوحدة."

وفي خطاب الانفصال قال فيه أيضاً:"أستطيع أن أتصور القاهرة ودمشق إلا إخوة كفاح، وإلا زملاء معركة، وإلا شركاء قدر ومصير مع كل عاصمة عربية أخرى، مع كل مدينة عربية، مع كل قرية عربية.

أعان الله سورية الحبيبة على أمورها، وسدد خطاها، وبارك شعبها، وستبقى هذه الجمهورية العربية المتحدة رافعة أعلامها، مرددة نشيدها، مندفعة بكل قواها إلى بناء نفسها؛ لتكون سنداً لكل كفاح عربي، ولكل حق عربي، ولكل أمل عربي، وسلام عليكم جميعاً. وعاشت الأمة العربية، وعاشت الجمهورية العربية المتحدة."

لقد كانت الوحدة مطلب سوري، سارع الرئيس جمال عبد الناصر إلى تلبيتها، لتواجه تلك التجربة مؤامرات الدول الاستعمارية الغربية، والرجعية العربية.. ورغم هذا وذاك ستظل تجربة الوحدة بين مصر وسورية، في منتصف القرن العشرين، واحدة من محطات التاريخ المعاصر شديدة الأهمية والتأثير في كل ما جرى بعدها بمنطقة الشرق الأوسط.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=31988