تحقيقات وتقارير

التنزيلات: تحرر من الاستهلاك....اشترٍ ما تحتاجه فقط


رنا الموالدي - الإعلام تايم


تتهافت أغلبية الناس على الأسواق لشراء الملابس الشتوية، وخاصة أن موسم التنزيلات على أسعار الملابس قد بدأ، وذلك تفكيراً في الشتاء القادمة و اغتنام فرصة أن أسعار الملابس أقل مما تكون عليه العام القادم، فالتنزيلات مكسب حقيقي خاصة للعائلات التي يوجد بها عدد كبير من الأفراد....

 

تتابع راما موسم التخفيضات بشغف و خاصة الماركات، وتقول " أضع رقم هاتفي لاستقبال رسائل العروض، وبدء التخفيضات لتلك المحلات، ولكن بالمقابل هذا لا يمنع أن الموضوع ليس هيناً، بسبب الازدحام والفوضى التي تعم المحلات وأحياناً لا أجد اللون أو المقاس المناسبين".
ولاء المتسوقة بالدرجة الأولى، وفي كل أوقات السنة، تقول" أحب أن أذهب إلى الأسواق في مواسم التخفيضات، بالفعل الأسعار تنخفض إلى النصف على الأغلب.... إذا وجدت قطع مميزة اشتريها بدون شك".

 


جدل دائم.......


هنالك جدل دائم بين المواطنين أساسها،  أن التاجر لا يبيع أي قطعة بدون ربح، وأن مواسم التخفيضات هذه هي مواسم "وهمية" لهذا يجب عدم الاكثار من شراء الملابس إلا إذا كانت فعلاً تستحق سعرها وتحتاج الأسرة لها...و تقول نور "في كل عام أرى مواسم التخفيضات لكن لا أشتري أي شي والسلام، فأحياناً تكون نوعية البضاعة غير جيدة، فصحيح أن موسم التخفيضات مغنم حقيقي، لكن لابد من الانتباه  لفكرة أن لكل وقت ملابس تتصف بصفات محددة فالأزياء تتغير من موسم لآخر".


تنزيلات بدها تنزيلات.......


جال الإعلام تايم على بعض المحال بالعاصمة والتي أعلنت تنزيلات على الأسعار و التي اختلفت من سوقٍ لآخر، حسب الماركة ونوعية المنتج،  حيث بدأت نسبة التنزيلات على الألبسة النسائية في سوق الصالحية من 30%،  إلى 50%، فمثلاً:  سعر المعطف النسائي بعد التنزيلات 8 آلاف ليرة، وسعر البنطال الجوخ بعد تنزيلات تصل إلى 50% يبلغ 5200 ليرة، والكنزة الصوف بعد تنزيلات 30% تصل إلى 3800 ليرة، في حين الطقم النسائي الرسمي يباع بين 6500 و10800 ليرة، حسب نسبة التنزيلات عليه.
أما ألبسة الأطفال، فتضاعف سعرها المرتفع أساساً، حيث سجل الطقم الولادي في حده الأدنى 5 آلاف ليرة، والمعاطف "السترة" تراوح ثمنها بين 6 آلاف و 12 آلف ليرة.
كما أن التنزيلات على الألبسة الرجالية بنفس النسب، فمثلاً يباع القميص الشتوي بعد التنزيلات بـ3200 ليرة، والبنطال بـ4500 ليرة، ويباع الطقم الرجالي بعد التنزيلات بين 6800 و12500 ليرة.

ويبيّن الواقع أن معظم القرارات الاقتصادية التي طالبت بتحديد التكلفة الحقيقية للمنتج لم تنجح في مجال الألبسة، وبقيت أسعارها تابعة لمزاجية التجار والباعة، وهذا ما انعكس بدوره على نسبة التنزيلات التي لاتخضع لأي شروط، فبحسب الناس " التنزيلات بدها تنزيلات".


تقليداً موسمياً......


أبوعمار تاجر ملابس يرى أن، التنزيلات تبدأ قبل انتهاء موسم الشتاء وهذا الأمر بالنسبة لنا يعتبر تقليداً موسمياً من شأنه أن ينشط حركة السوق ويزيد من اقبال المستهلكين على الشراء.

وفي رده على بعض المواطنين الذين وصفوا هذه التنزيلات بـ  "الوهمية وغير الصحيحة"، دافع عن مدى مصداقية هذه التنزيلات، بالقول "بيع الألبسة بنصف القيمة أفضل من الاحتفاظ بها في المخازن للعام القادم، لأن موضتها قد تنتهي ورغبات الناس قد تتغير من موسم لآخر، لهذا بيع القطع الموجودة أفضل من تراكمها، فالتنزيلات كما هي في صالح المشتريين تكون في صالحنا أيضاً".


مالم يخبرك به علماء النفس عن تسعير المنتجات.......


العديد من الدراسات أُجريت حول تأثير التغييرات السعرية على النواحي النفسية للمشترين، تلك الدراسات أثبتت أن أقل من 15% من الشركات تقوم بعمل بحث منهجي في مسألة تسعير المنتجات،وأن هناك تحرك في السلوك الشرائي للمستهلكين نحو خيارات معينة دون غيرها.


الدكتورة خيرية أحمد الإختصاصية النفسية و التربوية وفي حديث للإعلام تايم، اعتبرت أن الحاجات البشرية المحرك الأساسي لكل نشاط اقتصادي، وأن من أهم الحاجات الملبس وهي أولية تحفظ بقاءه ولا يستطيع الفرد العيش بدونها وتخلق حالة نفسية لديه، وفي ظل الظروف الراهنة هناك العديد من الضغوط المالية التي تقع على عاتق الفرد، وتؤثر على نفسيته وتكيفه الاجتماعي، فارتفاع الأسعار يؤثر على الفرد ويسبب له عدم الاستقرار النفسي والعاطفي وبعض المشاكل مع الزوج والأسرة، والقلق والتوتر والحزن واليأس وصعوبة في اتخاذ القرار وقد يؤدي إلى الشعور بالنقص والحقد والكراهية،  فأغلب قراراتنا الشرائية مصدرها مؤثرات معينة يتعرض لها العقل الباطن، وتحرك سلوكنا الشرائي نحو منتجات معينة بشكل – أحيانًا – يبدو غير منطقيًا


الشعور بالرضا....


وتابعت أحمد بالقول "إن أغلب الأفراد وخصوصاً الإناث اللواتي يهتممن بالموضة ويعتبرن هذا الشي جزء هام من حياتهن، ينتظرون فترة التنزيلات، وذلك لإشباع هذه الحاجة الأولية، والحصول على المستلزمات بسعر منطقي ومعقول يتناسب مع دخلهم، وبالتالي الشعور بالارتياح السعادة".


وحده المواطن السوري ..يترقب بفارغ أمل موسم التنزيلات علّها تتناسب مع جيوبه المليئة بالهموم متفائلاً أن هذا الموسم هدفاً له لا عليه.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=31979