وجهات نظر

باختصار: احتمالات ليست وهمية

زهير ماجد


الوطن العمانية- الإعلام تايم


ليس متأكداً الرئيس بشار الأسد من نزول قوات برية في أراضي سورية، ومع ذلك قد تنزل كما أضاف، أنه عقل النكد الذي لايريد ولا يرغب، وهي شعارات لم ترتكز على مرحلة بل على كل المراحل منذ الرصاصة الأولى في سورية وإلى ما شاء الله.

 

 

التفكير السائد اليوم، هو كيف يمكن إدخال القوات البرية التي تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن وهو ما سوف يعطله الروس عبر الفيتو، ثم أنه لا تبدي الولايات المتحدة حماسة إزاء التدخل، وهي تعتقد أن اللعب مع الروس في هذا الشأن خطر وليس في مصلحة الدولتين الكبرتين.. يبقى أن يأتي التدخل على شكل قوات كوماندوس، وهذه من يضمن أن لا يفتك بها الطيران الروسي، ولهذه الغاية تتسرب معلومات عن مفاوضات تجري مع أوكرانيا من أجل شراء صواريخ أرض جو قد يكون لها مفعول تعطيل الطيران أو التأثير عليه.

 

 

لاشك أننا أمام دراسة خيارات متعددة لتدخل يراد له أن يغير المعادلة التي بدأت منذ دخول روسيا والتي أعطت الجيش العربي السوري إمكانيات الانتقال من نصر إلى آخر. هنالك إذن صراع بين خياري إمكانية التدخل أو عدمه.. وهو أمر لن يكون سهلاً، كما أن نتائجه إن حصلت، قد تأخذ إلى حرب كبرى كما قال رئيس وزراء روسيا ميدفيدف.

 

 

بالمقابل، يستعد السوري إلى أسوأ السيناريوهات والافتراضات، ومن حقه كخبير مهم في الحرب الكبرى عليه أن لا يتوهم وأن يدير ظهره أو أن يضع رأسه في الرمل، فكل الاحتمالات واردة، والمنتقمون منه كثر، سواء في المناخ العربي أو الغربي أو التركي و"الإسرائيلي"، والمتربصون به يسعون في كل الاتجاهات لتحقيق غاياتهم، خصوصاً بعد أن ثبت لديهم، انهيار البناء الدفاعي والهجومي لجماعاتهم الإرهابية على الأرض السورية، والتي تم بناؤها منذ خمس سنوات وكأنها تبدأ دورتها الآن.

 

 

المناخ التركي متآكل تقريباً بعد حالة التفسخ في داخل قيادات حزب “العدالة والتنمية ” مما ينذر أردوغان بحصول انشقاقات قد تؤدي إلى ظهور حزب جديد معارض للحرب على سورية وسينضم بالتالي إلى المعارضة التركية الرئيسية. هذه الإشارات لها تأثيرها على التوجه التركي بلا شك، ومع ذلك ما زال أردوغان يقارب ماهو قائم ولن يتراجع عن غايات عمل لها كل تلك السنوات، فأذابها كأنما وقعت في وهم.

 

حتى الآن تدار الحرب على سورية من باب الانتقام من الرئيس السوري، أما وقد سقطت، فقد وصلت إلى هذا الحد من التدمير للبنى وإلى القتل بالجملة على أساس تغيير رأي السوريين برئيسهم فإذا بالمسألة تتحول إلى مفهوم معاكس لدى كل سوري بات متمسكاً أكثر برئيسه، وهو يعلم علم اليقين أن الإرهاب الذي صنعوه ليس هو من سيحكم سورية لأنه أداة قتل وتخريب وتمهيد لمن يأمل من خلاله الحكم في سورية. لكن هذا الأمر صار وراءنا.

 

سلسلة طويلة إذن من الممهدات على الذين يسعون للتدخل في سورية أن يقوموا بها، وكلها تقريباً صعبة المنال، إن لم تكن صعبة التحقق. ومع ذلك يظل هامش كبير عنوانه انتصار اللامنطق في لحظات تبدو وكأنها تعجيزية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31690