تحقيقات وتقارير

وسائل التواصل الاجتماعي تعبر الحدود وتقيد القلوب


خيرية أحمد - الإعلام تايم 

تحت مقولة "لكل عصر وسائل إعلامه وتواصله" يحتل "الفيسبوك – الواتس آب – التويتر – الانستغرام" حيزاً كبيراً من حياة الأفراد، كونها برامج تطبيقية تكنولوجية تحاكي العصر الحالي بما فيه من تطور ومعرفة وتخاطب أغلب شرائح المجتمع، كما أنها وسائل تواصل سريعة وعابرة للحدود والمسافات بين الناس، حتى جعلت العالم قرية صغيرة بل بيوتاً متجاورة بلا جدران.

 

ففي العالم الأزرق الممتلئ بتغاريد العصافير والصور الناطقة آلاف الحكايات التي صاغتها الأساليب المشوقة التي تخاطب مشاعر الأفراد، وتلامس عقولهم من خلال الإعدادات التي تتضمن الإعجاب والتعليق والمشاركة والدردشة والصور والفيديوهات والحالة والتغريدة، بالإضافة إلى الألوان الجذابة المريحة البسيطة بدءاً من اللوغو ووصولاً إلى الغلاف.

 

وعن استخدام هذه البرامج، تقول الطالبة الجامعية زينب العلي: "أصبحت هذه التطبيقات شي أساسي وجزء هام من حياتي، لا يمكن الاستغناء عنها، فمن خلالها أتواصل مع زملائي وأصدقائي، وأكتسب معلومات جديدة ومتنوعة تهمني كفتاة مثل الجمال والأناقة والموضة، وأتعرف على أهم الأخبار فيما يخص جامعتي".

 

وتضيف العلي: "تعدد الأشياء ضمن كل تطبيق يجعلني أنجذب إليه، ولا أدرك مضي الوقت، فالدردشة مع بعض الأصدقاء وقراءة الحالات والمنشورات والتعليق عليها يخلق جو من التفاعل الذي قد يسوده بعض الاحيانا التوتر أو المحبة". وتأكيداً على مقولة " إذا أردتَ الإبحار أدخل إلى عالم الأخبار "، يشير الصحفي محمد محمود إلى أن سهولة وسرعة الحصول على المعلومات المحدثة الفورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعطيها الميزات الكافية لاستخدامها في العمل الإعلامي التي تغني عن السفر والاعتماد على الوسائل الأقل حداثة.

 

كما يلفت محمود إلى بعض الحاجات التي تلبيها للأفراد، حيث أنها وسيلة تواصل مع الأشخاص البعدين بشكل عام والقريبين عند حدوث انقطاع في شبكات الجوال والكهرباء بشكل خاص، ومعرفة أهم الأخبار والأحداث والاختراعات والدراسات العملية الحديثة في كافة المجالات، بالإضافة إلى أنها وسائل تسلية وتسوق وتنفيس انفعالي.

 

 وينوه محمود إلى أنه قد تحدث مرات سرقة لمواد وأفكار خاصة بلا أمانة علمية ودون ذكر المصدر، ويعود ذلك لعدم وجود رقابة وحماية للخصوصيات أو المحتوى الفكري في هذه التطبيقات.

 

وبالتركيز على أهم التغيرات الاجتماعية والنفسية والصحية التي سببتها وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع بما فيه المؤسسة الاجتماعية الأولى ألا وهي "الأسرة"، تعلق الاختصاصية النفسية إسراء زهوة: "طغى على أجواء الأسرة العزلة الاجتماعية، فلم تعد جلسة أفرادها كما كانت من قبل، حيث أن كل فرد فيها يأخذ مكان له، وبين يديه جهازه التكنولوجي الذي يرافقه بشكل شبه دائم، ليدخل إلى عالم الانترنت لساعات دون إدراكه لما يجري حوله، ناهيك عن التعرف إلى أشخاص وهميين قد يؤدي إلى حدوث بعض الانفعالات والحالات النفسية كالتوتر والقلق والإحباط، خصوصاً إذا كانت الشخصية الافتراضية تعمل على طرح بعض الأفكار بأسلوب غير مباشر بغرض التأثير على الفرد، بالإضافة إلى عدم التفاعل الاجتماعي وجهاً لوجه وقلة الزيارات الاجتماعية".

 

وتضيف زهوة "إذا لم يحسن الأفراد استخدام هذه الوسائل ستسبب بهدر الوقت والإدمان الذي يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية". وتوضح زهوة أن استثمار التكنولوجية في الحياة العامة والخاصة بالاستخدام الأمثل وأخذ الجانب الإيجابي والابتعاد عن الجانب السلبي يعزز التواصل الاجتماعي ويخدم الفرد علمياً ونفسياً واجتماعياً.

 

تبقى وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين بإيجابياتها التي تعتبر ضرورة وحاجة في بعض الظروف والمواقف، وسلبياتها التي تقيد وتتحكم وتبرمج حياة الأفراد، فلا بد من الرقابة الذاتية والحذر والتفكير الايجابي الفعال أثناء استخدام هذه الوسائل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=31586