وجهات نظر

باختصار: منطق اللامنطق

زهير ماجد


الوطن العُمانية - الإعلام تايم


رغم أن المنطق السياسي يؤكد انعدام فرصة التدخل في سورية، إلا أننا في دائرة اللامنطق التي تؤكد العكس، وإذا ماحدث ذلك فنحن حقيقة أمام حرب عالمية بكل مواصفاتها ، ولن يتمكن أحد من التهرب منها لأنها ستفرض نفسها بقوة محاكاتها.


العالم مفتوح العينين ويكاد أن لايغمضهما تحسباً من حدوث أية مفاجأة ، لكن الظاهر حتى الآن أن تقاسيم الإنخراط في التدخل ليست قائمة في الواقع، بل هي مجرد كلام أو أمنية أو مزحة، وفي كل الحالات قد تحدث وقد لاتحدث، فإن حدثت فلن تكون مجرد أمنية إقليمية ، بقدر ماهي فعل أميركي بأيدي الغير ، أي الإقليم.


أما أن تبقى كلاماً على ورق، فهذا ماقد نراه مؤاتياً في حسابات الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وإذا أراد هذا الرئيس أن يعيد صورته التي بدأت في العالم العربي، وهي المفضلة لكل العرب آنذاك، فسيسلك طريق مقاومة خطة الحلف الأطلسي أن تمكن .. هذا الحلف هدفه تدمير سورية، وهو بذلك يلتقي أيضاً مع أردوغان، لكن الفرق بين الرغبتين، أن الأطلسي لديه الدافع اللازم لذلك، أما أردوغان فيمكنه أن يتهرب من استحقاق قد يأخذ به الى مالاتحمد عقباه


حين قرأنا ذات زمن عن المعقول واللامعقول، تأكد لنا منذ بواكير تلك المرحلة، أن في العالم ماهو متوفر بهاتين الصفتين، وأن الطبيعة البشرية تملكهما معاً، ويبدو أن تقدم إحدهما على الآخر عائد لطبيعة المرحلة، ومرحلة كهذه التي تمر بنا، يمكن لها أن تندرج تحت سقف المعقول ، لكنها قد تبدو لامعقولا في كل الأحوال.


ثم إن هنالك فصلاً قرأناه مبكراً، وهو السريالية، تلك الغرائبية التي تأتي أحياناً من باب التصور، حتى أننا لو قرأنا جيداً رسومات بيكاسو وسلفادور دالي السريالية فلن نجد مانفهمه سوى أنها فوق إمكانية الفهم أو التفسير.


لعل كل تلك الصفات تنطبق على مرحلتنا المهددة بأقوال بانتظار الأفعال .. كما هي مهددة باللا منطق في حين أن النظرة إليها تبدو منطقية.

 


إذ ليس غريباً أن يفشل الوكيل الإرهابي في تحقيق غايات الأصيل الذي اعتمد عليه ميدانياً وقدم له كل مافي جعبته من دعم عسكري ومالي واحتضان حتى انقطاع النفس، فإذا به يفشل في جني الثمار المرجوة، بل أنه بات مهدداً أن يخرج من اللعبة إما قتلاً أو أسراً أو هروباً .. وبالتالي، لم يعد أمام الأصيل سوى أن يتقدم بنفسه لملء المشهد طالما أنه مصر على اللعبة حتى نهاياتها ومهما كلفت وأخذت وقتاً. فهل تروق له في هذه الساعات الحاسمة أن يغامر وأن يتقدم إلى صورة أخرى غير مؤاتية في ملعب الجيش العربي السوري الذي غير الميدان ودانت له قرى وأرياف ومدن وبات عليه ان يضبط ساعته باتجاه كبريات مدنه مثل حلب والرقة ودير الزور ودرعا وغيرها.

 


في الواقع تحدث أحيانا أشياء غير مفهومة، أي لامنطقية، مع أن المنطق يدينها، فهل تنقلب الطاولة في المنطقة لتبدأ ثم تتسع عالميتها فإذا بها حرب عالمية بكل مواصفاتها، علماً أن الأميركي سيغيب عن السمع والرؤية لمدة سنتين هي انتخاباته الرئاسية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31578