وجهات نظر

بالسوري.. دواء الحماقة الوهابية صناديق خشبية

طارق ابراهيم


طارق ابراهيم_الاعلام تايم

لكل داء دواء.. إلا الحماقة أعيت من يداويها، هذه حال السعودية والمعتاشين على بترولها ومساعداتها.. هذا في الشعر، أما في الواقع فدواء الحماقة السعودية والخليجية بالسوري صناديق خشبية ترجع بجثث كل من يحاول التطاول على سوريتنا.

منذ الإعلان السعودي في وقت سابق عن إرسال قوات لشن حرب برية في سورية، بدأ النجارون السوريون باستيراد الاخشاب لتجهيز 150 ألف صندوق خشبي في إشارة إلى عدد القوات المشاركة في مناورات ما سمي "رعد الشمال" التي ستجريها السعودية وتحالف عدوانها على اليمن في منطقة حفر الباطن شمال الأراضي الحجازية، هذه الأيام.

ولعل الانجازات الميدانية العظيمة التي يحققها الجيش العربي السوري في ريف حلب، ومحافظة درعا الجنوبية، وحققها في كسر الحصار عن نبل والزهراء، هي ما أثارت الجنون السعودي والعثماني، بدءاً من إيعازهم لوفد معارضتهم الانسحاب فورا من جنيف، والعودة إلى الرياض، ثم خروج المتحدث العسكري باسم العدوان على اليمن أحمد العسيري، لإعلان نهاية مملكتهم عبر الشروع في تدخل بري في سورية.
 

"يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم"..

الحليفان المتخاصمان عقائديا، العثمانية والوهابية لم يتنازل أحدهما للآخر عن قيادة القوات المعلن عن إرسالها الى سورية لقتال "داعش"!.. أليس من الاولى بهم أن يحاربوا "الداعشيين" في بلادهم والذين يتبنون أي عملية تفجيرية في مساجد السعودية والساحات التركية، وما أكثرهم.

الإعلام الخليجي  يروج للحملة السعودية العثمانية في سورية على أنها لمحاربة "داعش" وهي لن تكون قطعاً لذلك، بحسب محللون قريبون من القرارات السعودية، وإن كانت هذه هي الذريعة المعلنة، ولا يمكن نسيان أنه نفسه الذي روج في وقت سابق من العام الماضي لحلفاء السعودية في عدوانها السافر على اليمن "الدولة العربية الإسلامية الشقيقة الجارة"، بحجة حماية الشرعية، أليس!.. من الجدير وأنتم تجتمعون على قلب رجل واحد، ولم تشهد شعوبكم هذا الاجتماع إلا لما فيه تخريب وتدمير الأمة العربية والإسلامية، أن تحرفوا مسارات طائراتكم باتجاه الشمال لتحرير الاقصى الذي ما برح وهو يستنجد فيكم النخوة الضائعة منذ عشرات السنين دون أي طائل...

منذ إعلان أمراء النفط في السعودية أنهم سيقودون عدواناً عربياً جديداً على الشعب السوري، بعد شعب اليمن الاعزل، والإعلام "الإسرائيلي" ونظيره إعلام المتآمرين بدأ يهلل للغزوات السعودية على أنها فتح إسلامي مبين وتأدية واجب ديني عظيم، أثلج صدور قادة الاحتلال في "تل أبيب".

وهنا لابد من الإشارة إلى أن جرأة الإعلام لن تنتقل عدواها إلى العسكر، ولابد من تذكير الإعلام في أرض الحجاز الذي قال "هذه بلادي التي أعرفها ..هذا ما ينقذ المنطقة.. اليوم في اليمن وغداً في سورية ومن بعدها سلام ورخاء في مشرق عربي جديد" انتهى الاقتباس، أن الرد سيكون حاسماً " فإرهاب بلادك الذي انتهج نشر ثقافة القتل والذبح وسبي النساء والإفساد في الأرض واستهداف الأطفال .. ولم يترك وسيلة ولا طريقاً إلا وسلكه لتخريب الإنسان والبنيان في سورية.. سنوات عجاف مرت وأنتم ترسلون مرتزقة ومحكومين بالإعدام من سجونكم ليقاتلوا باسم الإسلام مقابل حفظ دمائهم وأسرهم ..لم يثنِ عزيمة السوريين في الدفاع عن مقدساتهم التي أنتهكتم حرمتها، و بعبارة واحدة سيرد الجيش العربي السوري.. "السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه، ولن تكونوا أبداً سعداء.. اليوم في اليمن وغداً في سورية وبعدها لا وجود لممالك ومشيخات وإمارات خليجية في الشرق الاوسط".

المحللون قالوا كلمتهم، هذه المغامرة، الانتصار فيها غير مضمون، والمتغطي بأمريكا عريان، وننصح أصحاب القرار في السعودية الاستفادة من دروس حرب اليمن أولا، وقراءة كتب أساتذة مثل بول كينيدي، ايان موريس، الذين كتبوا عن انهيار دول والامبراطوريات، قبل أن يرسلوا أي قوات برية إلى سورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31510