تحقيقات وتقارير

رقعة الميدان الجديدة ..والحركة الأخيرة لبيادق التآمر


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

ما إن أعلن الجيش العربي السوري دخوله إلى مدينتي نبل والزهراء في حلب و كسر طوق الحصار الذي طال لأكثر من ثلاث سنوات، حتى أعلنت معارضات الخارج انسحابها من مؤتمر جنيف 3 ، وكأنهم كانوا يعولون على الميدان حالمين بانتصار ميداني ليكون سلاح بيدهم لتقوية موقفهم الذي هو بالأساس ضعيف، ليس لأنهم لا يملكون أرضية شعبية ولا انتماء لهم إلى الشعب السوري، بل لأنهم مرتهنون للخارج وللدول التي أصابها الجنون من كل ما يتم انجازه على الارض من انتصارات.

 

فبلدوزر الجيش العربي السوري مع حلفائه متقدم ولن يتوقف مهما حاولوا التقليل من أهمية ما يقوم به، فبعد ثلاث سنوات من الحصار كسره الجيش السوري بفتح  طريق عسكري باتجاه بلدتي نبل والزهراء لم تتوقف عملياته في محيط البلدتين، وتابع تقدمه على جبهة مطار كويرس شرقي حلب، هذه العمليات استطاع من خلالها الجيش من تحقيق تقدم كبير على كافة محاور القتال شمال حلب وجنوبها وشرقها، ناهيك عن ريف اللاذقية فبعد سيطرته على عدد من البلدات ابتداء من سلمى وربيعة أبرز وأهم معاقل المجموعات المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي، إضافة إلى قرية عالية والتلال المحيطة بها والتي تبعد أقل من 8 كم عن الحدود التركية.

 

وفي جنوب البلاد أيضاً تابع الجيش عملياته، فأصبحت مدينة الشيخ مسكين التي تبعد مسافة نحو 20 كلم عن درعا المدينة، وتضم قواعد عسكرية كبيرة وتشكّل خط الدفاع الجنوبي عن العاصمة السورية، منحت الجيش القدرة على التحكم بعملية الإمداد في مجمل المنطقة الجنوبية (درعا_السويداء_القنيطرة) ومنطقة دمشق ومحيطها، سمح ذلك للجيش بالتقدم نحو محيط  درعا المدينة، كون مدينة الشيخ مسكين تشكل خط الدفاع الاستراتيجي للفصائل المسلحة.

 

 هذه العملية العسكرية تكشف الرغبة ليس في تأمين محيط دمشق الاستراتيجي فحسب، وإنما على ما يبدو في إخراج منطقة درعا من دائرة الحرب، لتبدأ بتحريرها مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في التوسع جنوبي البلاد حيث سيطرعلى بلدة عتمان بريف درعا الشمالي. وحقق تقدماً كبيراً.

 

هذا التقدم أقلق نظام أل سعود الوهابي وحليفه نظام أردوغان الإخواني، فدفعهم  للتخلي عن ترددهما منذ خمس سنوات، وقبول تحدي المشاركة برياً في الحرب على سورية، لكن سورية كان ردها واضحاً بهذا الخصوص على لسان نائب رئيس وزرائها وزير الخارجية والمغتربين السيد وليد المعلم " أي عدوان على سورية مقاومته واجب على كل مواطن سوري وسيعود جنود المعتدي بصناديق خشبية إلى بلادهم"، واصفاً عزم أل سعود بالجنون.

 

صحيح أن أردوغان المصاب بجنون العظمة نفى بسخرية تقارير روسية عن وجود حشودات عسكرية ضخمة للقوات التركية على الحدود السورية استعدادا للهجوم، ولكن هذا لا يعني أن التحشيد لم يتم فعلاً، وأن هناك سيناريو جديد للتصعيد العسكري بعد سقوط الرهان على الحل السياسي في جنيف، واستعادة الجيش السوري لمواقع عديدة وبسرعة قياسية، ومن غير المستبعد تسليح المعارضة بأسلحة نوعية طالما طالبت بها.

 

ولا ننسى الحديث عن القوات المصرية التي نشر المتحدث العسكري المصري على صفحته "الفيسبوك" مجموعة صور استعداد لبلوغ مملكة أل سعود المتورطة في اليمن، للمشاركة في "مناورات رعد الشمال "بهدف رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة، لم يكن من قبيل الصدفة، في اطار خطط جرى الاتفاق عليها مسبقاً بين الولايات المتحدة وعدة دول اقليمية أخرى مشاركة في التحالف الستيني ضد "الدولة الاسلامية".

 

وهاك أيضا وزراء دفاع حلف الناتو سيجتمعون في بروكسل الأسبوع المقبل لبحث الاستعداد السعودي لإرسال قوات برية، ووضع الخطط حول كيفية التعاطي مع تغيير موازين القوى لصالح الدولة السورية، والبدء في غارات جوية جديدة لانهاء حالة الفوضى التي احدثتها غاراته الجوية الأولى قبل خمس أعوام.

 

إذاً كسر حلم أردوغان بالمنطقة العازلة كما كسر حلم "إسرائيل" بآمان تطمح له على الجبهة الجنوبية ..فأصاب الجنون تحالف العدوان على سورية بانتصارات الجيش وبدأ بحشد قواته على الجبهة الشمالية أملاً بتحقيق ما يحفظ ماء وجهها،لتكون وبحسب العديد من المراقبين الحركة الاخيرة لبيادق التآمر على سورية، وخطوة نحو الانتحار يدفع لها  جيش مرتزقة في مواجهة جيش يحمل عقيدة.. وصاحب حق.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=31506