وجهات نظر

ملامح المرحلة الجديدة على سورية والمنطقة

تحسين الحلبي


الوطن - الإعلام تايم

يكشف "باتريك كوكبيرن" الصحفي الإيرلندي المختص بالشرق الأوسط منذ عام 1991 في تحليل نشره في المجلة الإلكترونية أونزريفو، أن التطورات الميدانية في الحرب السورية على الإرهاب في الأشهر المقبلة، ربما ستحدد الرابحين على المدى البعيد والخاسرين في المنطقة في العقود القادمة.

 

ويؤكد "كوكبيرن"، أن التقدم الذي تحرزه القوات السورية في الشمال خصوصاً والدعم الجوي الروسي لها أسقط كل المحاولات التي تبنتها دول كثيرة لإسقاط سورية ولم يبق أمام هذه الدول سوى التسليم بهذه النتيجة.

 

ومع ذلك يرى جيرارد شاليان الخبير الفرنسي في الحروب غير النظامية أن الحكمة التي يفرضها الأمر الواقع السوري وإنجازاته على تركيا هو الامتناع عن أي تدخل عسكري تركي فيما يجري في الشمال السوري..... ويضيف: إن تركيا سترتكب خطأ فادحاً إذا خالفت هذه الحكمة… وبالمقابل تؤكد المصادر الروسية والأميركية أن واشنطن وموسكو تعملان على ضبط التطورات من دون تصعيد يعرض المنطقة كلها لأخطار غير محسوبة النتائج وخصوصاً بعد رفع العقوبات عن إيران والاستقطابات الإقليمية التي ستولدها لمصلحة دمشق وبغداد.

 

وفي الولايات المتحدة يطالب عدد من أعضاء الكونغرس بالاعتراف بأن خطط إدارة أوباما لإسقاط الرئيس الأسد لم تعد قابلة للنجاح ويجب على إدارته التخلي عن هذه الأوهام.
ويكشف "فيليب غيرالدي" الموظف الأميركي في وكالة المخابرات المركزية سابقاً في المجلة نفسها أن عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي السيدة تولسي غابارد طالبت بصوت عال الرئيس أوباما بالتوقف عن: شن حرب غير شرعية وغير بناءة على الرئيس الأسد.


وأضافت: إنني لا أعتقد أن هناك ما يدعو إلى إسقاط الرئيس السوري الذي يقاتل "داعش والنصرة"، ويؤكد "غيرالدي" أن السنوات الخمس التي وضعت فيها واشنطن وحلفاؤها خططاً لإسقاط الحكم لم ينتج عنها أي نجاح سوى تدمير سورية وإراقة الدماء إلى أن فرضت موسكو أمراً واقعاً جديداً يدعم سورية عسكرياً وسياسياً أمام جميع المتحالفين مع واشنطن، وها هي إيران تفرض وجودها كحليف إقليمي لسورية والعراق معاً هذه المرة بعد رفع العقوبات عنها.


ويرى محللون سياسيون عملوا سابقاً في البنتاغون وزارة الدفاع الأميركية أن، مرحلة تحمل ملامح وتطورات جديدة تحكم منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الوجود الروسي العلني المسلح جواً وعن طريق الخبراء وتصدير السلاح الحديث إلى الجيش العربي السوري وفي أعقاب الانفتاح الأوروبي والأميركي على طهران، فهذه التطورات ستحمل لسورية عدداً من الإنجازات في مجابهة الحرب على "داعش والنصرة" واستعادة الاستقرار سواء نجح مؤتمر جنيف في مرحلته الثالثة أم لم ينجح لأن الحكومة السورية ستتمتع بقدرة على استثمار هذه المرحلة من أجل إعادة الإعمار والبناء في سياسة داخلية مكثفة بهدف تعزيز إنجازات الجيش العربي السوري وترتيب البيت الاقتصادي والاجتماعي.

 


وبالمقابل يرى المحللون في البنتاغون بموجب ما نشره مركز "ستراتفورد" للدراسات المخابراتية والعسكرية، أن وزارة الدفاع الأميركية لم يعد لها ثقة كافية بوجود "معارضة مسلحة معتدلة" سورية وأن ما حققه الرئيس الأسد على الأرض، سيوفر له تأييداً شعبياً لأنه أثبت للجمهور أن سورية ليست وحدها بعد التطورات الأخيرة التي نتجت عن العامل الروسي العسكري ورفع العقوبات عن طهران على حين إن تركيا تأزمت علاقتها مع موسكو ومع طهران من دون أن تحصل على ما تريد من حلف الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي.

 

ويعترف رون بن يشاي المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن نتنياهو بدأ يعتبر أنقرة عبئاً ولذلك اتجه نحو أثينا لتمتين العلاقات معها ومد خط أنابيب الغاز "الإسرائيلي" من سواحل المتوسط إلى اليونان ثم إلى أوروبا ولم يعد يهتم كثيراً بمصالحه مع أنقرة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31492