وجهات نظر

باختصار: دارت الأيام

زهير ماجد


آراء - الإعلام تايم


ستدور الأيام على قاعدة العودة ليس كما كان بل أفضل مما كان في سورية.


الإرهاب يتساقط في الميدان، و"المعارضات" تتخبط سواء في جنيف أو في خياراتها، وهي تأتي إلى الموعد المضروب في جنيف ولا تأتي، من هنا الشكوك بالدول الراعية لها على قدرتها في تسجيل نجاحات معارضاتها، أو في رغبتها في التواصل من أجل حل في سورية.


من يصدق أن بلدتين هما نبل والزهراء صمدتا كل هذا التاريخ (3 سنوات) بوجه آلاف حاولوا افتحامهما من أجل تقديم أبرز شهادات الإرهاب في القتل والترويع.


لعل مقتل "المعارضات" هنا، ومن يقف وراءها أيضاً.


أي ماذا عليها أن تقول تلك "المعارضات" أمام المكاسب الكبرى في الميدان، بل ماذا يكون برنامج الدول الراعية لها طالما أنها تخسر على معظم الجبهات وليس لديها أدنى قناعة بأن تعود إلى أي مكسب بعدما ولى هذا الزمن إلى غير رجعة.

من يتطلع إلى التطورات التي طرأت على خريطة سورية، يدرك كم تمكن الجيش العربي السوري من تغييرها جذريا، وكم ستتغير أيضا لصالحه..


إنه الجيش الذي أن قال فعل، والقوة التي أعطتها المشاركة الروسية معادلات التفوق، فتصرف الروسي على أساس أن المعركة معركته، تماماً كما هو شعار السوري في خربه الطويلة.


في كل الأحوال، لم نعد نراهن فقط على الجيش، صرنا متأكدين أنه يعيش خططه برؤية عالية، وبات معلوماً لدى الجميع، من يقاتل من الإرهاب ومن يرعاه ويدير شؤونه، بل من خلال بعض ما نسمع من استغاثات لهذا الإرهاب في الميدان، أن الأيام اختلفت، وأعادت دورانها إلى النقطة التي كانت حلمنا منذ البدايات وهي خلع الإرهاب من كل أماكن وجوده


وبذلك يتحقق الشرط الأساسي القائل، بأن المعركة ضده ستجعل رعاته أجبن من أن يقرروا أمرا كالذي يخددون به، إذ بعضهم يحشد كما يقول الروسي من أجل التدخل العسكري المباشر، وبعضهم يقول بإمكانيات المشاركة على الأرض السورية بمقاتلة الإرهاب.


فما أحلاها من جملة دارت الأيام، حين نرى أطفالاً نبل والزهراء وبقية المناطق المحررة وقد خرجوا إلى الحياة من جديد لكي يتنفسوا أوكسجين النصر الذي تحقق.


لقد علمتنا الحروب، وخصوصاً الحرب عل سورية أهمية الصبر والصمود وأهمية الوقت والتوقيت، ومعنى أن تصل إلى مبتغاك مهما تغيرت الظروف.


فليس هنالك حرب خاسرة كلياً ولا رابحة كلياً، طالما أن هنالك المعارك التي تتراوح بين هذا وذاك.


المهم دائماً هي النهايات، ولكي يتم الوصول إليها لابد من إعادة التفوق العسكري في كل حالاته المطلوبة، وهو ماعنينا عندما نتطلع إلى خبرات الجيش العربي السوري التي تتراكم وتزيد.


تأملت طويلاً في صورة أطفال نبل والزهراء بعدما خرجوا إلى الهواء الطلق وأعادوا رسم طفولتهم كما يجب أن تكون وكما أودعها الله بهم.


وغداً مواعيد مع أطفال سورية في أمكنة ومواقع أخرى.


ستدور بها الأيام إلى مشتهاها، وسيكون للطفولة فيها موعد منتظر وقريب.


ولت مرحلة، لتحل محلها صورة الواقع الجديد لمشروع يهز المنطقة بقوته النارية والفكرية والعملانية ووحدة أهدافه الخالصة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31458