وجهات نظر

باختصار: رسائل إلى جنيف

زهير ماجد


الوطن العُمانية - الإعلام تايم

لو يتمكن الشعب السوري بملايينه أن يرسل رسائله إلى المتحاورين في جنيف، لقال وحده كلمة الحق المبين وأغلق على "المعارضات" كل أسباب الحياة.. ستكون كلماته منتقاة بعناية دم الشهداء الزكي الذي غسل الأرض وبعث القوة والإيمان في صدور المدافعين عنها،  ملايين السوريين المؤمنة بربها وبوطنها وبجيشها وبرئيسها ومؤسساتها الثابتة التي تعمل ليل نهار من اجل استمرار مؤكد، هم الآن يعيشون حالة انتظار وأمنيات.


من المؤسف أن "المعارضات" لا تقرأ لغة الأمل في عيون الشعب السوري، كما أنها صمت آذانها فهي بالتالي لاتسمع النداءات التي تشبه همسات المعذب.

 


وإذا تسنى لها هذا وذاك، فلن تتمكن من قول نعم أو لا بكل جرأة المحاور المستقل، تلك "المعارضات" خرجت عن كونها قادرة على أي شيء، لأنها لا تملك سوى أسماء أعضائها، وما تبقى مرتهن لآخر له مشروعه الخاص الذي سيفرضه حتماً على كل "معارض" انتمى إليه.

 


بكل الأحوال سواء سمعت "المعارضات" أو قرأت فإن الشعب السوري أرسل رسائله، من شهدائه الأبطال الذين صانوا الوطن السوري وحموه بأرواحهم، الى أطفال سورية الذين لبسوا مراييل مدارسهم كي يظل طعم الأمل الوطني مرسوماً على أيديهم، وإلى عمالها الذين يعيدون دورة الحياة بكل مستطاع، وإلى الجيش العربي السوري الذي وحده يغلق باب الخوف على الوطن ليفتح باب الرجاء نحو المساحات الجغرافية لجغرافيا سورية، وإلى كل مسؤول حمل ليل سورية على أكتافه ولم يبخل بأن يقدم صحته وهناءه من أجل الفوز بصبح أكيد.

 


من كل هؤلاء ومن غيرهم، من تلك الملايين التي تاهت على أرض سورية بعدما لاحقها الإرهاب، وتلك التي نزحت أو هاجرت إلى بلاد الله الواسعة، من هؤلاء الذين انتظروا وفازوا بروعة مايحققه جيشهم الأبي، تنهال الرسائل على جنيف، تقتحم تلك المعارضات التي آلت على نفسها أن تظل تابعاً لصاحب خطط تقوم بتنفيذها على خير مايرام، يأمر فتطيع وإلا توقف دفع المال والدعم وطارت ليالي الفنادق الفخمة.

 


من سورية المشتاقة إلى عمر أمضته بين روعة الهدوء والاستقرار وبين نعيم التأمينات التي لم توفرها أية دولة في العالم لشعبها، يقول السوريون لأهل جنيف، لتلك "المعارضات" غير المستقلة، والنائمة في حضن الآخر، والمعتاشة على مائدته، والمقادة بأفكاره وخططه، إنهم لايمثلون سوى أنفسهم، ومن المحال ان يكون لهم موقع في وطن ساهموا في استباحته، بل شاركوا في التآمر عليه، وعلى وحدته، بل نفذوا قرارات خارجة من مطابخ التآمر والسوء، لعل أقوالهم منذ بدايات الأزمة تقدم الدليل على كل هذا..ومع كل ذلك، بات كل سوري على أرض سورية وخارجها يعرف أن تلك المعارضات التي لاتملك، ليس لها أمر ونهي في الميدان، فهي بالتالي غريبة عنه، فكما هم تابعون، فإن الإرهاب تابع أيضاً، وكما هم عبيد لصاحب القرار، فإن الإرهاب على أرض سورية عبد له أيضاً.

 


فلتذهب الرسائل إذاً لتقتحم أصحاب القرار، هؤلاء الذين ينفذون خطط تل أبيب ويحفظون ودها ويترجمون مايختبىء في أسرارها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31320