الأخبار _ الإعلام تايم
لم يشفع للسيدة أم وائل عمرها أو الأمراض التي تعاني منها أمام مسلحي "حركة أحرار الشام"، الذين لم يتركوا وسيلة تعذيب إلا استخدموها على جسدها، منذ لحظة اعتقالها عند دخول "جيش الفتح" مدينة إدلب، في آذار من العام الماضي.
"مرتدّة عن الدين" هي الجريمة التي ارتكبتها ناديا عبد الكريم صطيف لزواجها من رجل من غير مذهبها. أم وائل قالت لـ"الأخبار" إنّ "المسلحين كان يبحثون عني، وعند دخولهم منزلي لم يجدوني في داخله، فبدأوا باقتحام منازل الجيران ليجدوني في أحدها، وهناك قاموا بسحلي حتى السيارة التي أقلّتني إلى مكان الاحتجاز، وهو أحد مقارّهم في حي الضبيط داخل المدينة".
تُغمض أم وائل عينيها المغطاتين بالدموع، لتتذكر كل الآلام عند إدخالها غرفة التحقيق التابعة لـ"الهيئة الشرعية في جيش الفتح"، خلال حديثها إلى "الأخبار".
تتحدث المرأة عن ألم يدها اليسرى المكسورة: "عندما نقلوني إلى السجن، قلتُ للمسلح إن يدي تعاني من آلام قديمة، علّه يتوقف عن سحلي، إلا أنه زاد من ذلك وقام بضربي عليها وكسرها".
على مدار ساعة تحاول اختصار رحلة عذابها، إذ "كان يغمى عليّ يومياً 4 ساعات من كثرة الجلد والتعذيب، وبعدها يقوم المسلح بسكب المياه على وجهي كي يعاود التعذيب".
وحول التحقيقات التي أجريت معها، تشير إلى أنّ الذي حقق معها أول مرة هو أمير "أحرار الشام" في بنش، وسألها عدة مرات عن أسماء ضباط ، وكل مرة كانت تجيبه بـ"لا أعرف"، ليزيدوا من جرعة التعذيب.
بعد ستة أشهر من الاعتقال "سمحوا لي بتغيير ملابسي، وكانوا يقطعون المياه عني. ومع كلّ هذا التعذيب كنت أشعر بالقوة في داخلي على التحمّل كرامة لابني الوحيد الشهيد وائل، وأيضاً كرامة لبلدي".
خرجت مديرة بنك الدم السابقة في إدلب، بعد 10 أشهر من احتجازها، في عملية تبادل جرت في 25 كانون الثاني، شملت خروج 30 مختطفاً من أبناء بلدة الفوعة وكفريا، معظمهم نساء وأطفال، مقابل 34 مسلحاً وعدد من الجثث كانوا لدى "اللجان الشعبية" في البلدتين المحاصرتين.
أم الشهيد وائل الذي قتل قبل 3 سنوات في مدينة إدلب برصاص مسلحين، تستريح اليوم من "رحلتها" في منزل مستأجر مع ابنتها خارج مدينتها، وهي التي خسرت زوجها قبل سنوات أيضاً. |
||||||||
|