تحقيقات وتقارير

اتفاق ألماني أميركي لتدمير سورية


الإعلام تايم 

أعد المحافظون الجدد والليبراليون منذ عام 2001 للحرب على سورية، معتمدين منذ عام 2005 على عدة دول من حلف شمال الأطلسي ومجلس التعاون الخليجي.

 

وإذا كنا نعرف الدور الذي يلعبه الجنرال ديفيد بتريوس لبدء ومواصلة الحرب حتى اليوم، فإن هناك بعض الشخصيات التي بقيت في الظل جنباً إلى جنب وبدعم برلين واستمرا في التلاعب في الأمم المتحدة لتدمير سورية، وهاتين الشخصيتين هما جيفري فيلتمان و فولكر بيرتيس مدير مركز الأبحاث الألماني الرئيسي.

 

ففي عام 2005،  كان جيفري فيلتمان آنذاك سفيراً للولايات المتحدة في بيروت- أشرف على عملية اغتيال رفيق الحريري، معتمدا على ألمانيا التي قدمت السلاح، سواء في عملية الاغتيال نفسها، أو في تشكيل لجنة الأمم المتحدة  المؤلفة من المدعي ديتليف ميليس وغيرهارد ليمان وفريقهم، المكلفة بإدارة الحملة لاتهام الرئيسين، الدكتور  بشار الأسد، واميل لحود من قبل أستاذ العلوم السياسية الألماني فولكر بيرتيس.

 

إلا أنه عندما نظم فيلتمان الهجوم " الإسرائيلي" على لبنان عام 2006 واعداً بعد توريط أحد سوى الولايات المتحدة، على أمل أن حزب الله سيهزم وأن سورية ستأتي لمساعدة بيروت، و أن هذا من شأنه سيوفر ذريعة لاستجابة الولايات المتحدة والتدخل العسكري، و في النهاية كانت برلين ستكتفي بإرسال قواتها البحرية للمشاركة في قوة الأمم المتحدة"يونيفيل".

 

أما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، فقد عرضت  على مجموعة بيلدلبرغ أثناء اللقاء الذي امتد من 5-8 حزيران 2008، الحاجة للإطاحة بالحكومة السورية، ولتنفيذ ذلك اصطحبت معها في تلك الأثناء بسمة قضماني رئيسة مبادرة الإصلاح العربي" والتي أسست فيما بعد ما يسمى المجلس الوطني السوري"، وفولكر بيرتس، مدير معهد شؤون الأمن الدولي، وهو أهم مركز للأبحاث في أوروبا.

 

وفقا لبرقية كشف عنها موقع ويكيليكس، فقد نصح بيرتس وزيرة الخارجية الأميركية  رايس بالوقوف ضد إيران، محذراً في نفس الوقت من مخاطر إطلاق عملية عسكرية لما لذلك من تبعات إقليمية غير متوقعة، مؤكداً في المقابل على فعالية تدمير اقتصادها، وقد تم الأخذ بنصائح فولكر بيرتس، عام 2010، من خلال عملية تدمير برامج المحطات النووية الإيرانية بواسطة فايروس ستكسنت.

 

وفي شهر آذارمن عام 2011، نشر فولكر بيرتس مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز استهزأ فيه من خطاب الرئيس الأسد في مجلس الشعب، والذي ندد فيه " بالمؤامرة" ضد سورية، فوفقاً لبيرتس، كانت "الثورة" تتقدم في سورية إضافة إلى رحيل مؤكد للرئيس الأسد.

 

وفي منتصف العام نفسه استطاعت الحكومة الألمانية اختراق جماعة الإخوان المسلمين في مصر و تونس وذلك دعماً لهم ليأتوا إلى السلطة مستثنين حركة حماس في فلسطين لكي لا تعيق "إسرائيل"وذلك تحت تأثير من فولكر بيرتيس الذي استقبل في الوقت نفسه وفد من "المعارضة السورية في تموز برئاسة "رضوان زيادة.

 

وفي 6 تشرين الأول من عام 2011 شارك بيرتيس بناء على اقتراح من الخارجية الالمانية في المؤتمر المغلق الذي نظمته الجمعية التركية للصناعة و الأعمال "توسياد" وشركة الاستخبارات الأميركية الخاصة ستارتفور، حيث تم الاجتماع بحضور أكبر 10 رؤوس أموال تركية و تانر يلدز ووزير الطاقة الذي كان عليه مساعدة أردوغان في الترتيب لتمويل الحرب من النفط المسروق من قبل"داعش".

 

أما في منتصف عام 2012، طلب جيفري فيلتمان-وكان حينها رئيسا لدائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية- من فولكر بيرتس بأن يدير برنامج "اليوم التالي" المنوطة به مهمة التحضير للنظام الجديد القادم في سورية وتشويه بتشويه الحكومة السورية، حيث عقدت اجتماعات على مدى ستة شهور للوصول إلى هذا التقرير الصادر بعد مؤتمر جنيف.

 

تمكن "اليوم التالي" من تعبئة 45 "معارضاً سورياً"، من بينهم بسمة قضماني، وأعضاء من الأخوان المسلمين، وهو يتلقى تمويله بالكامل من من المعهد الأميركي للسلام، كما طلب تمويله أيضاً من كل من ألمانيا، وفرنسا، والنرويج، وهولندا، وسويسرا.

 

كتب "اليوم التالي" مسوَدة خطة فيلتمان للاستسلام التام وغير المشروط لسورية، والذي أصبح الهاجس الأكبر للمنظمة الأممية في الوقت الذي أصبح فيلتمان الشخص مديراً للشؤون السياسية في الأمم المتحدة في تموز 2012 ، في ذات الوقت، كان فولكر بيرتس ينظم عمل " الفريق العامل على الانتعاش الاقتصادي والتنمية"من أصدقاء "أصدقاء سورية".

 

أما في شهر حزيران 2012، وتحت الرئاسة المشتركة لألمانيا والإمارات العربية المتحدة، قامت مجموعة "أصدقاء سورية" بتنازلات لاستثمار  الغاز السوري، مقابل دعمهم بقلب النظام، كما نظم فولكر بيرتس " مجموعة العمل من أجل الخطة الانتقالية" من جامعة الدول العربية، وأخيراً أنشأ فولكر "شبكة دعم المرحلة الانتقالية السورية" في اسطنبول.

 

وانطلاقاً من مؤتمر جنيف"30 حزيران 2012" واجتماع ما يسمى "أصدقاء سورية في العاصمة الفرنسية بتموز من العام نفسه، لا نجد آثار معلنة لدور فولكر بيرتيس باستثناء منشورات للحفاظ على الدعم الألماني لجماعات الإخوان المسلمين.

 

ألمانيا تابعت سياستها وذلك بعد تنازل أمير مشيخة قطر عن العرش وصعود ومملكة أل سعود، وقامت بتعيين بوريس روج مسؤولاً عن الملف السوري في وزارة الخارجية سفيراً لها في الرياض.

 

وفي شهر أيلول من عام 2015، أصدر ستافان ديمستورا ومعلمه جيفري فيلتمان، قرارا بتعيين فولكر بيرتس "مفاوضا للسلام" في اللقاء المقبل في جنيف المقبل، واصفاً مهمته بالمكوكية بين وفد الجمهورية العربية السورية و "المعارضة السورية".

 

ثلاثة أعوام كانت الأمم المتحدة بعيدة كل البعد عن القيام بأي خطورة لاستعادة السلام في سورية، وهي تتهم الجمهورية العربية السورية دون أي دليل على أنها قامت بقمع " الثورة" و أنها استخدمت الكيماوي ضد شعبها و جوعت معارضيها، والأهم من ذلك أنها تماطل في مبادرة سلام.

 

كل ذلك من أجل إتاحة الوقت لحلف شمال الاطلسي ومجلس التعاون الخليجي لقلب نظام الحكم من قبل المرتزقة الأجانب كـ " التنظيمات الإرهابية المسلحة و القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=31248