وجهات نظر

باختصار :المعارضات السورية حيث لا تملك

زهير ماجد


الوطن العُمانية - الإعلام تايم

لا يخفي المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قلقه من عدم قدرة المنظمة الدولية على إيجاد حل في سورية، أو عدم القدرة على فرضه إن أمكن الخروج باتفاق حول مبادىء.


يتكون خوفه من قضية المعارضات التي تتهرب من كل ماهو ضروري من أجل بلادها، وهي تتذرع مثلاً بأنها لن تحضر مؤتمر جنيف إلا إذا فك الحصار عن مضايا، وهي بذلك تتهم الدولة السورية بأنها وراء الحصار، وفي الحقيقة فإن المسلحين هم من يفعلها .. ولأن المعارضات لاتملك القدرة على فرض أي رأي أو تفاهم مع هؤلاء المسلحين، فهي تمارس الاختباء وراء تسمية لا واقع لها، طالما ان بالإمكان اتخاذ أي موقف من هذا القبيل.


وصلت المعارضات إلى جنيف ولم تصل، انطلقت من الفنادق حيث تقطن إلى فنادق في تلك المدينة السويسرية الهادئة.


قالت كلمتها عن بعد ومن ثم عن قرب لأسباب قلناها في مطلع هذا المقال .. لكن الحقيقة تكمن في موقع آخر، فهذه المعارضات المفلسة تعرف أنها لاتملك أي تأثير على المسلحين في داخل سورية، فليس من يسمع رأيها، أو ينفذ قراراً قد تتخذه، ثم هي أبعد مايكون عن قوتين مؤثرتين في المسلحين وهما " داعش" و " النصرة"  لأن ثمة من يسيرهما عن بعد .. فالذي يحتضن تلك المعارضات هو ذاته من يدعم المسلحين بكل تنظيماتهم القوية ونصف القوية والقليلة العدد وصولاً إلى غير المؤثرة، باعتبار أن هنالك عشرات التنظيمات التي إن توقف الدعم يوما ذابت على الفور وتلاشت.


المبعوث الدولي القلق على مصير الأزمة السورية كما أوحى، يعرف أن الدولة السورية تملك القدرة على الضبط والتحريك والتغيير والتأثير، فهي إن قالت فعلت، وإن اتفقت التزمت ونفذت، أما المعارضات التي تنام في أحضان الآخرين، فهم من يفترض الاتفاق معهم لا مع المعارضات .. وقد حاول دي ميستورا التفاهم مع الداعمين والممولين لكنه لم يفلح، فهو في واد وتلك الدول لها خططها البعيدة والقريبة التي ترتئي من خلالها الوصول إلى نتيجة، من الواضح أنها لن تصلها وهي إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وتغيير المعادلات على الأرض في سورية، بمعنى تغيير وجه سورية تماماً، ووضعها على سكة جديدة ترضي "الإسرائيلي" أولاً وأخيراً.


والخوف الأممي في محله طالما أن هكذا معارضات تتهرب من حل مأساة بلدها تحت ذرائع واهية وغير حقيقية، كمن يريد الاختباء خلف إصبعه .. والمبعوث الأممي لم يخف أيضاً إطالة أمد العذاب السوري مع أنه وعد في كلمة ألقاها إلى السوريين قبيل مؤتمر جنيف أن تنتهي أزمة بلادهم وأن يعود الاستقرار إليها، وهو حلم يعرف صعوبة تحقيقه في ظل الاختراق الكبير للقوى المسلحة، وقبلها لتلك الدول التي لم تتوقف منذ بداية الأزمة من زيادة تورطها ودعمها حتى باتت الأرض السورية حقلاً ضخماً من السلاح الإرهابي الذي انتج هذه الصعوبة في إيجاد حل أو الوصول ولو متاخراً إليه.


إذاً  نحن أمام مراوحة، كل التسميات لمؤتمرات تبحث عن حلول لن يكون لها مكان إذا لم نذهب مباشرة إلى مكمن المشكلة وهم القوى الداعمة للمسلحين الإرهابيين وللمعارضات أيضاً.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=31208