وجهات نظر

الهدف.. وقف النزيف

أحمد ضوا


الثورة_الإعلام تايم

لاقى الموقف السوري بالمشاركة في الحوار السوري السوري في جنيف الذي أعلنته الأمم المتحدة أواخر الشهر الجاري بعض الانتقادات الشعبية ومن الأصدقاء تركز فحواها: لماذا نحاور من يمدون أيديهم لقتلة الشعب السوري مادام الكلام الفصل للميدان والجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات على التنظيمات الإرهابية بشكل يومي؟.

 

ومع ما يحمله هذا الطرح من حقائق لابد من القول: إن سورية دولة وحكومة تنطلق في تحديد مواقفها، ليس فقط من باب المكاسب المباشرة على الأرض وفي السياسة، بل هاجسها الأساس والدائم هو وقف نزيف دماء السوريين، حتى أولئك الذين انخرطوا في الأعمال المسلحة ضد المجتمع والدولة أو الذين تورطوا مع التنظيمات الإرهابية، فمنطق الدولة يقوم على حماية كل سوري وتطبيق القانون عليه بغض النظر عن الوقائع الميدانية أو السياسية.‏

 

إن عودة سريعة لشريط الحرب الإرهابية على سورية والتي بدأت فصولها منذ عام 2011 تبين أن الحكومة السورية تصرفت بشكل مسؤول وحضاري وقانوني وفق المعايير الدولية وقوانين الأمم المتحدة لتجنيب الوطن كل الشرور التي دُبرت له من قوى إقليمية ودولية معادية، ولم تبق سلطة في الدولة بما‏.

 

فيها السلطات السيادية والمؤسسات إلا استنفدت كل السبل من أجل منع دخول البلاد في الحالة التي وصلت إليها ولكن المؤامرة والحرب الإرهابية التي هدفت تدمير سورية وبنيتها التحتية واستهداف شعبها كانت كبيرة جداً وسُخّرت لها قدرات غير مسبوقة، ومع ذلك أخفقت الحرب في تحقيق أهدافها النهائية بفضل صمود سورية دولة وشعباً ومؤسسات، والتضحيات الكبيرة للجيش العربي السوري الذي سيخلده التاريخ في مواجهته لأعتى التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوى عالمية بالقيادة الأميركية.‏

 

وبنفس الفهم والمبدأ الذي تعاملت فيه القيادة السورية مع كل الوفود الدولية ومبعوثي الأمم المتحدة إلى سورية، وذهبت فيه أيضاً إلى مؤتمر جنيف /2/ وهو وقف نزيف الدماء السورية، يذهب وفد الجمهورية العربية السورية أواخر الشهر الجاري إلى الحوار السوري السوري في جنيف برعاية الأمم المتحدة وهدفه الرئيس والأول وقف النزيف فوراً والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.‏

 

إن المتابع للتسريبات الأممية حول الحوار السوري السوري المقرر في نهاية الشهر الجاري وفق الأمم المتحدة، يلحظ أنها ترد على بعض هواجس المنتقدين إذ توضح المعطيات أن هذا الحوار على الأقل حتى الآن سيجري بشكل غير مباشر بين المتحاورين، أي ما معناه: إن وفد الجمهورية العربية السورية لن يكون وجهاً لوجه مع قاتلي الشعب السوري أو ممن وضعوا أيديهم بأيدي قتلة هذا الشعب، وعملوا على استهدافه بشتى قذائف الحقد المغمسة بأموال النفط القذرة.‏

 

هذه التفاصيل التي تتسرب يومياً من الأمم المتحدة تشير بوضوح صريح إلى أن سورية دولة وحكومة تذهب فقط من أجل الشعب السوري، ووقف معاناته من الإرهاب، وفي الوقت ذاته تتصرف وفق قوانين الأمم المتحدة التي هي جزء منها ولا يهمها مَن الأطراف الأخرى لأنه في نهاية المطاف لن تفاوض /أشباحاً/ وإنما هي تتعامل مع منظمة دولية دعت إلى حوار سوري سوري تقول: إن هدفه إيجاد حل سياسي للأزمة بوقف نزيف الدماء السورية ويفسح المجال أمام السوريين لتحديد مستقبلهم بأنفسهم من دون تدخلات وإملاءات خارجية إقليمية أو دولية.‏

 

ومن يعُد إلى الوراء قليلاً إلى أيام جنيف 2، وكيف تصرف وفد الجمهورية العربية السورية لحماية سورية وسيادتها، وتركيزه على عدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى تحويله كل الأنظار إلى أولوية مكافحة الإرهاب لأنه من دون ذلك لا يمكن لأي حل سياسي إيجاد طريق النجاح يتأكد أن الوفد الذاهب إلى الحوار السوري السوري اليوم لن يكون تركيزه أقل مما سبقه بل عينه لن تحيد عن أي فرصة أو بارقة أمل تضع حداً لاستهداف الشعب السوري من قبل أعدائه وادواتهم الإرهابية وكل ذلك سيكون مؤطراً بالثوابت السورية التي باتت معروفة للقاصي والداني.‏

 

على طول هذه الحرب الإرهابية التي يخوضها الشعب السوري بكل قواه ومؤسساته دائماً كان المواطن وحمايته بوصلة الدولة وقد تكون حصلت نجاحات كبيرة هنا وإخفاقات في مكان آخر في معظمها يعود إلى اتساع وشراسة الحرب إلا أن ما وصلنا إليه اليوم والانجازات التي يحققها الجيش العربي السوري دليل مؤكد على صحة الخيارات وترتيب الاولويات التي اعتمدتها القيادة السورية للخروج بسورية من هذه الحرب منتصرة وعزيزة بالسيادة الكاملة على أراضيها ووحدة شعبها.‏
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=30870