تحقيقات وتقارير

على طاولة جنيف.. لا مكان لمجرمي الحرب


الاعلام تايم_ناريمان الجردي

مما لاشك فيه أن "مؤتمر الرياض" والجهات المنبثقة عنه "الهيئة العليا للمفاوضات"، ليس إلا فخاً لتبييض صفحة قوى إرهابية ارتكبت جرائم حرب بحق الشعب السوري.. هذا ما أكده الرئيس المشترك لما يسمى "مجلس سورية الديمقراطية" والأمين العام لتيار "قمح" هيثم مناع، الذي قال "لن نجلس مع مجموعات ارتكبت جرائم حرب وأعمالاً قذرة بحق الشعب السوري.. كما لا يمكن لطرف مسلح سوري يضم مقاتلين أجانب أن يشارك في المباحثات".

البعض في "مجموعة الرياض" يعتبر الديمقراطية شركاً وكفراً، وعلى هذا أقر معظم من يدعون أنفسهم معارضة ويمثلون الشعب السوري في أي مفاوضات، منهم من يؤيد ما طرح في الرياض ومنهم من رفض المكان قبل أن يعلن رفضه لما سيتم تداوله في الرياض. مناع عبر عن رأيه بقوله "نحن من رفض الذهاب إلى الرياض لأنه لم يكن مؤتمراً تمثيلياً ولم نستجد أحداً"،  وأضاف "تم حذف بعض الأسماء من (المعارضين) برغبة أطراف إقليمية.

هناك ثلاث مرجعيات لوفود "المعارضة" حسب القرار الدولي‘ هي موسكو والقاهرة والرياض. أي ان الرياض ليست المرجعية الوحيدة لان تسعى لتكون الاسماء التي طرحتها هي الاساس لأي وفد معارض. 
وفي ضوء ما تقدم.. وكعادتها حاولت السعودية استباق الأمر وشكلت لحفنة ممن امتلكت قرارهم من سياسيين وإرهابيين ما أسمته "الهيئة العليا للمفاوضات"، مع ان  مناوراتها تلك لم تقنع القوى الدولية ولم تخدع الحكومة السورية التي تستمر متمسكة بمبدأ "لا تفاوض مع إرهابي. 

ولم يكن هيثم مناع وتياره الوحيد الذي له كثير من المآخذ على "معارضة الرياض"، فرئيس ما يسمى تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين، كشف النقاب عن الفشل الذريع لما يسمى "الهيئة العليا للمفاوضات". وفي رسالة علنية أكد أن الهيئة غير مؤهلة لتحقيق أي تقدم، ولا تمثل كل السوريين ".

إقحام قادة التنظيمات الارهابية ضمن أسماء المفاوضين أثار غضب وحفيظة "أصحاب الغاية الواحدة" قبل غيرهم من دبلوماسيي الدول الراعية،  والجميع يعلم بأن الرياض تسعى لتقويض أي صلح من شأنه انهاء معاناة السوريين‘ فها هي ترد على تصريحات لافروف الذي اعتبر أن "جيش الاسلام" مكون إرهابي" بإشراك  قادة من الفصيل الارهابي المذكور ضمن المفاوضين. وبلغت بها الوقاحة لتسمية أحد مجرمي وسفاحي التنظيم بـ"كبير المفاوضين"، وهذا ما أثار حفيظة الحسين  الذي تساءل قائلاً: "ألم يكن من الأفضل عدم إعلان "تسمية (جيش الإسلام) ضمن وفد (المعارضة) وهي رد على موقف موسكو باعتبار "جيش الإسلام" تنظيما إرهابياً، شأنه شأن تنظيم "أحرار الشام". كما اعتبر أنه من غير المناسب أن تصدر عبارة  ان (المعارضة) غير مستعدة لتقديم أي نوع من التنازلات في المفاوضات المقبلة"، من ما يسمى "رئيس وفد المعارضة المفاوض".

وكان حسين تحدث قبل هذا عن دول تفرض أشخاصاً في الوفد، بينما لا يستطيع السوريون وحدهم فرض أشخاص بعينهم.
وتجدر الاشارة الى أن ما تسمى "معارضة الرياض"، أعلنت في وقت سابق، أن الضابط الفار من الخدمة الالزامية المدعو أسعد الزعبي سيرأس الوفد المفاوض وأن جورج صبرا سيكون نائباً له، كما ضم الوفد 17 شخصاً منها محمد مصطفى علوش المسؤول السياسي في "جيش الإسلام".

في النهاية لا مكان على طاولة التفاوض لمن امتهن القتل والإجرام وألف حياة الأوكار والظلمة ممارساً أبشع الأعمال الإرهابية، فلا تفاوض مع "إرهابي"، والمعارضة السورية الوطنية السلمية هي وحدها صاحبة الحق في الجلوس على طاولة الحوار السوري السوري.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=30786