العالم العربي

محلل روسي : السعوديون لا يفكرون الا بإنقاذ أنفسهم


أكد المحلل السياسي الروسي فلاديمير ألكسييف أن تفكير آل سعود يقتصر في الآونة الاخيرة على التفكير بإنقاذ أنفسهم دون أن يهتموا إطلاقاً بقضايا الاستقرار والأمن في منطقة الخليج، متعمدين تجاهل أول محاولة لإقامة منظومة أمنية في المنطقة تلك التي تقدمت بها سورية ومصر بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991.

وفي مقالة بعنوان "لماذا لا تريد السعودية الاستقرار والأمن في منطقة الخليج" نشرها على موقع "إيران رو" الالكتروني الروسي اليوم الاحد قال ألكسييف "إن السعودية تخاف على موقعها  بوصفها الحليف الاستراتيجي الرئيسي لأمريكا في المنطقة فعملت على حماية النظام الوهابي ".

وأشار المحلل الروسي إن الدعوة السعودية لاقامة اتحاد خليجي بدلاً لمصطح مجلس التعاون  الهدف منه تحقيق توحيد القدرات العسكرية لجميع دول مجلس التعاون الخليجي ضد إيران.

وأشار المحلل السياسي الروسي إلى أن الغرب في حربه على سورية بدلاً من أن يحصل على الليبراليين والديمقراطيين حصل على قاطعي الرؤوس وأكلة لحوم البشر والإرهابيين الذين سيعودون فيما بعد لحماية إخوتهم في أوروبا.

وأشار ألكسييف إلى أن إيران بالذات تقدمت عام 1974 لأول مرة بمبادرة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.

وكانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اتخذت القرار رقم 3263 للعام نفسه حول إقامة منطقة تخلو من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط ولكن إسرائيل انتهكت القرار بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من البلدان الأوروبية.

ولفت ألكسييف إلى أن موسكو بادرت عام 1981 لتقديم اقتراح لإقامة منظومة للأمن الجماعي في منطقة الخليج وفي 2007 كانت عبارة عن وثيقة تهدف إلى إيجاد حل للقضية على أساس توازن المصالح.

وأوضح المحلل السياسي الروسي أن المبادئ الأساسية لهذه المبادرة كانت تتجسد في تسوية حالات النزاع بوسائل سياسية دبلوماسية وعدم القيام بعمليات لحفظ السلام إلا بقرارات مناسبة من مجلس الأمن الدولي ومشاركة جميع البلدان في اتخاذ وتنفيذ القرارات وتمسك جميع الدول بالوثائق القانونية الدولية التي تنظم العلاقات في منطقة الخليج.

وأكد الروسي ألكسيف أن المبادرة الروسية حظيت بقبول دول الخليج وعرقلتها الولايات المتحدة للحفاظ على وجودها العسكري المهيمن في المنطقة حيث تملك قاعدة جوية حربية في قطر وقاعدة بحرية في البحرين والأسطول الأمريكي الخامس في مياه الخليج وقواعد للقوات البرية في الكويت وتستمر إضافة إلى ذلك في ضخ أسلحتها إلى السعودية وغيرها من بلدان مجلس التعاون الخليجي بموجب عقود تبلغ العديد من المليارات.

وتساءل المحلل الروسي لماذا يجري وضع كل هذه الحواجز إذا كانت المبادرة الروسية تضمن مصالح جميع بلدان الخليج بما فيها السعودية نفسها مشيرا إلى أن جواب هذا السؤال يكمن في أن الرياض لا تريد أن تكون متساوية مع الجميع في المنطقة بسبب غطرسات هذه الدولة الوهابية يضاف إلى ذلك شعورها بغيرة كبيرة من إيران والعراق اللتين تعتبران موضوعيا أكثر قوة وتطورا من جميع النواحي وتملكان نظامين جمهوريين.

وختم المحلل مقاله بالقول إنه لكل هذه الأسباب يؤجج حكام السعودية نيران العداوة في منطقة الخليج ويتقدمون بفكرة الحلف الحربي بمشاركة ضيقة فيه انطلاقا من مؤشرات القليل من ديمقراطية الأنظمة والكثير من التمييز بموجب المؤشر الإقليمي ولكن هل يرضي ذلك بقية بلدان مجلس التعاون الخليجي التي لا تريد أن تصبح رهينة للسياسة السعودية الرعناء خاصة أن هذه البلدان لا تحتاج إلى المجابهة بل إلى الاستقرار والأمن في المنطقة من أجل ضمان تطورها.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=3078