تحقيقات وتقارير

أساليب لإتمام النصيب في المذاكرة


الإعلام تايم - خيرية أحمد


"أنا مستعد، أنا فاشل، من الصعب علّي فهم المقرر، أنا واثق بأنني سأحصل على أعلى علامة" عبارات إيجابية وسلبية يرددها الطالب خلال المذاكرات، التي تؤثر على مجرى حياته، وذلك لأن المذاكرة هي الوسيلة التي توصله إلى هدفه، وتؤمن له مستقبله، وتزيد من مخزونه المعرفي.


المذاكرة كلمة قريبة المدى في أدائها وبعيدة المدى في أهدافها، فما بين مستعد ومتردد، ومتحدّ ومستسلم، ومحب ومبغض، ومستسهل ومستصعب، تندرج العديد من الأجواء التي تخيم على الطالب وأسرته ومجاله التعليمي، ومن هذه الأجواء عدم معرفة الطالب كيف يتعلم، وماهي الأساليب التي يجب أن يتبعها خلال هذه الفترة، والصعوبات التي تواجهها الأسرة مع أبنائها.


واستشهاداً بمقولة "من جّد وجد ومن سار على الدرب وصل" هناك استراتيجيات وأساليب متنوعة يفضل اتباعها من أجل التحضير للمذاكرة والوصول إلى الأهداف المرجوة، منها:


أن يمتلك الطالب الاستعداد لأن يتعلم كيف يتعلم، وذلك بوضع أهداف يسعى إلى تحقيقها، تتجلى في أن يعرف الطالب متى سيبدأ بالتحضير للمقرر، وما الهدف من دراسته، وكم من الوقت يحتاج، و ما هي أفضل الطرائق التي تناسب هذا المقرر.


وعلى اعتبار أن إدارة الوقت رأس مال الفرد، فلا بد من التخطيط الأمثل للمذاكرة، وذلك بوضع جدول زمني يناسب طبيعة المقرر بما فيه من الكم والنوع، ويناسب قدرات وإمكانات الطالب، فهناك طلبة يفضلون الفترات الصباحية للدراسة، كونها فترة صفاء عقلي، وآخرون يفضلون الفترات المسائية لأنهم يستصعبون الاستيقاظ باكراً، بالإضافة إلى أن هناك بعض المواد تتطلب دراستها في فترة محددة، وهذه ترجع إلى الفروق الفردية بين الأشخاص، وفيما يخص ساعات الدراسة اثناء فترة المذاكرات فما بين 8 – 10 ساعات تكون كافية، وطبعاً هذه الفترات تختلف من طالب لآخر تبعاً لقدرات وإمكانات كل طالب المختلفة عن الآخر، وعن فترات الاستراحة أثناء الدراسة فهناك دراسات أكدت انه يجب على الطلبة أخذ 10 دقائق استراحة كل 50 أو 60 دقيقة من الدراسة.


وعن كيفية التعامل مع المقرر، فيفضل أن يأخذ الطالب نظرة عامة على المقرر ليتعرف إلى محتوياته بما فيه من فصول أو وحدات، وبعدها يبدأ بقراءة كل فصل على حدا لأن القراءة هي العملية المحورية في عملية التعلم، ففي المرة الأولى تكون قراءة سريعة، ثم تأتي القراءة المركزة بهدف فهم المادة المقروءة وتلخيصها وترتيبها بعيداً عن الحفظ الصم، وذلك بتدوين الملاحظات وبعض الأفكار الأساسية في الفقرة، وهنا يمكن استخدام استراتيجية الكلمات الجوهرية بوضع دائرة حول الكلمات التي لا يمكن الاستغناء عنها ابداً فالتغاضي عن أي كلمة فيها قد يؤدي إلى عدم فهم المعنى المراد من المعلومة، كما يمكن أيضاً استخدام الخرائط المفاهيمية التي افترضها العالم "أوزبل" كالرسوم التخطيطية والرموز والأشكال الهرمية كالشجرة والسلاسل وغيرها، ولهذه الاستراتيجية أهمية حيث أن 80% من تركيز الإنسان بصري، بالإضافة إلى إمكانية استخدام استراتيجية الكلمات المفتاحية وهي إقامة روابط بين كلمات جديدة وكلمات مألوفة تبدو متشابهة، وتفيد هذه في حفظ الكلمات الأجنبية أو حفظ اسماء العلماء والأدوية، ويمكن استخدام الربط الهزلي وذلك بربط الموقف بموقف هزلي ضاحك، وأيضاً الربط بالأماكن المألوفة.


ومع الاستراتيجيات السابقة لا بد من اتباع الطالب للتقويم لما تعلمه، والرجوع إلى الأساتذة في المعلومات الغامضة غير المفهومة، وجميع هذه الأساليب يجب أن تكون مرتبطة بالمكان المناسب للدراسة البعيد عن الضوضاء والتلفزيون والهاتف والإضاءة الجيدة، والعناية بالأطعمة والمشروبات والتركيز على الشوكولا والموز والمكسرات والبروتينات، والمشروبات الطبيعية بما فيها الماء واكليل الجبل والزهورات، والابتعاد عن تناول المنبهات بكثرة كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة والتدخين والحبوب المنبهة وغيرها، والنوم الكافي خصوصاً عند الإحساس بالتعب وقبل تقديم المذاكرة.


وعلى اعتبار أن الإنسان اجتماعي وعاطفي بطبعه، وقد يتعرض إلى الضغوط نوعاً ما في فترة المذاكرات، بالإضافة إلى أنه قد يكون لديه مشاكل شخصية، فهو بحاجة إلى الدعم والمساندة والتشجيع والتحفيز والتعزيز سواء كان ذلك من أسرته أو من رفاقه أو أصدقائه، كما أنه بحاجة إلى تفهم طبيعة هذه الفترة وعدم التشدد والتقيد القاتل الذي يؤدي إلى نتائج عكسية على الطالب.


وفي يوم تقديم المذاكرة يحبذ أن يبدأ الطالب يومه بروح التفاؤل والثقة بقدراته وبما قام به من تحضير، والتخفيف قدر الإمكان من التوتر والخوف، ويفضل ألا يراجع الطالب المقرر قبل ساعة من تقديمها لكي لا يحدث تداخل للمعلومات، ويجب البدء بقراءة السؤال بكل تفاصيله، ثم كتابة المعلومات التي يعرفها، وعدم الإصرار والالحاح على استراجاع المعلومة لأن ذلك يؤدي إلى نسيانها، إنما ينبغي الانتقال إلى سؤال آخر، فيتم استرجاعها بشكل تلقائي، ويجب التأكد من حل جميع الأسئلة وذكر أمثلة من الواقع.


فمع كلمة مذاكرة التي تتردد على أفواه الشبكات الاجتماعية بما فيها الأساتذة والأهل والزملاء والأصدقاء، الكثير والكثير من الأجواء والمواقف والمسؤولية التي تفرض نفسها على الطالب، وهذا ما تؤكده مقولة "لكل مجتهد نصيب" فباجتهاد وعزيمة وإرادة وإيمان الطالب يستطيع تجاوز هذه الفترة بكل نجاح وتألق، ويسهم في بناء وطنه ومجتمعه وذاته في المجالات كافة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=30508