تحقيقات وتقارير

تخبط آل سعود يمتد إلى مضايا..


الإعلام تايم - ربى شلهوب


يبدو أن الأزمة التي يتخبط بها نظام آل سعود إن على الصعيد الخارجي من حربه الخاسرة على اليمن وخسارته في العراق والخسارة الكبرى الآن في سورية التي تلاحقه من فيينا إلى جنيف وموسكو ونيويورك، أو الخسارة الداخلية بعد العجز الذي قدمته حكومته للعام 2016 وهبوط أسعار النفط وصرفها الأموال الطائلة من الاحتياط النقدي، وبعد إعدام رجل الدين السعودي المعارض الشيخ نمر النمر وغيرها..كان لا بد من نظام آل سعود ان يوجه الأنظار إلى"قضية إنسانية مجاعة مضايا" للهروب من خسائره، فتتحول أنظار المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي إلى مشكلة إنسانية.

 


وفي الوقت المناسب تحركت بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة معروفة بتوجهها ودورها في صب الزيت على النار لتأجيج أتون الحرب و إشعال أي محاولة لوئد نارها، فما كان منها إلا بث صور طابعها إنساني على أنها من بلدة مضايا وأهلها المحاصرين كما تدعي هذه القنوات من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه، والتي تسعى لتشويه صورته من خلال حملتها المبرمجة.

 


لكن ان احكمنا العقل و تابعنا مجرى الأمور بحسب معطيات الواقع فالمسؤول الأول والأخير عن ما يجري في البلدة هو الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها ولداعمي تلك المجموعات من جهات خارجية.

 


فالمتابع للحرب وتطورتها في سورية يعلم بان هناك بلدات سورية أخرى محاصرة منذ سنوات من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة مثل كفريا والفوعة في ريف إدلب ونبل والزهراء في ريف حلب ودير الزور ومناطق أخرى حيث يقتل فيها الأطفال الرضع بسبب النقص بالحليب والمواد الأولية وانتشار الأمراض بسبب انعدام وجود المواد الطبية، ناهيك عن كل التجاوزات لحقوق الإنسان و سلب حريته الدينية والعقائدية فالمجرد أنك تخالف فكرهم فأنت بحكم المقتول بتهمة التكفير، إضافة إلى آلاف المفقودين.

 


لنستذكر يوم 18 تشرين الثاني من العام الماضي،في هذا اليوم تم إدخال عشرات الشاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية إلى مضايا وسرغايا وبقين والتي تكفي لعدة أشهر تزامنا مع إدخال نفس الكمية إلى كفريا والفوعة.

 


وهذا ما اكده المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي بول كرزيسياك في تصريح له قائلاً "إنه لا يمكن أن نثق بالصور التي تظهر بالإعلام لأننا وزعنا مساعدات غذائية في مضايا وكفريا والفوعه بنفس التاريخ يوم توقيع الاتفاق في الزبداني ..والمساعدات تكفي لشهرين" ، ويقول بول "ليس هناك أي دليل لدينا على ان احدا قد توفي جراء الجوع" كلام السيد بول يعني أن هناك احتمالين الأول أننا أمام كذب إعلامي ...والثاني سرقة للمساعدات من قبل المسلحين وفعلاً هناك جوعى في مضايا، فعدد المسلحين أكثر من 600 مسلح يتوزعون 60 في المئة من ما يسمى "حركة أحرار الشام" الإرهابي و 30 في المئة من "جبهة النصرة" و10 في المئة من ما يسمى "الجيش الحر" الإرهابي،هذه الجماعات تتخذ من السكان الذين لا يتجاوز عددهم 23 ألف نسمة كدروع بشرية وورقة سياسية يستغلونها في حملتهم الإعلامية الكاذبة مثيلة بسابقاتها في مناطق أخرى، فلا يوجد حتى الآن حالات وفاة كما تدعي وسائل الإعلام وبعض الجهات التابعة للمسلحين الذين يتحملون ما يجري في مضايا فقادة هذه الجماعات تتحكم بالمساعدات الغذائية التي توزع وتوضع في مستودعات تابعة لهم في وسط البلدة ويتم ابتزاز السكان فيها وبيعها للمدنيين لمن يستطيع شراءها.

 

 

وبحسب اتفاق "الزبداني كفريا والفوعة" أعلنت الامم المتحدة يوم الجمعة 8 كانون الثاني عن بدء دخول قوافل المساعدات الإنسانية وسط ترحيب بموافقة الحكومة السوربة بشأن إيصال المساعدات بعدما تم تنفيذ بند إخراج جرحى المسلحين من البلدة .

 


في النهاية علينا التعاطف مع كل جائع ومع كل الحالات الإنسانية بأي مكان في العالم، لكن علينا أن نحكم العقل ونستند إلى الوقائع فهذه الحملات تقوم باستغلال المدنيين كورقة سياسية خاسرة وباتت معروفة الأهداف ومن يقف خلفها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=30272