وجهات نظر

باختصار: مؤامرة على الإسلام

زهير ماجد


الإعلام تايم - مقالات و آراء

 

كلما قلبت محطات الفتنة الإسلامية، واستمعت إلى الخطب السيئة المليئة بقاذورات التحريض المذهبي، أزيد من تحليلي بأن المشكلة ليست في تلك المحطات وإنما عند زعماء الفتنة والتحريض المذهبي والطائفي.


هؤلاء هم صناعها ومن يدعم ويقف وراء كل كلمة، وعندما يتم اختيار القوالين فيها أو الذين يلبسون ثياب رجال الدين، فإنما يتفقون معهم على روح المحطة وعلى الخطابات، ولا بد بالتالي من الاعتراف، إن جل هؤلاء الذين يلقون خطب التحريض في المحطة إنما هم خريجو أجهزة الاستخبارات العالمية في كل أشكالها سواء كانت أميركية أو "إسرائيلية" أو حتى عربية.


المسلمون إذن في أسوأ أيامهم، لأن بعضهم قرر أن يضعهم ضمن مخاطر التفتيت والتقسيم، بل ضمن صراع يراد له أن يتخذ قتالاً وليس مجرد منابر، وهؤلاء يريدون من وراء ذلك إلى  دعم قوى الإرهاب من تكفيريين وغيرهم من أجل دور بات معروفاً وهو الوقوف بوجه محور المقاومة والممانعة من جهة، وحماية "إسرائيل" من جهة أخرى كي تظل هي أبرز الداعمين فكرياً.


إذا سلمنا بهذا الرأي، وهو الأكثر صواباً، بل بهذا التحليل الذي يستند إلى معلومات موثقة، فنحن نقر أن خدمة "إسرائيل" يتكاثرون، ومن يعمل على حمايتها هم هؤلاء الذين يعملون على ضرب الوحدة الإسلامية .. هذه الوحدة التي تتعرض اليوم لأكبر مؤامرة في تاريخها، تحولت إلى هدف ثمين ، فمن خلالها يجري تخريب مفاهيم وأفكار وتشويه صور وحقائق، ومن خلالها يصل بخطيب تلك المحطات إلى تسفيه الواقع الإسلامي بأسلوب قد يصل بصاحبه إلى أدنى العبارات التي لايمكن قبولها من على منبر إسلامي.


ليس هو الإسلام الذي نعرفه والذي تعرفنا على حضارته الذهبية والثمينة، فمن خلال أكثر من خمسين محطة بكل أسف، تقوم عمليات التهجم على مذاهب وطوائف، حتى ليمكن القول، إن تلك المحطات وإن كانت لاتدعي أنها مرتبطة بالتنظيمات التكفيرية، إلا أنها تنطق باسمها، فليس غيرها مايخدم تلك التنظيمات وما يمهد لها السبل لأن تزيد من حضورها ومن أعداد المنتسبين لها.


هي إذن أوسع من كل مفهوم، أنها مؤامرة على الإسلام من خلال مدعي الإسلام، وعلى المسلمين من خلال منتحلي صفته وهم في الأصل وإن كانوا يلبسون العمامة والجبة، إلا أن أفاعي تحت عمتهم وجبتهم، إضافة إلى الشر الذي يتطاير من أفواههم عبر كلمات تصل أحياناً إلى مستوى البذاءة.


أعرف أن هناك نصاً في إدارة الأقمار الصناعية من عربسات وغيرها يقول بإيقاف أي بث لأية قناة تلفزيونية إذا اشتم أنها تسيء إلى الإسلام أو تقوم بالتحريض على مسلمين أو تلعب دور مشاغب مذهبي وطائفي .. فلماذا يتم إقفال محطات لاذنب لها سوى أن وراءه سبب سياسي، فيما تتمادى محطات التخريب على الإسلام والمسلمين بل محطات الخطر على الإسلام والمسلمين في غايات معروفة وواضحة ولا أحد يتصدى لها أو يمنعها بالإقفال.


أعرف أن اللعبة تتجاوز من هم وراء تلك الأقمار الصناعية التي هي تحمل أسماء عربية لكنها ليست عربية ولن تكون لاصناعة ولا شكلاً ولا مضموناً، وأعرف أنها لاتملك قراراً سوى الانصياع لمن يرتب تلك التوجهات لأنه من يعرف كيف يديرها والغايات التي يرتبها لها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=30146