تحقيقات وتقارير

إعدام النمر.. بداية النهاية لـ"آل سعود"


سيدرا علي _الإعلام تايم

عشرات المحكومين بالإعدام، جاءت أسماؤهم في بيان داخلية آل سعود، بينهم الشيخ نمر باقر النمر، والتهمة المعلبة جاهزة قبل إقرار الحكم أو تنفيذه أو حتى قبل اعتقاله في وقت سابق من العام 2012، الخروج على طاعة ولي الامر، الامر الذي أجازته سلطات "آل سعود" في كل بقاع الارض إلا في أرض الحجاز.

إعدام الشيخ النمر، الذي يأتي في سياق نظرية الانتقام من العائلة التي تبنت حراكا سلميا للمطالبة بحقوق الشعب السعودي المضطهد، بالانفتاح على العالم الخارجي والتخلص من الفتاوى المخجلة المقززة والعادات الجاهلية وحرية التعبير والتجمع السلمي ومساواة المرأة، والتعددية الحزبية والتوزيع العادل للثروة وتداول السلطة وحق الانتخاب وغيرها".

كعادتها السعودية، تستل سيف القصاص المقنع بالحدود الاسلامية وتقطع رأس كل قادة الرأي المطالبين بالإصلاحات والحقوق، لكن هذه المرة لن تمر فعلتها مرور الكرام، بدون رد حاسم، فـ"عاصفة حزمها" في اليمن سترتد عليها وتقتلع خيام مشايخها وحكامها، الذين اشتروا ضمير الانسانية والقانون الدولي وتربعوا على عرش مجلس حقوق الانسان، معتبرين أن ذلك سيحمي سيوفهم التي سلطوها على رقاب الناس.

وأول الغيث قطرة، فقد تصدر وسما «#العواميه_تنتفض» و«#قصاص_نمر_النمر» قائمة أعلى الوسوم تداولاً في السعودية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، و"سيكون بعد الجريمة النكراء نهار آل سعود ليل مظلم"..
طهران، وعلى لسان رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي علاء الدين بروجردي قالت إن "جريمة إعدام النمر سيكون لها تداعيات جسيمة جدا على آل سعود."، فيما قال المتحدث باسم خارجيتها إن الرياض ستدفع ثمناً باهظاً لهذا الاجراء الذي أقدمت عليه، كما دعت منظمة التعاون الإسلامية باتخاذ موقف تجاه "جريمة إعدام" النمر.

إعدام للعقل والاعتدال والحوار، وخطأ فادح، بهذه الكلمات وصف "المجلس الإسلامي الأعلى" في لبنان، تنفيذ حكم الإعدام في الشيخ النمر، فيما اعتبره الائتلاف الحاكم في العراق بأنه سعي لـ"إذكاء الفتنة بين الطوائف الاسلامية وإشعال المنطقة".

المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أعربت عن قلقها في وقت سابق، جراء المتاعب الصحية التي يعانيها معتقل الرأي السعودي الشيخ النمر، مؤكدة أنه "سجين رأي، نتيجة لدفاعه عن حقوق المواطنين ومطالبته بإصلاحات سياسية".

السعودية التي أعدمت قادة الرأي والحراك السلمي على أراضيها، أصدرت في وقت سابق عفواًعن إرهابيين منتمين إلى تنظيم "داعش" و"القاعدة"، فهي على مدار 5 أعوام، أي العمر الفعلي للأزمة السورية، لم تبخل سلطاتها السياسية والدينية بإرسال كل أنجاس الارض للقتال في سورية، حيث دعمتهم مادياً وسياسياً، وأعطتهم الغطاء الشرعي والسياسي، لتدمير المنطقة العربية بأسرها، خدمة للكيان الصهيوني.

وكان موقع "انتي وور" الأميركي كشف في وقت سابق، مذكرة مسربة من داخلية آل سعود تقول إن"1239 سجيناً محكوماً عليهم بالإعدام بحد السيف بسبب ارتكابهم جرائم خطيرة مختلفة منحوا عفواً كاملاً فضلاً عن رواتب لأسرهم، مقابل انضمامهم إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية لقتال الجيش العربي السوري.

المحكومون بالإعدام "تبنوا أفكارا متشددة!! و "إثارة الفتنة" في البلاد!، و"شرهم لا ينقطع إلا بقتلهم".، دعاة الفتنة، "الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها" ؛ يشيعون الفوضى وإسقاط الدولة".، اتهامات جاهزة في غرف الظلام الجاهلي السعودي، أليست هذه الاتهامات هي سياسة آل سعود التي عبأت بها أفكار الارهابيين في كل بقاع الارض عبر مراكز الاديان المنشرة في كل عواصم العالم، وراح ضحيتها مئات آلاف البشر، فالوهابية التي لا يحتاج أحد دليلاً على إرهابها، وتطرفها، أليست هي الفكر الذي يؤمن به حكام ودعاة ومشايخ آل سعود، ويدافعون عنه ويسعون لنشره.

الحكومة السعودية وفي الوقت الذي تدعم فيه التيارات الارهابية والمتطرفة التكفيرية تتحدث مع منتقديها في الداخل بلغة الاعدام والقمع، والأدلة واضحة، فهل يبقى ضمير الانسانية نائماً أمام ممالك البترودلاور، يحاكمون الشعوب والدول الفقيرة وفق وهابية صنفتها الامم المتحدة على قوائم الارهاب من خلال تنظيمات إرهابية اتخذتها منهجاً وتشريعاً كـ"داعش" و "النصرة". 

الشيخ النمر شخصية دينية وسياسية سعودية، عرف بحراكه السلمي المشفوع بالمنطق والايمان والدفاع عن المظلومين والمحرومين، وقد دفع اليوم ضريبة معارضته ومجاهرته وانتقاده للحكم السعودي، فهل ستمر فعلة السعودية دون عقاب؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=29995