وجهات نظر

باختصار : في وداع "داعش"

زهير ماجد


الاعلام تايم_الوطن العمانية

اقتربت معركة الموصل، صار على ذاك التنظيم الارهابي الذي روع العراق والمنطقة والعالم يوم خطف أربعين بالمائة من العراق ثم تمدد ليصل الى تخوم بغداد، أن يسلم بالهزيمة الكبرى، فبعد تحرير الرمادي وامرلي وبيجي وديالى وغيرها، ظلت الموصل على حنان الانتظار، وإن لم تكن بعيدة عن القلب فقد ارتقت إلى أن تصبح الهاجس الوطني الذي لابد من تحريره مهما طال الوقت.
ألف تحية للجيش العراقي وللحشد الشعبي، وهم يواصلون من أجل العراق إغلاق ملف هو الأصعب في تاريخه، ولا يوازيه سوى الاحتلال الاميركي .. احتلالان متشابهان لأرض طاهرة لها قدسية التاريخ الذي جعل منها عنوانا في محطته. وكل التحية لهذا الجيش والحشد اللذين يعلنان دون إعلان أن الموصل قادم وعائد ومن باب العناد الوطني لن تترك حبة رمل واحدة وشجرة نخيل وارفة، فكما كان مساحة ومعنى سيعود.
على البغدادي أن يهيء البديل امام خسائره بالجملة، فلن يبقى له لا الهواء ولا الماء ولا تلال سنجار أو جباله، ولن يحلم بعد اليوم كما حلم بالسابق أن يتقدم ليقضم بغداد وما حولها ويكون له الجنوب مرتعا. إنها أضغاث أحلام وقد سقطت وتلاشت، وعليه أن يهيء خطبة وداع لوجوده وتاريخه الطاريء هو ومن معه .. ذبحوا ما فيه الكفاية، حاولوا تغيير نظام حياة ومفاهيم وأفكار لكن الثوابت تنتصر دائما.
ولأن الموصل غدا، فعليه أن يتأمل معارك الرقة القادمة وكل الجيوب التي ستبقى له، إنه موعد الأفول، انها النهاية المرتقبة، إنه يوم ترك السلاح والتسليم بالانتصارات المتتالية. ظن البغدادي ومن معه أن المدى مفتوح لهم، وليس هنالك ما يمنع من تحقيق الخارطة الكاذبة التي تطال المنطقة والعالم .. ليس جديدا أن يمر على منطقتنا مثل هذا الوباء، فقد جاءنا البرابرة من كل صنف وشكل، لكنهم جميعا رحلوا، حتى أن بصماتهم انخلعت من وجدان المنطقة، ورائحتهم النتنة لم يبق لها ريح. هذا العالم المجنون الذي يعتبر مكاسبه الطارئة ثوابت دائمة، ظن قبله عديدون لكن خلايا الأوطان أعرق من أي تاريخ ذباحي طاريء.
على العالم أن يؤازر العراقيين، للخلاص، فاذا تحرر العراق وهو كذلك لن يبقى لهذا الارهاب ما يعتصم به من أرض ومن مكان سوى أن يطير مع الهواء أن يتحول إلى ذرات ثم أن يختفي. فكفى ما انتجه من مشاهد مروعة أخافت عالما بأسره ، وبات حتى الصغار يحسبون ألف حساب لمشروع حياتهم في مقبل الأيام.
انتكاسات "داعش" بالجملة، سواء في العراق أو في سورية وغدا سيفتح ملفه في ليبيا، اذ لابد من انقراضه في كل أرض، يكفيه عدد الشهور التي زرع فيها أكبر قلق في تاريخ المنطقة وروع العالم وفتح عليه باب إجرامه فكان عليه أن يدفع الثمن وها قد جاء الموعد. لابد من الرحيل، وقد دقت ساعته، هكذا يكتب العراقيون بدماء جيشهم وحشدهم وكل قوى عسكرية أخرى شاركت "وكما قال رئيس وزراءالعراق العبادي بان النهاية لـ "داعش" ستكون العام المقبل وهو تحديد سليم أمام التطورات الميدانية التي نعتقد أنه أيضا موعد سوري وليبي وغيره من الأمكنة المشتاقة إلى زمانها وحريتها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=29917