وجهات نظر

باختصار : المصالحات المنتظرة

زهير ماجد


الوطن العًمانية - الإعلام تايم

 

تقول معلومات وزارة المصالحة في سورية إن ملفات عدة يشتغل عليها تنبيء بقرب حصول مصالحات في أكثر من مكان في سورية .. العودة إلى حضن الوطن الطيب باتت رائجة بعدما اكتشف من شذوا أنه غرر بهم، ووعدوا بطيب الأيام، فإذا بها أكذوبات من العيار الرخيص، وأن من وعدوا كانوا المتآمرين على بلادهم وعلى دولتهم وعلى جيشهم وشعبهم وآمالهم في العيش الكريم، وعود أراد أصحابها تصفية حساب الأكثر، وهو مثال النكايات، بل هو قمة تحقيقهم لشعار "إسرائيل" أولاً وأساساً.


سيعود أكثر السوريين إلى السلام الذي كان والأمن الذي ليس من بعده والاستقرار الذي لم يكن له شبيه في دول الأمس واليوم .. يعودون إلى الدفء الوطني الذي خلاصته حنان البلد على أبنائه، إذ ليس هناك أجمل من عيش كريم كان يتغزل فيه كل من زار سورية، وكان كل سوري محسوداً من أبناء المنطقة على ترف عيشه وهناءة حياته ورخص أسعاره وكل ما يحتاجه المرء في يومياته.


أبسط استفتاء يمكن إجراؤه لدى السوريين في أي مكان سوف يعطينا الأجوبة الخارجة من قلب محب لوطنه، ويكاد يكون متفقا عليه، بأن الجميع يريد سورية كما كانت، ويريدها بكل حالاتها .. لكن ليس من بلد يحترق بهذه الطريقة يعود إلى سابق عهده، ومع ذلك ثمة من يصر على أن سورية ما أن تنتهي أزمتها حتى نراها في كامل عافيتها وعلى ذات الطريق التي سلكته منذ ما قبل الكارثة.


فلابد من سورية مهما طال الزمن ووقت الأزمة، اشتاق الجميع إليها، من صمدوا فيها، ومن نزحوا عن قراهم وريفهم ومدنهم أو من خرجوا منها إلى العالم الآخر أكان عربياً أم غربياً، الكل يشكو البعاد والشوق إلى ما كان .. وكلهم يعرفون سحر الذي كان، بل سمعت حوارات عن سورية الأمس من عديدين يرددون وجع الخروج من الجنة التي كانت كما سموها.


اكتشف كل سوري نقيض ما كان يعيشه في بلاده قبل الأزمة في كل مكان رحل إليه، العالم كله سواء كان قريباً أو بعيداً جاف القلب ليس له مشاعر التربة التي انشأت وربت وكبرت وصنعت الرجل والمرأة وهما يكافحان على أرض كلها خير وبركة، كما اكتشف كل سوري صدق النظرية التي تقول إن من لاخير فيه لوطنه لا خير فيه لعالمه الشخصي والعام.


لاشك أنه موسم التأوهات من قبل كل سوري يعيش انتظار جلاء العاصفة التي تضرب وطنه  احساس صريح ممزوج بالألم على كل دقيقة مرت في سورية وعلى كل التفاتة باتجاه مشهد جميل كان يجب أن يعلق بالبال،  فليس هنالك أحلى من سورية إلا سورية، وليس أغلى منها إلا هي بكل حلوها ومرها، برائحة البزورية  العابقة ليل نهار، بسوق الهال، وسوق الحميدية، وكل تراث واقف يحكي قصة أبنائه الذي اشتاقوه وعلمتهم الغربة معنى الالتصاق الوطني.


سورية على الطريق الصحيح والسليم باتجاه العودة إلى تراثها الحي ، سواء في مصالحاتها، أم في غربة أبنائها عنها .. مرحلة ستعبر ، لكن أكبر مؤامرة في تاريخها ستسقط وهي تسقط إلى غير رجعة، ولن ينجح من ظن أنه سيجني ما خطط له من تدمير وتخريب وقتل للوصول إلى أهدافه الدنيئة.


استفاق السوريون جميعاً وتلك مرحلة العودة إلى الجذور وما أحلاها من نعيم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=29865