وجهات نظر

بشهاب ثاقب.. رأس الشيطان في خبر كان

طارق ابراهيم


طارق ابراهيم_الاعلام تايم

أخيراً وليس آخراً.. انتهى عهد السفاح.. "اللهم لا شماتة".. لا شماتة في الموت ولكن بكل سعادة تلقى السوريون وخاصة الدمشقيون، خبر مقتل السفاح زهران علوش قائد ما يسمى "جيش الاسلام" الذي ينتشر إرهابيوه في الغوطة الشرقية ومقرهم الرئيسي مدينة دوما.

 

أطفال المدارس وعشاق الحدائق وعمالها وشوارع دمشق التي لطالما أبكاها دماً عميل الوهابية في الغوطة الشرقية، لن تنسى هذا التاريخ، إنه يوم الانتقام لدماء أطفالهم ولحمامات الاموي ولعجائز أحياء دمشق القديمة الذين حرموا الامسيات الصيفية على شرفات منازلهم، كما حرموا تعليق أكياس المونة عليها لأنها أصبحت هدف علوش وأعوانه.  

 

مواقعنا وصفحاتنا لم تتشرف قبل موتك في إعطائك قيمة وأهمية، لتفعلها بعد اصطيادك، لكن نود أن نلفت انتباهك وانتباه خليفتك، ليعتبروا إن كانوا من "أولي الابصار" أو "أولي الالباب" لكن هيهات هيهات.. ألم تعلم أن كل من حاول انتهاك حرمة دمشق جاءه الجزاء الاوفى.. فقبل جيشك جاء المغول وجاء الانكشاريون فسقط هولاكو وسقط السلطان على أبوابها.. من المؤكد أنك لم تقرأ تاريخ جلق الشام .. وهابيتك أعمت بصرك فصورتك الفاتح وصورت دمشق لك كأي امرأة من السهل أن تستبيح عذريتها.

 

أيها الابله.. ليس من عادة دمشق أن تشمت ولكن لها أن تفرح بنهايتك المتوقعة.. وكل من يحذو حذوك .. لقد أبكيت شوارعها ومآذنها وكنائسها وعشاقها .. ألم يكفي بأنك كنت تشرب دماء أطفالها كل صباح، وقتلت ياسمينها وحولت رائحته العطرة الى رائحة الدم والموت.

 

ألا تدري بأن كل الشياطين التي حاولت تدنيس شرف شامنا رماها الله بشهاب ثاقب.. وها قد أتاك نصيبك لأن الشام لم تعد تحتمل غيّك وهي تمهل ولا تهمل، شهاب ثقب أدق تفاصيل سريّتك..
لن ندخل في تفاصيل الضربة وندري أن العملية جاءت شامية بأدق تفاصيلها، تنتقم لمن سقطوا بقذائف حقدك .. يكفيك ذلاً أن أبناء جلدتك في الغوطة هم من وشوا بك كيف لا وهم يرفضون إسلامك وسنتك، ويخرجون ليل نهار مطالبين عودتهم لحضن أمهم الذي أشعلته بنيران وهابيتك، ولتعلموا يا أنجاس الارض أننا ننقل لكم خبر زغاريد عائلات دوما، التي خرجت تاركة خلفها أبناء في "غوانتنامو توبتكم".
"سجن توبتكم" الذي لم يدخله فقط ممن تسمونهم أسرى وتخالفون فيهم كل الشرائع السماوية والانسانية والاخلاقية، ففيه يرقد كل من رفض أن يكون في جيش الوهابية الذي ثكّل الامهات ورمّلها ويتّم الاطفال وسرقهم من أحضان الشام وجنّدهم بعد تعبئتهم بالفكر المتطرف ليكون هدفهم قتل أمهم..

 

آن الآوان لغوطتنا الغناء أن تثمر مشمشا ولوزا وجوزا وأطفالا، فبعدما كانت تشرب وتأكل من خيرات فاكهتها التي لم يخلق الله مثيلاً لها في الارض، أسقيتها بول البعير الذي جئت به من ممالك الخليج وقتلت أهلها بـ"الكورونا"..

 

كل ما سبق ذكره ليس غريبا على وريث عائلة تبنت الوهابية منذ نعومة أظفارها فأبوه عبد الله علوش، كان أحد أهم قيادات التيار الوهابي في الإخوان المسلمين في سورية.
أمّا علوش الابن فبعد تخرجه من كلية الشريعة في جامعة دمشق، سافر إلى حيث درس على يد كبار شيوخ الوهابية في السعودية، مثل عبد العزيز بن باز مفتي السعودية السابق وعبد الله بن عبد العزيز العقيل (رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى في السعودية).

 

المقاولات التي عمل بها بعد عودته الى سورية، بتمويل من شريك سعودي. كانت غطاء لعمل سري لصالح الإخوان والاستخبارات السعودية، حيث قام بحشد من تمكن من التأثير عليهم من شباب دوما أولاً، ثم الغوطة لاحقاً، تحت إطار الدعوة إلى الوهابية دينياً.

 

العين الساهرة على حماية دمشق الوسطية والاعتدال والسلام والمحبة كانت لعلوش وعصابته بالمرصاد، فكان اعتقاله في 2010، بعد ثبوت إدانته في التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية، إلا أن وكعادتها دمشق تعفو عمن أساء لها وتعطي الفرصة لفلذات كبدها -إن كانوا كذلك-  كي يراجعوا حساباتهم ويعودوا الى رشدهم، ففي  حزيران ٢٠١١، شمله العفو الرئاسي الذي صدر آنذاك فخرج من سجنه.

 

علوش، الذي بدا واضحاً أنه شرب بول البعير حتى الثمالة وتشبّع بأفكار آل سعود حتى الهذيان، تأكدت الشام أنه تقيأ كل ما رضعه من ثدييها، وحقق مقولة الشاعر المتنبي" إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئــــيمَ تمّردا".. جاءه القصاص العادل، وحق عليه العقاب. 
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=29784