حوارات ولقاءات

قنديل: من سورية إلى العراق وصولاً لليمن.. دقيقتان من الزمن كشفت الفشل السعودي.. ونهاية (داعش) في ليبيا


ربى شلهوب - طارق ابراهيم - الإعلام تايم

الأحداث في المنطقة والعالم باتت تسير بشكل متسارع فمن الميدان السوري المرتبط بالميدان العراقي واليمني بحكم أن العدو والمعتدي واحد وهو الإرهاب،  إلى الميدان السياسي الذي بدأ منذ عدة أشهر بمؤتمر فينا 1 و2 وجنيف المتعلق باليمن مروراً  بما سمي "مؤتمر الرياض" الذي نتج عنه تحالف سمي بـ"الإسلامي" برعاية سعودية، - الراعي الأول للإرهاب، هي أمور تحمل بين طياتها الكثير من الخفايا التي أوضحها لنا الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز الإخبارية في حديث خاص لموقع الإعلام تايم، فما هو مصير "تحالف السعودية الإسلامي"؟.

 

دقيقتان من الزمن لمؤتمر صحفي عند منتصف  الليل أرادهما السعودي في إشارة إلى إعلان "التحالف" لإخفاء فشل وخسائر متعاظمة من سورية إلى العراق واليمن.

 

قنديل بدأ حديثه لنا من الفشل السعودي في المنطقة فقال "نحن اليوم أمام عنوان عريض "هزمت السعودية" هذا الانهزام أجبرها على الاعتراف بموازيين القوى الجديد حيث التقدم الكبير للجيش العربي السوري، يقابله تهاوٍ لمجموعاتها الارهابية في المنطقة ككل..

 

فالفشل السعودي كانت جلّ ثماره في مؤتمر الرياض من خلال التمادي على قرارات السيد الأميركي وأصدقائه أمر لا يمر حتى أنه لا يغتفر فما كان ممنوعاً في فيينا من طرح أسماء لمجموعات إرهابية، دعاها السعودي لتكون جزءاً مما يسمى "المعارضة السورية" وأكثر من ذلك أراد تحييدها من قائمة المجموعات الإرهابية، تلك المهمة التي أوكلتها مجموعة الدعم لحل الأزمة السورية في فيينا إلى الأردن.

 

وأشار قنديل إلى أن "الوصاية السعودية على الوفد المعارض تعطلت أميركيا قبل أن تلقى جداراً صلباً روسياً إيرانياً في وجهها.. ما حدث في الرياض مناورة لم تعش إلا أيام قليلة فالسعودية أرادت أن تدّعي لنفسها ما ليس لها فهي من يشكّل الوفد المعارض وهي من يصنف الإرهابي ومؤتمر نيويورك جاء ليسترد صلاحية قوى مسار فيينا التي حاولت السعودية الاعتداء عليه من خلال استدعاء ممثلين لحركات إرهابية كـ"جيش الإسلام" و"أحرار الشام".

 

وأضاف قنديل "كيري الذي سمح للسعودية أن تستدعي وفود المعارضة إلى مؤتمر عاصمتها كجائزة ترضية، سحب منها هذا الامتياز ليأخذ الموافقة الروسية الإيرانية على عقد نيويورك  بالشروط الروسية الإيرانية التي هي أصلاً شروط سورية، فنتائج الرياض أسقطت سياسياً،  فالأميركي  تراجع عن ترحيبه لأن ما حصل في الرياض يجب أن يكون مبني على اللقاء الجماعي (15 دولة) اجتمعت في فيينا، كما أن المعايير التي ستطبق لتصنيف الإرهاب هي معايير أممية التي من خلالها  وضعت "جبهة النصرة" على قائمة الإرهاب الدولي ولم يعد بإمكان السعودية وقطر وتركيا إضافة إلى "اسرائيل" التي اضطرت إلى الكشف عن علاقتها بـ"القاعدة"، تجميل صورتها ووضعها ضمن قائمة ما يسميه الأميركيون معارضة معتدلة وتطبيق ما أراده ديفيد باتريوس بأن قتال "داعش" يستدعي التعاون مع "النصرة".

 

وفيما يخص "التحالف الإسلامي" أكد قنديل بأن السعودية احتاجت "قنبلة دخانية" يعتم على ما تعانيه من خسائر في اليمن وقبلها في العراق وسورية، هذا ما استدعى ولي ولي عهدها ووزير دفاعها محمد بن سلمان أن يعلنها عند منتصف الليل بعد استدعاء عدد من الصحفيين بلباس نومهم  بعد إيقاظهم لينشروا الخبر الهام والمفاجئ وفق ما قال بن سلمان "نبغي نعمل تحالف إسلامي مهمته محاربة الإرهاب"، إلا أن المهمة الرئيسية للتحالف بحسب قنديل هي لحجز مكان للسعودية في صدارة المجتمع الدولي الذي يقود الحرب على الإرهاب.

 

وعن علاقة السعودية بالإرهاب أكد قنديل أنه "لا يحتاج أحد في العالم  دليل على علاقة السعودية العضوية به"، فنائب الرئيس الأميركي جو بايدن قال في وقت سابق إن "أحد أهم الأسباب لنمو الإرهاب في سورية والعراق أن حلفاءنا السعوديين والأتراك دفعوا مئات ملايين الدولارات وشحنوا آلاف الأطنان من الأسلحة للمجموعات المسلحة معروفة أنها تنتمي للقاعدة".

 

وبالعودة إلى التحالف أشار قنديل بأن "أكثر من ثلاثين دولة معظمها لا تعلم بالتحالف إلا بعد ما أعلنته السعودية مما اضطر مسؤوليها للاتصال مباشرة بالسعودية للاستفسار، فيما بعض الدول رفضت الفكرة من أساسها كإندونيسيا وسلطنة عمان، بينما تريث البعض لمعرفة إلى ما سيؤول إليه الغباء السعودي، لكن كل هذا دليل على الفشل ومحاولة لتخفيف الخسارة في اليمن بعد إعلان بدء مفاوضات سياسية، فالسعودية تعلم يقيناً أنها لن تحقق بالسياسة ما فشلت به في الميدان" .

 

وأضاف قنديل أن "تعز ومأرب كانت تسطر النصر على تحالف العدوان السعودي الذي لم يستطع كسر شوكة الجيش واللجان الشعبية اليمنية وجعلت السعودية تدفع ثمناً باهظاً كانت آخرها 150 قتيلاً بينهم قائد القوات الخاصة السعودية، فبدأ السعودي مناوراته باللجوء إلى فتح سفاراته في إيران والعراق، لكن القلق الحقيقي للسعودي يأتي من معرفته التامة بجماعته التي تقاتل، فهي عاجزة عن الصمود والثبات إلا القاعدة المصنفة إرهاباً دولياً التي صرف عليها مليارات الدولارات وتعبئتها فكرياً".

ووصف قنديل الوضع في اليمن قائلاً إن "اليمن ذاهبة إلى وقف إطلاق النار وإلى نهاية حقيقية للحرب، لأن صورة السعودي الذي يمارس الغطرسة كانت موجودة منذ بدء العدوان، أما الآن لا شيء من هذا،  فالحدود السعودية اليمنية تحولت إلى ملعب كرة قدم من 20- 25 كم، حيث يذهب الجيش اليمني واللجان الشعبية فيأسرون جنوداً للعدوان ويغنموا أسلحة ويتمركزون في مواقع عسكرية سعودية ومن ثم يأخذون صوراً تذكارية ويعودون".

وعن وضع السعودي في العراق أكد قنديل أن السعودية فشلت فشلاً ذريعاً في عرقلتها لتشكيل حكومة وطنية في العراق بعد الانتخابات النيابية، فتشكلت الحكومة دون مباركتها مع أنها حاولت إيصال الصورة أن المكون العشائري بيدها .

 

وفي سؤالنا له عن الدور التركي في المنطقة قارب قنديل ما بين فشل التركي والسعودي "الفشل التركي جاء رديفاً للسعودي، فالحلم في بناء امبراطورية عثمانية تستوعب المنطقة باركته أميركا في 2008 عندما طلب التركي الفرصة ليكون البوابة الأميركية الغربية الى الشرق الاوسط مدعياً أنه يملك مقومات لا يملكها الاعتدال العربي، إلا أن مشروعه لم يعمر طويلاً من خلال القضاء على تجربته في تونس ومصر".

وأشار قنديل إلى أن "تركيا اليوم تتصرف كالمهزوم المتغطرس، فالمكابرة والانكار يمنعانها من الإعتراف بالهزيمة، فحاولت استدراج روسيا لحرب عبر إسقاط المقاتلة لتستنجد بالناتو للدفاع عنها، فحادثة إسقاط المقاتلة جاءت بعواقب وخيمة على أردوغان الذي لم يعد بإمكانه  حماية أدواته من الدواعش بريفي اللاذقية وإدلب في ظل التقدم الكبير للجيش العربي السوري، ولا يجرؤ لأنه يعرف النتيجة مسبقاً ثم لماذا لم يرد على قصف المعابر وتدمير قوافله إلى المسلحين مدعياً أنها تحمل مساعدات إنسانية وبدل ذلك أعلن وقف غاراته والتحليق فوق الأجواء السورية كيف لا والتهديدات الروسية ليست مجرد كلام".

 

وأضاف قنديل "بعد هذا الفشل هددت تركيا بورقة اللاجئين مما دفع أردوغان لبيع حلمه الذي تعفن في رأسه "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري بـ 3 مليار دولار، وبذلك تكون أوروبا قضت على أحلام أردوغان، فتدخل في العراق متذرعاً بتفاهم مع حاكم إقليم كردستان مسعود البرزاني، هذا التدخل الذي لم يدم طويلاً بسبب الدعوات المحلية والاقليمية والدولية، فانسحب التركي إلى دهوك مريداً للحرب أن تكون عراقية عراقية، فيما اتجه العراق برئاساته الثلاث إلى تدويل القضية".

 

آخر الأوراق التي يملكها التركي هي علاقته مع العدو الإسرائيلي والتي تحدث عنها قنديل "هذا الارتباك والتخبط جعل التركي يعلن صراحة علاقاته مع الاسرائيلي ليجره إلى تحالف معه، لكن الإسرائيلي كان ذكياً فهو استقرأ الواقع واستشف المستقبل ففضل أن يكون مراقباً"

 

وعن قطر ودورها في المنطقة وصفه  قنديل بوظيفة العلاقات العامة عند التركي وليست لاعباً على الأرض، فيما  اقتصر الدور الأردني على تحديد لوائح المجموعات الإرهابية من خلال فتح قناة مع الروسي حتى لا يفهم دورها أنها داعم للإرهاب لكنه يبقى مرتبطا بالسعودي.

 

وفي ختام حديثه أشار قنديل إلى أن لا مستقبل لـ"داعش" في المنطقة مقارناً بين ضربات التحالف الدولي وما آلت إليه وبين الضربات الروسية قائلاً "لابد أن نشير إلى سؤال يطرح نفسه لماذا بعد أكثر من سنة من حرب التحالف الدولي لم يفكر "داعش" في ترك قرية صغيرة دخل إليها في العراق في حين بفترة قصيرة من الضربات المركزة على مواقع "داعش" من قبل الغارات الروسية والسورية نجده الآن يقرر نقل عملياته إلى ليبيا"، مضيفاً أن "هناك معلومات تتحدث عن عائلات لـ" داعش"  التي وصلت إلى ليبيا وبناء غرف عمليات تحت الأرض وتجهيزات، فمسألة وجود "داعش" في سورية والعراق مسألة وقت". 

 

 

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=29627