وجهات نظر

باختصار : مجلس أممي بعضه شركاء في سفك الدم

زهير ماجد


هرب أحد الصحفيين إلى أحد الملاجئ أثناء القصف المدفعي على منطقته أثناء الحرب اللبنانية فرأى هناك المفكر اللبناني ميخائيل نعيمة ممدداً على الأرض فصرخ بقوة: لماذا لا توقف الحرب إكراماً لهذا الرجل وللثقافة..بالطبع لم يسمعه أحد..

 

وهاكم أحد الأطفال اللبنانيين ابن الخمس سنوات، الذي قتل والده ووالدته في حادث التفجير الأخير في برج البراجنة ببيروت ونقل هو إلى المسشتفى بعد إصابة عينيه، أن سألته إحدى المحطات الفضائية عن أمنيته فأجاب ببراءة غير المستوعب لكارثته ” أن اجتمع برونالدو “، وهو اللاعب الإسباني الشهير في فريق ريال مدريد.

 

مثقفونا يموتون، أطفالنا يتشوهون جسداً ونفساً، عالمنا يضطرب لمائة عام، وبعد أن يتمزق وتأكله لعنة الحروب، يتحرك المجلس الأممي الذي ينسانا دائماً طالما أنه محكوم بقوة أميركا والبعض الذي يدفع الأموال لتأخير أي تدخل لصالح الإنسانية العربية المعذبة.

 

فيحكم على المفكر والفنان والإنسان والطفل والمرأة والشاب والكهل العرب بالإذلال انتظاراً لحكم القوي، ومعه خراب ودمار وقتل ثم يطلب من هؤلاء التعايش كأنما الحياة غالية في الغرب، رخيصة عندنا.


للإنسان العربي إنسانيته ومطالبه الطبيعية، كأي إنسان في هذا الكون وهو العيش الهادئ الهانئ، ولأطفالنا حلم لا أحد يقدر على تحقيقه في ظل الفجيعة العربية التي نراها في سورية وفي العراق وفي ليبيا وفي اليمن وفي كل مكان عربي.. فجيعة أن يخسر الطفل أهله وأشقاءه، وطفولته الندية، وأحلامه الصغيرة التي لا تتعدى أن يلتقي بلاعب شهير مثل رونالدو يبث له نجوى طفولته التي دمرتها الحرب، وقتلها الشيطان الإرهابي، وغرس فيها هيمنته التي يراد لها أن تدوم.

 

يتحرك مجلس الأمن بقرارات ثمينة من أجل أن لا يموت المزيد من أطفال العرب في سورية والعراق وكل مكان، ومن أجل أن لا يسقط القلم من يد مثقفينا وفنانينا وكتبتنا، وكل هذا العالم المضحي من أجل غد مختلف.

 

فهل يتمكن هذا المجلس الأممي بكل إجماعه من تحويل قراراته إلى عالم تنفيذي وبعض من فيه شركاء في سفك دمنا.

 

ثم ألم يحن الوقت بعد، ولو لمرة واحدة، أن يتأمل الأميركي وغيره من الدائرين في فلك أوامره يديه التي تلوثت بهذا الدم إلى حد طوفاته.

 

إن أعجز الكلمات هي التي تقال في وجه من لا يعرف الرحمة ولا الأنسنة وينسى أن لبلاده أطفالاً ورجالات ونساء.. كأنما ولد هذا العالم الغربي من آباء وأمهات وولدنا نحن من هواء ملوث، نمسك أعصابنا لكي يحقق مجلس الأمن قراراته بشأن سورية، وأن يكون لليبيا ما توصلت إليه من اتفاق سلام، وأن يخرج العراق من أزماته، وأن يتوصل اليمن إلى سلامه، وتحقق مصر الثورة طموحها الصعب..

 

ستظل آمالاً مرسومة على ماء، إلى أن نرى أبناء فلسطين في فلسطين، عندها سنقول عنه وفاء لأمانينا بالجملة.

 

من أجل كل هذا لتتوقف الحرب، بل أوقفوها أيها القادرون الذين لا تريدون لها انتهاء إلى أن يستسلم الجمع العربي ويرفع يديه إلى الأعلى، وحتى لو فعلها فلكم ما هو أدهى من خطط تكمال الإبادة.

 

الوطن - الإعلام تايم 
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=29583