الحدث السياسي

الجعفري: ضرورة رد الممتلكات الثقافية السورية المسروقة ومحاسبة المتورطين


دعا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري إلى ضرورة التصدي للتهديدات التي تطول الممتلكات الثقافية في سورية والعراق عبر محاسبة الحكومات التي تنخرط مباشرة في عمليات نهب وتسويق اللقى الأثرية أو تغض النظر عنها.

 

وأضاف الجعفري خلال الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة البند رقم 10 المعنون بـ "إعادة أو رد الممتلكات الثقافية إلى بلدانها الأصلية" في نيويورك الخميس 10 كانون الأول، يجب محاسبة تلك الحكومات التي كانت السبب وراء جلب الإرهابيين الأجانب إلى سورية والعراق لتسرق ممتلكاتهما الثقافية وتحديداً النظام التركي الذي يستمر بالتعاون مع الأنظمة الراديكالية الأخرى بدعم وتجنيد الإرهابيين وتسهيل عبورهم إلى سورية، مشدداً على أن نظام رجب اردوغان والمافيات التركية المرتبطة به هم المسوقون الرئيسيون لعمليات سرقة الآثار السورية ومبادلتها بالأسلحة والذخائر والأموال للإرهابيين.

 

وبيّن الجعفري أن سورية تعاني من نزيف يصيب ثرواتها الثقافية والتاريخية التي تعد ملكاً للبشرية جمعاء، مبيناً أن إقدام وحوش تنظيم (داعش) الإرهابي على تدمير "قوس النصر" و "معبد" و "بعل شمين" الأثريين في مدينة تدمر يحاكي ما كان قد قام به آباء وأجداد (داعش) بتدميرهم تماثيل "بوذا" في باميان بأفغانستان في العام 2001.

 

وأعرب الجعفري عن الأسف لأن كل تلك الجرائم تجري في ظل صمت عالمي مستهجن لم يتعد الإدانة والشجب بينما خلا من أي إجراء عملي يعين سورية على الحفاظ على تراثها ويعيد آثارها المسروقة إليها، مؤكداً أن ذلك يعد دليلاً قاطعاً على استهتار البعض في هذه المنظمة بالتزاماتهم الدولية وبمضمون قرار مجلس الأمن رقم 2199 .

 

وأضاف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الكل أصبح على درايةٍ تامةٍ بانخراط النظام التركي بعمليات سرقة مصانع سورية ومن ثم نقلها وبيعها عبر تركيا وبأن هذا النظام يعد المسوق الأول لنفط (داعش) المسروق من حقول النفط السورية والعراقية، مشيراً  إلى أن هذه الحقائق كانت قد كشفتها صحيفة "لا كروا" الفرنسية التي بينت أن حجم العائدات التي كسبها تنظيم (داعش) الإرهابي في العام 2014 فقط بلغت 8ر2 مليار دولار أمريكي 55 بالمئة منها من عوائد بيع النفط عبر تركيا بمعدل تصدير بلغ 90 ألف برميل في اليوم، مذكراً بالتقارير المصورة التي نشرتها مؤخراً وزارة الدفاع الروسية ووثقت نقل مئات الصهاريج (لنفط داعش) إلى تركيا.

 

وأوضح الجعفري وجود إعلانات موضوعة على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي فيس بوك لأتراك في تركيا يعربون عن استعدادهم لشراء الآثار السورية والعراقية المسروقة، لافتاً إلى أن هذه المعلومات متوفرة لدى وفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة لمن يشاء الاطلاع عليها.

 

وشدد الجعفري في ختام بيانه على أهمية التزام الدول الأعضاء بمضمون مشروع القرار المطروح والذي أكد على الحاجة الملحة للتصدي لخطر الإرهاب على التراث العالمي وعلى أهمية التعاون الدولي والتنسيق مع الدول المتضررة ومنظمة اليونيسكو في التصدي للتهديدات التي تهدد تراثنا العالمي وخاصة بسبب الهجمات الإرهابية، مطالباً بضرورة بذل الدول الأعضاء لكل جهد ممكن لإعادة ورد الممتلكات الثقافية السورية المسروقة إلى بلدها الأصلي سورية.

 

وأكد الجعفري على تأييد وفد سورية لدى الأمم المتحدة لما تضمنه مشروع القرار الحالي من تذكير بضرورة احترام وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2199،  مؤكداً أن تطبيق هذا القرار سيكفل قطع مصادر التمويل عن الإرهابيين وعن عملياتهم الإجرامية ضد السوريين وحضارتهم وممتلكاتهم الثقافية ولقمة عيشهم ومؤسساتهم وسيضمن أيضاً الحفاظ على التراث السوري الأصيل القائم على قيم الاعتدال والعيش المشترك وسيدفع بجهود إيجاد الحل السوري السياسي المنشود للأزمة في سورية قدماً نحو الأمام.

 

الإعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=29151