وجهات نظر

باختصار: سلطة الأوادم

زهير ماجد


حقيقة نحن أوادم، لأننا لانطالب ولا نفعل كما يفعلون بنا، لانطالب بتغيير مسؤولين في هذا العالم لايحظون سوى بالقليل من ثقة شعبهم، مثل الرئيس الفرنسي هولاند الذي باتت شعبيته أقل من عشرة بالمائة، ولا نفعل بأن نرسل عسكراً من عندنا ليقاتل من أجل هذا الهدف.

 

يقتلوننا، ويرسلون القتلة إلى ديارنا، يشنون علينا حملات الإبادة إن تمكنوا، فنبقى صامتين إزاءهم، هم يملكون كل أدوات التدمير وهي من صناعتهم، ونحن لانملك سوى مايلزم لدحر الإرهاب وعصاباته، لكننا لانصنعه. ثم هم يملكون قوة الإعلام، يبثون أفكارهم كالقدر علينا علهم يتمكنون من تحقيق أهدافهم في التغيير، وقد غيروا فعلاً في ليبيا وقبلها في العراق واليوم يحاولون في سورية.

 

في بلدنا الشقيق الحبيب الجمهورية العربية السورية، يقومون بالأعمال التي اعتادوا عليها كلما لم يعجبهم شخص المسؤول أو لم يعجبهم الشعب كما فعلوا في لبنان إبان الاعتداء عليه في مشروع حربه الأهلية حين وجد "كيسنجر" صعوبة في الهبوط بمطار بيروت نتيجة القوى المناهضة لهذا الهبوط فقال: عجباً من هذا الشعب وتمت تصفية مايمكن منه في حرب طالت 15 سنة.

 

نحن أوادم لأننا لانتعدي على الآخر ولا نسير إليه سوى الحسنات، ولدينا دائماً من يفكرون به فيرحلون إليه دراسة أو عملاً وسياحة … عالمنا دائم الطيبة اتجاه بلدان ليس لها تاريخ جيد معنا، ففرنسا استعمرتنا وقتلت منا الكثير وأعطت لواء اسكندرون إلى تركيا، وبريطانيا تآمرت علينا وقدمت فلسطين لقمة سائغة للصهيونية وصنعت أكبر كارثة في تاريخ البشرية .. أما الأميركي فقد احتل العراق ونسفه من جذوره ولم يبق فيه سلطة ولا جيش ولا مؤسسات وربما فكر بتغيير الشعب أيضاً. وعندما جاء دور القذافي في حسابات تلك الدول، أبادوا جيشه، أكثر من ستين ألفاً منه ذهبوا ضحية غارات للحلف الأطلسي على مدار الساعة. ثم هاكم سورية التي لم تعتد عليهم، لكنهم أرادوها كليبيا، وقبلها كالعراق، بلا جيش ولا مؤسسات ولادولة وسلطة ولانظام.

 

هم دائما المعتدون، ومع ذلك نغفر، بل ترانا إذا فكرنا بالدراسة هم عنوانها، وإذا أردنا الراحة سلكنا الطريق إليهم، وإذا تمنينا العيش الهانيء نحلم ببلادهم. هكذا هو فكر الأوادم وهذا حالهم، وهذا تاريخنا أيضاً.. ومع أننا أقمنا أعظم حضارة إنسانية وعلمية وفكرية ونموذجية في الأندلس إلا أنها لم تعجبهم فظلوا يشنون الحملات ويخترعون كل أسباب القتال والانقسام فيما بيننا إلى أن تحقق لهم القضاء على تلك الحضارة التي إذا أراد الاسباني تذكر الخير العميم في بلاده ذكرها.

 

من المؤسف أنهم حين يفكرون بنا لايجدون غير لغة السيف مجالاً للحوار، أما تفكيرنا بهم، فمن باب الاحترام والتبجيل وتعظيم معطاهم وتاريخهم. هل هي سياسة الضعيف أمام القوي، أم هي سلطة الأوادم التي وراءها قيم كبرى وتاريخ وحضارة. ومن المؤسف أيضاً وأيضاً أنهم لم يتعلموا عالمنا رغم إيغالهم في تفاصيله، بينما تعلمنا نحن عالمهم وحملناه على الراحات وأدخلناه لغةً واقتباساً وتمثيلاً .. حاولنا دائماً أن نصير مثلما صاروا، لكنهم هم كانوا المانعين كي لانصير مع أن لتاريخنا الذهبي عليهم حقاً.

 

الإعلام تايم 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=29088