مجتمع

أهمية الثقافة الجنسية للمقبلين على الزواج


يعد التثقيف الجنسي السليم للمقبلين على الزواج بمثابة حصن الأمان للزواج وللأسرة، حيث تمثل المعلومات الخاطئة التي يتلقاها الشباب من الجنسين حول العلاقة الجنسية والتجارب الشخصية أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية في كثير من الحالات، خاصة إذا لم يلجأ الزوجان أو على الأقل الطرف صاحب المشكلة لطلب المساعدة والعلاج، وهو الأمر الذي يستوجب تقديم التثقيف الجنسي الصحيح للشباب المقبلين على الزواج من كلا الجنسين، ويجب أن يكون هذا البرنامج ضمن إطار التهيئة الشاملة للزواج من جميع الجوانب النفسية، والإجتماعية، وكيفية رعاية الأبناء، والأمور المادية، وإدارة شؤون البيت.

وبالتأكيد يأتي التثقيف الجنسي على رأسها ولا نتحدث هنا عن العلاقة الحميمة فقط، وإنما يجب أن يشتمل على العناية بالنظافة الشخصية، وطرق الأداء الحميم بعيداً عن أساليب الإثارة أو التخويف.

إن أولى أساسيات المعرفة الواقعية والحياتية التي لا ترتفع عن الحياة هي معرفة الجنس الآخر، وأسلوب ممارسته، وما يحميه وما يضره، وما يكفل له الإستمرار بنفس العطاء والكفاءة لكي يستمر قارب الحياة الزوجية بنفس النجاح والآمان، والكثير من الأشخاص يعتقدون خطأ أن مجرد الحمل والإنجاب دليل على نجاح العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة، ولو سألت الكثير من الأزواج والزوجات عن سبب استمرار العشرة الزوجية حتى الآن لكان رد معظمهم: بسبب وجود الأبناء، وليس لشعورهم بالسعادة أو السكن مع بعضهما حتى في حالة عدم وجود أبناء، ولعل المفهوم الخاطئ لمعنى كلمة الحياء والإرهاب الفكري لمدلول كلمة الجنس هو الذي يمنع الزوج والزوجة من أن يلجأ إلى الأخصائي لكي يشكو أو تشكو إليه ما يعانيان منه في علاقتهما مع أنه لا حياء في العلم والدين.
والثقافة الجنسية ليس عيباً أو نقصاً لكي نتجنب الحديث عنها، وإنما هي ركن أساسي ومهم لاستقرار الحياة الأسرية وتنشئة جيل سوي يمر بفترة مراهقة سوية دون الإصابة بعقد أو مشاكل تؤثر عليه في المستقبل. والغريب أننا نجد بيننا من يرتعد ويستنكر لمجرد ذكر أي موضوع له علاقة بالجنس بغض النظر عما يحتويه من إفادة ومعلومات.

والجهل بالثقافة الجنسية منذ الصغر يؤدي إلى عواقب وخيمة بعد الزواج، ومن خلال الدراسات التي أجريت على العديد من الناس المطلقين الذي انفصلوا عن بعضهم البعض لأسباب مختلفة منها عدم التفاهم واستحالة العشرة والإهانة والتعدي بالضرب وغير ذلك من الأسباب، حيث تبين أن أكثر من 85 % من هذه الأسباب يكن وراءها عدم التوافق الجنسي بين الزوج والزوجة يؤدي إلى هذه الأسباب التي تظهر وكأنها السبب المباشر للانفصال الجسدي أو الطلاق.
إن مفتاح السعادة الزوجية يتطلب وجود تفاهم بين الزوجين منذ أول يوم في حياتهما الزوجية، وأن يتفهم كل طرف رغبة الآخر ورضاه وارتياحه ويحاول أن يحقق له السعادة، فإذا ما تحقق هذا تحولت الحياة الزوجية إلى سعادة واستقرار وسكن وآمان للطرفين، والإقرار بأهمية التثقيف الجنسي المتكامل كجزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=2904