تحقيقات وتقارير

سجل "أنا سوري".. ولكن !!


ليس بالضرورة أن تكون سوري الأصل والهوية لتفتح لك أوروبا أبوابها، فمهما كانت جنسيتك.. كل ماعليك فعله اليوم هو دفع مبلغ 2000 دولار أمريكي لتحصل على جواز سفر وهوية ورخصة قيادة "سورية".


فالجنسية السورية بالنسبة للكثيرين "ورقة رابحة" لمستقبل أوروبي يؤمن منزلاً وراتباً شهرياً في دول لطالما حلم الكثيرون بالعيش فيها بعيداً عن دول العالم الثالث التي أرهقتها الحروب والفقر والفساد.


وما إن تصل إلى الشواطئ الأوروبية، ومهما كانت لغتك أو لون بشرتك يكفي أن تبرز أوراقك الثبوتية المزورة وتقول "أنا سوري" بأيّ لهجة كانت.. لتحصل على "الامتيازات" التي تمنحها دول الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين.

 

فلم يعد خافياً على أحد حجم التزوير وسهولته، والذي بات اليوم تجارة عالمية رائجة بيد مافيات التزوير، وبحسب ما كشفته الكثير من التقارير الصحفية العالمية أن من بين كل 5 لاجئين، هناك لاجئ سوري واحد حقيقي.

كما نقلت جهات أوربية أن هناك أعداداً كبيرة جداً من اللاجئين ينتحلون "الجنسية السورية" من خلال وثائق مزورة ليحصلوا على اللجوء في دول أوربية، وأضافت مصادر مطلعة أن قرابة نصف المتقدمين للحصول على طلبات اللجوء في أوربا ليسوا سوريين بالأصل، ويحملون وثائق مزورة. وكان صحفي بريطاني نشر كيفية حصوله على جواز سفر وهوية ورخصة قيادة سورية بمبلغ ألفي دولار فقط من تركيا عن طريق مزورين، ليكشف بذلك إمكانية تضليل التحقيقات والعدالة من خلال وثائق مزورة.


وبعد كل تلك الإثباتات التي تكشف ما يتعرض له السوريون من ظلم واستغلال بسبب انتشار ظاهرة تزوير الوثائق السورية، وزج أسماء لسوريين في أعمال عنف، حيث كان أبرز ما يسلط الضوء على هذه الظاهرة ما تناقلته جهات إعلامية عديدة بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، والعثور على جواز سفر سوري "مزور" بالقرب من جثت أحد المهاجمين وفق أنباء متضاربة.. وما أثارته من موجة استنكار على صفحات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على انتشار هذه الظاهرة، إضافة إلى استغلال الجنسية السورية للحصول على طلبات اللجوء في دول أوربية لأشخاص ليسوا سوريين بالأصل.

 

فما هي التبعات التي سيتركها هؤلاء ممن يدّعون سوريتهم والذين جاؤوا من بيئات ومجتمعات مختلفة، لاسيما وهم يحملون ثقافات وتربية ربما لا تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوري؟..  وماهي الصورة النمطية التي سينقلها هؤلاء لحقيقة شعب تمتد حضارته لآلاف السنوات في عمق التاريخ..؟   وأخيراً.. أين دور السلطات الأوروبية وماهي الإجراءات التي اتخذتها لوضع حدّ لهذه الظاهرة التي تساهم بتشويه صورة السوريين خاصة وأن الكثير من الإرهابيين يصلون إلى أوروبا بوثائق مزورة لتغدو الهوية السورية "ضحية" بين الطموح الفردي والوطنية الرمزية ..!


وأمام هذا الواقع يتوارد إلى الأذهان كلمات الشاعر السوري نزار قباني "إن أعجبك بي نسبُ.. فأميّ الشامُ أعطتني العُلا نسبا " .. 

لكن.. عن أيّ نسب تحدث نزار..؟ وهل "النسب" بالنسبة للعالم هو ما تمنحه الهوية السورية من امتيازات اللجوء..!!

نسرين ترك -  الإعلام تايم 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28480