تحقيقات وتقارير

"غزوة باريس الكبرى".. أثمرت في فيينا


على وقع "غزوة باريس الكبرى" والتسمية لـ"داعش" التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من الفرنسيين، اجتمع دبلوماسيون من 17 دولة وآخرين من منظمات دولية لإكمال مشاورات بدأت قبل أسبوعين في العاصمة النمساوية فيينا، علّهم يتوصلوا الى إمكانية التوافق حول إطلاق عملية سياسية تؤدي الى السلام في سورية..
 

8 إرهابيين وفق "الرواية الداعشية" أو 7 وفق "الرواية الفرنسية" تكفّلوا بزلزلة أوروبا قبل الاجتماع الموعود بساعات وفي نيتهم إفساد الطبخة النمساوية، سواء كانت العملية مفتعلة بتنسيق مع "رباعية التآمر"(تركيا قطر السعودية فرنسا)، لإفشال فيينا أو غير ذلك، فالأمور جاءت عكس التوقعات. المبعوث الاممي الى سورية ستيفان دي مستورا أجابهم: "حاولتم التأثير على المجتمع الدولي حتى لا يصل الى أمر إيجابي بشأن سورية.. نحن لم نجتمع لمجرد الاجتماع بل حققنا نجاحا وتقدما"، مشيراً الى بيان نتج عن الاجتماع مؤلف من ثلاث صفحات عرضه للصحفيين.

 

صفحات احتوت سطورها على بنود اعتبرها المجتمعون أنها بداية النهاية لأزمة عصفت بسورية خمس سنوات.. بدأت بالإعلان عن تشكيل مجموعة "الدعم الدولية حول سورية" .. عملية سياسية بدءاً بحكومة وحدة وطنية ذات مصداقية خلال 6 أشهر ثم وضع دستور للبلاد تجري بناء عليه انتخابات بعد 18 شهر من الان، فيما كان الاهم في الصفحات الثلاث تبني وقف إطلاق نار في سورية.. والعملية لن تتوقف عند ذلك فالاعضاء الدائمون في مجلس الامن اتفقوا على ذلك بقرار أممي من خلال تشكيل بعثة مراقبة دولية، معتبرين أن لكل طرف في فيينا فريق يدعمه في سورية وسيكون مجبراً على تأمين وقف إطلاق النار.

 

وجاء في البيان الختامي للاجتماع أيضاً، أن هناك حاجة ضرورية لمنع الإرهابيين من كسب مزيد من الأراضي، ولابد من مساعدة الشعب السوري على إعادة بناء بلده من دون فرض أي إملاء عليهم، وكأن الرسالة لم تصل الى آل سعود وممثلهم الذي ارتعشت فرائصه خوفاً على مبعوثيه في الشام والعراق من الدواعش، معلناً استمرار الدعم للإرهابيين متحدياً كل ما تمخضت عنه مشاورات فيينا. وفي فيينا أيضا حسم الخلاف حول تسمية المجموعات الارهابية، التي سيتم قتالها بالإضافة الى "داعش" و"النصرة" المدرجتين على لوائح الارهاب الدولي، فوجهة النظر الروسية حول مجموعات الارهاب متفقة مع نظيرتها الاميركية وفق ما أعلنت الخارجية الروسية، فيما تسعى تركيا والسعودية لتحييد عملائها وأدواتها من قائمة الارهاب الدولية ..
وما لم يكن في الحسبان هو أن تتولى الاردن التي ساهمت في سفك الدم السوري تقييم تلك المجموعات، والتي سيتوجب عليها أن تحددها وفق ما طلب منها وتساعدها في ذلك موسكو عبر المركز الاستعلامي العسكري الروسي الاردني المؤسس حديثا في عمان.

 

نجوم المشاورات في فيينا كان لهم أيضاً إضافات وتوضحيات لما نتج عن اجتماعهم الثاني في فيينا، فمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني قالت للصحفيين: إن محادثات فيينا كانت "جيدة" وعلينا أن ننطلق منها لإعادة السلام الى سورية.

فيما حسم قائد الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاميركي جون كيري والمبعوث الاممي الى سورية ستيفان دي مستورا، ما اعتبره الاعلام نقطة خلاف بين المجتمعين بقوله، إن "مستقبل سورية سيحدده السوريون بما في ذلك مستقبل الرئيس الاسد، مضيفاً أن "الحكومة السورية وافقت على المفاوضات وسلمت موسكو قائمة بوفدها الى المباحثات".. فيما قال دي مستورا إن "على المعارضة أن تحدد وفدها للمباحثات وسنساعدها لتشكيل معارضة موحدة وقوية ونأمل أن يحصل ذلك في كانون الأول.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أصدر تعليماته للإسراع بوضع خطط لدعم تنفيذ العملية السياسية ووقف إطلاق النار في أنحاء سورية، وحث المشاركين في محادثات فيينا على الترفع عن خلافاتهم بشأن سورية، والاستفادة من اللحظة الفريدة للفرصة الدبلوماسية لإنهاء الصراع والنهوض بجهود البحث عن حل سياسي تفاوضي.
المبعوث الاممي أشار بوضوح أنه في لحظة بدء العملية السياسية يجب أن نتطلع أن يكون هناك وقف شامل وطويل لإطلاق النار كرسالة حقيقية مرغوب بها "رسالة قوية ضد الإرهاب"، وكأنه تجاهل أو يتجاهل تصريحات السعوديين عن عزمهم الاستمرار في دعم الارهابيين في سورية، أو ترك للشاعر العربي يعبر عما يجول في خاطره تجاه آل سعود.. لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

طارق ابراهيم_الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28321