تحقيقات وتقارير

معركة حلب.. الجيش السوري يفرض خرائط الاشتباك الجديدة


 

تشير خرائط الاشتباك الجديدة بين الجيش العربي السوري والجماعات المسلحة في المنطقة الشمالية الغربية لسورية، إلى إصرار الجيش على توسيع نطاق سيطرته لتشمل كامل الريف الحلبي الذي تتقاسمه الجماعات المسلحة المختلفة.


فبدء الحملة العسكرية جنوبي مدينة حلب من أربعة محاور، يعني فقط أنّ المكان بكامله بات محاصراً من قبل الجيش، وأنّ تمدد القوات العسكرية باتجاه أهدافها بات مسألة وقت ليس إلا، خصوصا بعد تمكن الجيش من فك الحصار عن مطار كويرس، والبدء بتحضيره ليكون نقطة إنطلاق للقوات العسكرية، التي استطاعت بدورها وبعد مرور يومين فقط على فكّ الحصار عنه، من تحقيق تقدّم كبير على الجبهتين الشرقية والجنوبية الغربية لمدينة حلب، عن طريق سيطرتها على قرية الحاضر الاستراتيجية، والتي تعتبر المعقل الأبرز للفصائل المسلحة التكفيرية في ريف حلب الجنوبي، والقريبة من طريق حلب - دمشق الدولي، ما يعني بالضرورة وبحسب المصادر العسكرية فتح الباب نحو منطقة الزربة غربي حلب، والتي تطلّ على امتداد الطريق الدولي، للسيطرة عليه بشكل كامل وصولاً إلى سراقب في ريف إدلب.

 

إن طبيعة المنطقة الجغرافية المكشوفة في الريف الجنوبي لحلب، والتي تسهّل عملية الرصد والاستهداف، ستسرع من تقدم الجيش في هذه المناطق، حيث ستشهد الأيام القليلة القادمة بحسب المصادر العسكرية تقدما مفاجئا.


وبشكل عام ما زال الغموض يكتنف نوعا ما العملية العسكرية في حلب وريفها، بسبب تكتم الجيش السوري على تحركاته بالإضافة إلى كثرة نقاط الإشتباك، التي تمكّن الجيش من خلالها السيطرة على سلسلة قرى في محيط مطار كويرس، واستمرّ بالتقدم نحو المحطة الحرارية التي تعتبر أبرز مصادر الطاقة لمدينة حلب، وتمكن من السيطرة عليها أيضا...


وتبقى التكهنات وبعض التصريحات العسكرية تشير إلى أن عمليات الجيش ستتجه نحو محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري المحاذي له شرق المدينة، بينما تتجه الأنظار نحو فكّ الحصار عن قريتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ أكثر من ثلاث سنوات، واللتين تتعرضان بشكل يومي لهجمات تقوم بها "جبهة النصرة" وجماعات اخرى حليفة لها.


ولتأمين الخاصرة الجنوبية لريف حلب والمدينة، كان لا بد للجيش السوري من استكمال تأمين مناطق ريف حماه الشمالية لوصل الريفين ببعضهما، وخلق قاعدة متينة تمكّن الوحدات العسكرية من حماية طرق الإمداد والتموين، وبالتالي الإنطلاق نحو إدلب وجسر الشغور.


تعد عودة العقيد سهيل الحسن الملقب بـ "النمر" مع قواته إلى ريف حماة، بعد تمكنهم من المساهمة في فك الحصار عن مطار كويرس، رسالة واضحة بإصرار القيادة السورية على استعادة مدينة مورك، حيث من المرجح أن تنطلق عمليات استعادتها من محور صوران جنوبي المدينة، ومحور لحايا ومعركبة ولطمين من الجنوب الغربي.


ومع تنوع الفصائل المسلحة التي تسيطر على الريف الحلبي، تنوعت استراتيجيات الجيش السوري المتبعة في مختلف الأماكن، حيث يسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على معظم الريف الشرقي لحلب، بدءا من جرابلس الحدودية مع تركيا، وصولا إلى مناطق منبج وشدود والباب، بينما يسيطر الجيش السوري على الجزء الغربي من المدينة، وعلى مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي بالإضافة إلى بلدتي نبل والزهراء، أما القوات الكردية، فتسيطر على مدينة عفرين وتنتشر على الأجزاء الشمالية الغربية لريف المحافظة، وكذلك على أجزاء من الريف الشمالي الشرقي.


ولكن من حيث التاريخ العسكري للجيش السوري فإنه لم يسبق له أن أطلق عملية عسكرية في منطقة ما إلا وحققت الغايات المُعدة لها.

ساهرة صالح- الإعلام تايم
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28289