تحقيقات وتقارير

"جيش سورية الجديد": منتج تركي أميركي جديد


"الجيش الحر".."جيش سورية الديموقراطي"... ومؤخرا "جيش سورية الجديد"... منتجات دأبت دوائر استخباراتية غربية وإقليمية على إنشائها وأخرى إعلامية وسياسية على ترويجها والإيحاء أنها خشبة الخلاص من الوضع السوري المتفاقم.

"المُنتج الجديد" –جيش سورية الجديد - هو في واقع الأمر مشروع قديم حافظ عليه الأميركيون إلى جانب برنامج "البنتاغون" الفاشل لتدريب "المعارضة المعتدلة". ويبدو أن المعطى السياسي بات مواتياً لتصدير هذا "المُنتج" في ظل تقارب تركي ــ أميركي في سورية. هذا "المُنتج" عبارة عن تكتل عسكري يضم "جبهة الأصالة والتنمية" الاخوانية إضافة إلى منشقين عن الجيش السوري سابقا وبعض العناصر المتشددة الاخرى.

وهو في الواقع من أحدث المحاولات "وأكثرها جديّة" لإعادة إنتاج "الجيش الحر" بمسمى جديد..  فقد بثت "جبهة الأصالة والتنمية" فيلما قصيرا قبل أيام لتشكيل الجيش والمعسكر التابع له، حيث ظهر في الفيلم معسكر تدريبي ومقاتلون بلباس عسكري موحد يقومون بتدريبات على أسلحة أميركية الصنع.

وبحسب بيان جبهة الأصالة والتنمية، فإنها بتشكيلها العسكري الجديد تسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلة وهي المنطقة الشرقية، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".. ولماذا اختيرت المنطقة الشرقية بالذات ، يبقى الجواب :لأن مكونات "الجيش الجديد" كانت في السابق تقاتل في هذه المنطقة وفي مقدمهم قائد "الجيش" خزل سرحان نفسه الذي ظهر في الفيديو والذي كان قائدا لـ "كتائب الله أكبر" التابعة لـ "جبهة الأصالة والتنمية" قبل أن ينسحب مع القوى الأخرى من المنطقة إلى البادية، عقب سيطرة تنظيم داعش على دير الزور في /تموز/ من العام الماضي.

وعلى خلاف "قوات سوريا الديمقراطية" المؤلفة من مكونين عربي وكردي لضرورات تتطلبها البنية الديمغرافية في الشمال، تحرص واشنطن أن لا يكون في "جيش سورية الجديد" أي مكون غير عربي سوري، وكي لا يتكرر نموذج "الفرقة 30" وقبلها "حركة حزم" وقبلها "جبهة ثوار سوريا"، حيث تخطط واشنطن في حال استطاعت استعادة المناطق المحررة من "داعش" أن تسلمها لقوى عربية سورية، لا للأكراد خشية من ازدياد نفوذهم من جهة، وخشية من تفجير تحالفاتهم الإقليمية لا سيما مع تركيا.

بقي أن نشير إلى معلومة هامة وهي أنه رغم أنّ المنتج الجديد المسمّى بـ"جيش سورية الجديد" أعلن عنه قبل أيام إلا أنه عملياً أنشئ منذ اليوم الثالث لبدء العملية العسكرية الروسية في سورية المسماة "عاصفة السوخوي".

والانتظار نحو شهر لإعلانه كان نتيجة أنّ الأجهزة الاستخبارية التي تشاركت في صناعته تفاوضت فيما بينها من أجل تقسيم حصص نفوذها داخله، وعليه تمّ تأجيل إطلاق تسميته العلنية لغاية الانتهاء من هذه المفاوضات.

ويبقى السؤال الاهم: هل مازالت أميركيا مصرة على دعم الجماعات الارهابية المسلحة بكافة تسمياتها المختلفة، وخصوصا بعد تفجيرات باريس الاخيرة وتبني داعش لها, أم أن لاشيء سيردعها إلا إذا انقلب السحر على الساحر.

نسرين اسماعيل_الاعلام تايم
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28281