تحقيقات وتقارير

مخيمات اللجوء... أطفال خارج التعليم


 

عندما تذكر مخيمات اللجوء يتبادر الى الذهن مباشرة جملة الانتهاكات التي تمارس داخلها بحق من اضطرتهم الظروف لان يكونوا نزلاء هذه المخيمات بسبب ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة والدول الراعية لها.


ويعاني السوريون داخل مخيمات اللجوء المقامة على الحدود التركية واللبنانية والأردنية من سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات والظروف القاسية ليس اخرها ويلات القر والحر والمتاجرة بالأعضاء البشرية والدعارة المشرعنة تحت مسمى الزواج، ناهيك عن حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، حيث يلجأ بعضهم للعمل في مهن شاقة وخطيرة لا تناسب أعمارهم بمبالغ قليلة من المال.


وقد كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن أكثر من 400 ألف طفل من اللاجئين السوريين في تركيا لا يذهبون إلى المدارس.


وأفاد تقرير للمنظمة بأن من بين أكثر من 700 ألف طفل سوري فى سن الالتحاق بالتعليم، لم يلتحق سوى 200 ألف طفل فقط بالمدارس خلال العام الدراسى السابق، مشيراً إلى الصعوبات التى تعترض الأسر اللاجئة كحاجز اختلاف اللغة والصعوبات المالية، محذراً من تفاقم عمالة الأطفال السوريين، التى بلغت مستويات خطيرة.


وسبق أن كشف تقرير لمنظمة اليونيسيف أن المزيد من الأطفال بين اللاجئين السوريين فى الأردن وتركيا يضطرون للعمل فى المقالع والمخابز وصناعة الأحذية لإعالة أسرهم، ما يعرضهم لمخاطر كبيرة ويجعلهم عرضة للاستغلال الجنسى.


هذا وحذرت المنظمة من تداعيات خطيرة جراء نقص التعليم، موضحة فى تقريرها أنه إذا لم يلتحق الطفل بالمدرسة، فإن ذلك سيسبب مشكلات كبيرة فى المستقبل سينتهى بهم إما إلى الشوراع أو العودة إلى سورية للالتحاق بصفوف القتال.


وجاء فى التقرير أن النهاية المأساوية هي مصير كل طفل سوري لم يلتحق بالتعليم فى السن القانونية، داعياً حكومة أنقرة والمجتمع الدولي إلى ضمان التعليم للاجئين في تركيا.


وحسب إحصاءات إدارة الطوارئ التركية (أفاد)، يوجد فى تركيا 25 مخيماً للاجئين السوريين على طول الحدود السورية، لا يتجاوز عدد السوريين المقيمين فيها 220 ألفاً، ما يشكل 15% فقط من عدد السوريين فى تركيا، بينما يتوزع 85% على مختلف المدن التركية. وحسب "أفاد" أيضاً، يعيش 25% من هؤلاء فى أماكن مهجورة أو غير صالحة لحياة البشر.


مع كل ما تقدم من تقارير لمنظمة هيومن رايتس ووتش نجد في المقابل أن السوريين في داخل سورية، رغم الحرب والحصار لايزالون يتمتعون بحقهم في التعليم في ظل حرص الحكومة على الجيل القادم فقد قامت بعدة إجراءات من نقل المدارس إلى المناطق الأمنة، وترميم للمدارس وصولاً إلى التسهيلات التي قدمتها إلى الطلاب في المناطق الساخنة لإجراء الامتحانات.

 

ربا شلهوب- الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=28202