وجهات نظر

باختصار : طرفا السلم والحرب

زهير ماجد


باختصار : طرفا السلم والحرب كتب زهير ماجد مقالاً في صحيفة الوطن العمانية جاء فيه:

عندما يجتمع أمراء الحرب مع امراء السلام في فيينا يصبح الحوار الحاسم مؤجلاً .. لايمكن الجمع بين طرفي أفكار، كما لايمكن البوح بالضرورة السلمية في هذا الوقت لأن طرف الحرب لن يتراجع في الوقت الحاضر عن غاياته إلا إذا اكتملت شروط خسرانه في الميدان. سيظل هناك من يحاول أن يضع العصي في الدواليب، إيماناً بالمحاولة التي تظل تتراءى له بانها قد تحقق التغيير المطلوب.

فكم هو صعب إذاً موقف روسيا وايران وهما الدولتان اللتان تعرفان بدقة معنى مواقف الدول الاخرى المشاركة في المؤتمر، وتتحملان بصبر لايحتمل محاولاتهم الدائبة على تغيير عالم سورية، وإلى أين الوصول بحربهم المفتوحة وبتلك اللاعقلانية في تأجيجها المستمر، سوى أن البعض يتحرك بموجب نكايات والبعض الآخر مأمور بالمسايرة في عملية "التخلص من الرئيس الأسد." المهم في الاجتماع الأخير في فيينا الاتفاق على وحدة الدولة والمؤسسات وكل الموضوعات الأخرى ..

ولم يعد مهماً الموقف من الرئيس السوري لأن الواقع تجاوزه .. فكيفما ستكون خطوة مشاركة الشعب السوري في الأهداف القادمة، فان النتيجة معروفة سلفاً، وقد قالها السيد الرئيس بشار الأسد في مايخص الدستور أو قرار وجوده في الحكم الذي هو خصوصية شعبية بالدرجة الاولى. لاخوف على سورية في كل الحالات، الضمانات الداخلية لدى الشعب السوري موجودة ومتوفرة، والضمانات الخارجية متوفرة أيضاً من قبل الروس والايرانيين، إضافة إلى أن الجيش العربي السوري يحقق تقدماً على العديد من الجبهات ومعه رفاق الدرب والموقف، ضمن وحدة لاانفكاك فيها مهما حصل. سورية اليوم هي غير سورية الأمس وما قبله، وسورية الغد ستكون مختلفة أيضاً، فكيفما قلبنا الأمور هنالك تطلع مستقبلي مفعم بنقاط ضوء, ومهما اجتهدت أطراف الحرب على سورية، فليس لديها أمل بعد الآن، علماً أنها لم تستطع تحقيق أي هدف من أهدافها في الماضي، سوى قتل السوريين وتشريدهم وتخريب مدن وأرياف ..

واقع لن ينساه السوريون كونه تاريخ أسود في مسيرتهم الوطنية، وتدخل سافر في حياتهم وفي خيارتهم الوطنية وفي رؤيتهم لمستقبل بلادهم. ستظل ذكرى تلك الارتكابات الجسيمة على الشعب السوري طويلاً ولن يغفر لها أو يتناساها .. لقد ظلموا مافيه الكفاية وهم ماضون في ظلمهم، وهم السبب في ماوصلت اليه الحال ويتحملون دم كل صغير أو كبير. لاخوف إذاً على مستقبل الوطن السوري، كل سوري اليوم متراس بجسده وروحه وعقله .. لقد عرف اللعبة واللاعبين، وكل من هندس خيار التآمر على بلاده، وهو بالأمس كان ينظر اليهم في فيينا ويعرف بدقة متابعاته من هو الطرف العامل للسلم في بلاده، وذاك الذي يؤجج الحرب ويستمر فيها داعماً وممولاً ويكاد أن ينفلق حسرة على خذلانه.

الغد سوري، وما بعده أيضاً .. واليوم سوري بمقياس البارحة، هذا مالن يفهمه الظامئون إلى أحداث تغيير مهما كان شأنه.

سورية مبنية على ثوابت تاريخها وايديولوجية فكرها وعقيدتها، ووحدة شعبها وجيشها الذي تحول إلى أسطورة لن يفهم كنهه أولئك التعساء.

.

 

 

الوطن- الإعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=27705