نافذة على الصحافة

الاخبار: رغم الحصار.. الحياة تنبض في دير الزور


تحت عنوان "دير الزور المحاصرة: "داعش للتجارة"... وبقعة ضوء"، كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية مقالاً، قالت فيه إن الحصار الذي يُنفذه تنظيم "داعش" على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في مدينة دير الزور منذ عشرة أشهر، لم ينتهِ بعد.. عدد من المواد فُقد من السوق وأخرى ارتفعت أسعارها.. السكان يُعانون التضييق على مستويات عدّة، الا أنّ الأمل موجود بحل قريب".

 

أبو محمد، الخمسيني، يفرش عدداً من علب الدخان على بسطة صغيرة وسط شارع الوادي في مدينة ديرالزور.. سعر العلبة الواحدة يرتفع أربعة أضعاف عن سعرها الرسمي.. الكهرباء، الغاز، الانترنت، الحليب، الفروج والفواكه جميعها مواد غير متوافرة منذ بدء الحصار.. أنواع أخرى من الخضر تتوافر، انّما بأسعار مضاعفة، بحسب "الاخبار".

 

وأشارت الصحيفة الى أن جولة في السوق والأحياء تُخبر عن حال المدينة التي أغلقت معظم محالها التجارية أبوابها، باستثناء تلك الخاصّة بصيانة السيارات والدراجات النارية والهوائية، والمقاهي وبعض بسطات الفلافل ومحال الألبسة المستعملة.

محطات الوقود توقفت عن العمل وتندر ملاحظة سيارات تتجول في المدينة، إلا عربات الجيش والشرطة والقوى الأمنية، وذلك بسبب نفاد المحروقات من المدينة وارتفاع سعر الليتر الواحد من البنزين إلى 4000 ليرة سورية.

ولفتت الصحيفة اللبنانية أن الحصار لم يمنع بعض التجار من محاولة عبور طرق صعبة للوصول الى نهر الفرات في المدينة، فيشترون مواد متنوعة، كالدخان، من تجار آخرين في مناطق سيطرة "داعش"..

في الاطار نفسه، تحدث مصدر عسكري لـ"الأخبار" كيف أنّ الجيش "يُصادر يومياً كميات كبيرة من المواد مع التجار، ويبيعها في الصالات الاستهلاكيّة بالسعر الرسمي. جزء آخر يُنقل عبر المروحيات فتوزع المواد اما عبر هذه الصالات أو عن طريق المحافظة للموظفين". أما احتياجات الأفران من الخميرة والمحروقات، "فنقوم بتأمينها كافة. كذلك حاجات المستشفيات والمطاحن والاتصالات لضمان استمرارية الحياة في المدينة".

 

وأضافت الصحيفة من أجل تيسير حاجات الناس، جرى تحويل محلج القطن المقابل لمبنى محافظة دير الزور الى مطحنة بعد تهريب مطحنة صغيرة إلى المدينة قبل بدء الحصار. هي تُنتج يومياً قرابة الـ 65 طناً من الدقيق يسدّ حاجة 14 مخبزاً، من بينها مخبزان آليان. يقول مدير المطحنة لـ "الأخبار" إنه يملك "كميات من القمح تكفي لما يزيد على عامين ونصف عام. ما نحتاجه هو الخميرة والمحروقات". كذلك ضُمّت مستشفيات القلب والوطني والأطفال في مستشفى واحد هو "الفرات"، بيد أنّ كوادر هذه المستشفيات معظمهم هاجر من المدينة. أما "الكهرباء، فلا تنقطع فيها وهي تعمل عبر مولدات الديزل. ومستودعات الأدوية تكفي لستة أشهر على الأقل"، بحسب مصدر في مديرية الصحة.

وقالت الصحيفة اللبنانية إن "محافظ المدينة اللواء محمد قدور العينيّة يشرح الوضع العام للمدينة، قائلاً "نعيش ظروفاً صعبة جداً، مع ذلك نحن متفائلون بحلّ قريب سينهي الحصار ودير الزور ستشهد انفراجاً قريباً بحسب وعود القيادة لنا". وأضاف "أسعفتنا مرتجعات الطلاب للكتب العام الماضي في تأمين استمرارية التعليم في المدينة. كما أن أكثر من خمسة آلاف طالب جامعي في التعليم الرسمي ما زالوا يتلقون تعليمهم برغم قلة الكادر".

وأمّا مايتعلق بخصوص المياه "نحن نزود المدينة بها وفق برنامج ضخّ 24 ساعة كل يومين، ورواتب العاملين التي تصل إلى أكثر من مليار ليرة تسلّم في مواعيدها".

وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن "ليلُ المدينة لا يخلو من الصخب. المقاهي التي تقدم النارجيلة والشاي عامرة، وتعمل ليل نهار. كل زاوية في دير الزور توحي أن الحياة لا تزال تنبض في شوارعها".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=27684