كتب "ناصر قنديل" في صحيفة البناء مقالاً تحت عنوان "نقاط على الحروف.. نصرالله إلى دق النفير "قال فيه : لم يسبق أن حشد السيد نصرالله أربع أدوات من أدوات التعبئة معاً بمثل ما فعل أمس، فحضوره الشخصي علامة قبول للتحدّي حتى الشهادة، ورسالة تقول لسنا ابهين بالمخاطر، وآلة استنفار عصبي ونفسي للجمهور والمريدين ترفع منسوب حماستهم إلى الذروة، لأنه عندما يكون التحدّي في مستوى أن يخاطر ويغامر قائد بمكانة السيد نصرالله ليقول جاهزون للتضحيات وغير ابهين بالتهديدات، فماذا عسى الذي هم أقلّ مكانة وتعرّضاً للخطر أن يفعلوا سوى الجهوزية في ساحات القتال. وضع السيد نصرالله الوقوف في ساحات القتال كالوقوف في ساحة كربلاء مع الإمام الحسين والتخلي والتراجع كالتخلي عن الحسين ليلة العاشر، وهي قمة الخذلان والخيانة، والتشبيه هنا من موقع السيد نصرالله الديني وبمكانة المناسبة الدينية ليس مجرد تشبيه تاريخي، بل رفع لمستوى التحدّي النفسي الداخلي للمؤمنين الذين اعتادوا أن يردّدوا في هذه المناسبة قولهم للحسين يا ليتنا كنا معكم لنفوز فوزاً عظيماً، ليقول لهم نصرالله، لا مبرّر لقول يا ليت مجدّداً، فأنتم اليوم أمام ساحة كربلاء فاختاروا ضفة الحسين أو ضفة يزيد بن معاوية. لم يترك السيد نصرالله مجالاً للتأويل والتحليل والتفسير، فحسين اليوم هو شعب فلسطين وشعب اليمن وأحرار العالم، ويزيد هو مشروع الهيمنة الأميركية الذي يستعمل المذهبية والطائفية ويحرك "إسرائيل" وحكام المنطقة ويتحكم بأسعار النفط ويتطلع للهيمنة على الأسواق. والثروات ويسعى لتحويل الشعوب الحرة عبيداً، وأمام هذا التحدّي يعلن نصرالله قبول النزال، ويقول نحن نقاتل في أكثر من ساحة في وجه مشروع الهيمنة الأميركية. وهذا التوصيف يتيح رؤية روسيا والصين وكلّ مناهضي مشروع الهيمنة حتى فنزويلا وجنوب أفريقيا شركاء في الحرب، ويتيح التحسّب لمشاريع التسويات التي ينتجها الأميركي لمنح أدواته فرص النجاة، كما هو حال «إسرائيل» التي خاضت حروبها بقرار أميركي وخرجت منها بـ«بوليصة» تأمين أميركية. لا يُنهي السيد نصرالله هذا التحشيد الدرامي التصاعدي لحضوره وتوصيف العدو الأميركي ومشروعه، وبلوغه مرحلة حياة أو موت لشعوب منطقتنا، بين خيارَي الكرامة أو الذلّ، ورفع التحدّي النفسي للحضور في ساحات القتال، إلى مستوى القدسية الدينية بربطها بليلة العاشر من محرم والاختيار بين البقاء مع الحسين أو تركه وحيداً، من دون أن يعلن هدفاً فورياً، يترجم أعلى مراحل التصعيد الدرامي للخطاب، هو الدعوة للخروج إلى الشوارع والساحات والميادين ليوم العاشر لتأكيد هذه الالتزامات، ما يعني تحويل اليوم ساحة تعبئة شاملة واستعراضاً كاملاً للقوة ما يعادل دقّ النفير العام، ليس لنقص في جبهات القتال ولا لحاجة تكتيكية موضعية، بل لأنّ الحرب تعيش لحظاتها الحاسمة وتتسارع استحقاقاتها والنصر يقترب وعلى المقاومة أن تجهز لكلّ الساحات ولكلّ الاحتمالات. رسالة نصرالله سيقرأها الأميركيون جيداً باللبناني والفلسطيني والعراقي واليمني ولا مانع من قراءتها بالإيراني أيضاً، ومضمونها بسيط سهل، «لا تلعبوا معنا»، نحن جاهزون للحرب فهل أنتم لها؟ |
||||||||
|