نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية مقالاً للكاتب ابراهيم الأمين تحت عنوان "حصاد الأسد في موسكو: الأولوية للميدان وتعزيز قدرات الجيش السوري"، جاء فيه:
لكن الجمهور العريض المؤيد أو المعارض للأسد، سوف يستهلك وقتاً طويلاً في تحليل أبعاد هذه الزيارة، بينما يسعى المترددون إلى استكشاف الخطوة لناحية أنها تصب في سياق تعزيز فرص الحل السياسي أو توسيع دائرة الحرب. علماً بأن أكثر من يعيش هاجس تطور التدخل الروسي في الأزمة السورية، هو الغرب ومعه دول من الخليج العربي وتركيا. وهؤلاء لا يسعهم حتى اللحظة الإحاطة بكل الخطوات الروسية، مع ما تحمله من مفاجآت في السياسة والميدان أيضاً. نتائج سياسية إلا أن زيارة الأسد لم تكن خارج سياق البناء السياسي والعسكري الاستراتيجي الذي تحتل فيه موسكو مكاناً بارزاً. وهي لم تكن ذات تأثير أكبر، لو أنها حصلت قبل مباشرة الجيش الروسي عملياته في سورية. وهي في لحظتها الراهنة، تعكس قرار تثبيت التحالف القائم بين دمشق وحلفائها الإقليميين والدوليين، وهو تحالف يستهدف أساساً حماية الدولة السورية ومساعدة جيشها، ثم يستهدف خلق مناخات جديدة تتيح، لو قبل الطرف الآخر، الذهاب نحو حل سياسي واقعي، يقوم على حقائق اللحظة، وليس على بيانات وتصورات ما سبق من سنوات.
وهنا، يظهر حلفاء واشنطن التردد، بذريعة أن النظام في دمشق، والحكم الحليف له في بغداد، سيحصدان أي نتائج ميدانية أو سياسية لضرب الإرهاب. وهو أمر يهم روسيا كثيراً، لأنها وإن وضعت مع إيران استراتيجية مستقلة لمواجهة الإرهاب في العراق وسوريا، إلا أنها لا تمانع قيام شراكة مع التحالف الدولي، بالرغم من تلمس موسكو وطهران قرار الولايات المتحدة التقدم خطوات إضافية للاستيلاء على السلطة السياسية في العراق، وضمن سياق جعل العمليات الميدانية في الغرب العراقي تجري حصراً تحت إشراف أميركي، لمنع استثمار نتائجها من جانب النظام في سورية. ومع الأسف، يظهر أن في بغداد اليوم، من يعاون واشنطن والغرب، وهو رئيس الحكومة حيدر العبادي، الذي يغامر في خطوة التبعية للاحتلال الأميركي، برغم إداركه الجيد، أن تحقيق «حلم الغرب» دونه المزيد من الحروب الأهليّة والإقليميّة في العراق. نتائج ميدانية ربما من المفيد الأخذ بالاعتبار، أن القيادة الروسية، تثبتت على أرض الواقع من صحة التقديرات التي تشاركتها مع ايران، حول عجز المحور الآخر عن القيام بعمل خارق في مواجهة رفع مستوى التنسيق ضد المجموعات المسلحة من قبل التحالف الرباعي. بل يظهر في كل يوم، أن موسكو في صدد تعزيز حضورها ودعمها كمّاً ونوعاً. لذلك، من المتوقع أن يزور دمشق قريباً جداً، مسؤولون روس من مستويات رفعية جداً، ويرجّح أن يكون هؤلاء من الجناح العسكري لموسكو، وستكون مهمتهم، ليس تفقد القوات الروسية العاملة في سوريا فقط، بل الوقوف على حاجات هذه القوات، وعلى حاجات الجيش السوري للقيام بعمليات برية ناجحة، تحاكي ما يُنجَز من خلال الحملة الجوية للطيران الروسي. وهي زيارة، تترافق مع لقاءات مستمرة، وإن بعيداً عن الإعلام، بمشاركة الطرف الثالث المركزي في الساحة السورية، المتمثل بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
الأخبار- الإعلام تايم |
||||||||
|