وجهات نظر

لنا إسلامنا ولكم وهابيتكم!

طارق ابراهيم


يستمر المحرضون من علماء الوهابية ودعاة منابرها في الخليج العربي بإطلاق فتاوى تدعو إلى مزيد من سفك الدماء والتحريض على الفتنة في سورية واليمن والعراق، فبالأمس اجتمعوا ثم خرجوا مهللين ببيان "طويل عريض" يدعو الى "الجهاد" في شام الرباط ضد ما أسموه "الاحتلال الروسي" أو الحرب الصليبية في أرض الشام.. كيف يصمتون فـ"البل وصل لذقونهم" ..مبعوثيهم إلى الشام فشلوا في المهمة.

كم كان جميلاً لو أن هذه العنترية الوهابية جاءت لنصرة القدس أولى القبلتين وهي تئن منذ عشرات السنين من استباحة الصهاينة لحرمتها، وخلال الأسابيع الماضية ارتفعت حدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى المبارك ومن يعتبرون أنفسهم "حماة المقدسات الإسلامية" صامتون، وطبعاً أين المفاجأة فهم خدم الصهيونية وسدنتها وهم عبيد الاستعمار، ولي نعمتهم ومؤسس دولتهم وحافظ أمنهم واستقرارهم، لذلك تجدهم يبذلون كل ما يستطيعون لخدمة أسيادهم.. ألم يقم جدهم المؤسس عبد العزيز بمنح فلسطين "للمساكين اليهود"؟ وفق وثائق سرية بخط يده سربت إلى وسائل الإعلام.

تلك العنترية التي لم تقتل إلا الشعوب الآمنة أصدرت أمرها وتوكلت على سيدها الاميركي "الأقصى لايستحق منا الا الدعاء"،كيف لا وقد نصّبها على عرش مجلس حقوق الانسان، أمّا العملية العسكرية الروسية في سورية هي من يستحق شحذ الهمم والزحف المقدس لرد "المشرك" الروسي الذي جاء بطلب من دمشق

وبالفتاوى الجاهزة التي أرسلها البيت الاميركي الصهيوني لدعاة مساجد الوهابية بدأ التحريض ، وهنا لابد من التنويه أن ما تدعيه الوهابية بعدم جواز الاستعانة بـ"مشرك" هو أمر مخالف للشرع، فالغارات الروسية شرعية سياسياً بسبب التنسيق التام مع دمشق، بينما دينياً فلنا برسول الله أسوة حسنة، ألم يستعن  النبي محمد بـ "المطعم بن عدي وهو من سادة مشركي مكة" بعد عودته من الطائف .. ألم يستعن بـ"عبدالله بن أريقط المشرك وهو دليله الى المدينة" وكذلك بأموال المشرك صفوان أمية في حرب هوازن، طبعاً قبل أن يعلن إسلامه..
عذراً.. فاتنا أن نبي هؤلاء الأعراب ومجدد دعوتهم هو مؤسس المذهب الوهابي المنحرف محمد بن عبد الوهاب وليس نبي الرحمة محمد بن عبدالله. على كل حال لنا إسلامنا ولكم وهابيتكم، وشتان ما بين إسلام دخل الصدور وانتشر بالحكمة والموعظة الحسنة، ووهابية فتحت القبور قبل هداية الصدور..
 

طارق ابراهيم-الاعلام تايم

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=27258